براءة ٌ مِــنْ الحُــب
د. هناء المشرقي
حالى كحالك فى الهوى أشلاءُ
السـُّهدُ زادى والجَوَى لى ماءُ
الصبرُخِــلــِّي والدعاءُ لسانهُ
يدعو وفيَّ تؤمِّــنُ الأعضاءُ
بالله رفقا – يا أنا – لا تدَّعـي
أنْ فـُقــتـَني شوقا فذاك هـُراءُ
أو أنَّ وجـْدَك ليس يسبقهُ الذى
بشغاف روحي الــ وجدها عدَّاءُ
هـَوِّن علىَّ فلستُ إلا طفلة ً
قد ضلــَّها فى يـُـتمها الإيواءُ
وبحضن كفيكَ الحنون رأيتــُها
تــلهو ويحسـدُ حظـَّـها الآبــــاءُ
حتى إذا ما أنهـِكتْ من لهـوها
فى مَهد عـينك تخفتُ الأضواءُ
لتنامَ تحرسها الجفونُ ولم تعدْ
تــقوى على إيقاظها الأنـواءُ
كى تستفيق على دلال حبيبها
بــ " حبيبتي يا روضة ٌ غـنــَّاءُ"
حالى كحالك يا عصيَّ الهجر إذ
من فرط عشقي تنزف الأحشاءُ
ما عاد يكـتبني القريض وإنــَّما
صارت تردد لهفـتي الأرجــاءُ
فقد اختصرتُ الأبجدية كــلها
حرفين كانا الحاءُ ثم البــاءُ
لأتوه بينهما وأفقد وجهــــتي
إلا إلــــيك يقودني الإعــــياءُ
لوأنَّ عمرا قد يفرِّق بيننا
فالحبُّ من ظلم السنين بـَراءُ