لمحته مرة وسمعت عنه أكثر من مـرة. وإن الذي لمحت كان رجـلا تمـلأ وجهـه الثقــة والانس في الوقت الذي تحمل عينـاه كل الجـد والإخـلاص. كـان ذلك منذ حوالي عقـدين من الزمـن في مدينـة الريـاض. أنا في الحقيقة لم أعرفـه شـخصيا، ولكني علمت أن هذا الرجـل هو أحمد مرسـي النفـاخ .. أحد المهندسـين اللامعيـن والمتميزيـن من مجموعـة الرعيـل الأول الكفـوء الذي كـان له دور في تأسيس هذه المؤسسـة التي أصبح اسـمها المؤسســة العامـة للاتصـالات في ســوريا.
لاشـك في أن هـؤلاء الرجـال قد ضربـوا أمثلـة تحتـذى في الوفـاء لأوطانهـم وقبـلها لضمائرهـم. ألا فليكـن ماظننــا فيك من الخيـر ايها الكريـم الراحـل هو قربـى لك عنـد اللــه .. فاللـه (بدون شـك) لايضيـع أجـر من أحسـن عمـلا. لانعـزي آل النفـاخ فحسـب .. بل نعـزي الشـام كلهـا إذ رحـل واحـد من أبنائهـا المخلصيـن، ولكـننا نقـول: لاضيـر إنـه منقلب إلى ربـه .. وهل هنالك أجمـل من أن ينقلب الإنسان إلى اللــه مولاه وهو راض عنـه؟ فلقـد حـان وقت الجـزاء والعطـاء من لدن أرحم الراحميـن الذي لم ينبـه شـيئا من غرسـنا ولكـن الحصـاد من فيض رحمتـه يتمثـل في إطـلاق العطـاء تجـاه كل المتقيـن الذين ماقدمـوا لذات اللـه شيئا فهو فوق مبلـع النفـع أو الضـر (جل شأنه) ولكنـه هو الذي يجـازي اللاشـيء بكل شـيء ... أليس هو أكـرم الأكرميــن؟؟
هشـام الخـاني