ظلال المودة</i>
بقلم/الشاعرة السورية فاتن علي حلاق /والشاعرة العراقية سحرالجنابي
رافقيني انما حرفي سفيني --- ابحرت في دمع قلبي والعيون ِ
حاوريني قبل ان تغفو رؤاي --- فالبكاء المرّ اضنى للجفون ِ
عانقي روحي فدربي فيه ِ نورٌ =في سماء المجدِ والعلياء كوني
دمتي في قلبي وفي روحي رؤاكِ=لم تغيبي أنتِ في مرأى جفوني
ياصدى نبضي ألا اخفيت وجدا ً--- ذابَ عشقا ً للمآسي في اتوني
لم اعد أقوىعلى همًّ فقولي --- كيف أمحو حبر مكتوب الجبين ِ
فاقرأي من أحرفي ما سالَ فجراً =من فؤادِ الكونِ من دمعِ حزينِ
كلَّ همٍّ منهُ قلبينا ينادي=يا بلادَ العُربِ في حفظ المعين
انْ شكوتُ الحبَّ لاموا لي هيامي --- أيُّ لوم ٍ في عراق الرافدين ِ
موطني هذا حبيبٌ غيرُ عاد ٍ --- حبه ُغال ٍ كــستري أو كديني
يا ابنة الامجاد يا زهر البراري =يا ابنة العلياء من علمٍ ودينِ
لا حدودٌ بينَ قلبينا أُقيمتْ =فانشدي هيّا وغنّي أطْرِبيني
قد بكى السياب قبلي من غرام ٍ --- حينَ أقصاه ُ الحبيب ُ للشجون ِ
بعدها اكساهُ ثوب ٌ من خلود ٍ --- قد يداويني حبيبي بعد حين ِ
قد توحدنا بضاد ٍ إذ تُنادي=جئتُ من شامي بروحٍ من حَنينِ
يا أنيناً في فؤادينا كفانا=من جراحٍ أوجعتنا من سنينِ
كم غنيــّا ً عاش محروما ً كحالي --- أم فريدا ً في بلاءات السنين ِ
تطمع ُ البلدان في نفط ٍ وخير ٍ --- لااراه كيف يــبدو للـــعيونِ
إن ظمئنا من زلالِ الحرفِ نُروى =من غيوثٍ في سَماك ِ أمطريني
رافقيني أنتِ أختي بل وروحي=إنْ نَظرْتي الشمسَ يا نبضي تريني
لي جراح ٌ لستُ ابديها لأهلي --- كلهم يشكو فمن يدري انيني
زرتُ نهري علني ألقي همومي --- عدتُ أبكي من مــُعاناة القرين ِ
أسمعُ الأنفاسَ منكِ كيفَ تشدو =فاسكبي الأشعار كي تحيا غصوني
يافراتاً أنتَ لحنُ الحبِّ غنَّى=للنخيلِ عاشقاً شدوَ اثنتينِ
يحرقُ الوجدان َ دوما ً جمرُ روحي --- والمحيـّا باسمٌ يخفي جنيني
أنت ِ مني فأمتزجنا عن بعاد ٍ --- فأجتمعنا كالندى والياســمين ِ
يا أريجاً من رُبا بغدادَ يسري=ضُوِعَتْ أنسامهُ بيدِ اللجينِ
عانقيني كي نُحلِّقَ في سرورٍ=عن شقاءِ النفسِ هيّا أبعديني
ياملاك الروح سيري في تأن ٍ --- أنّ سيري لايجاري حورَ عين
امسكي كفــِّي فنحيا في أمان ٍ --- فوق سطح البدر هيا يافتوني
هامَ سحرُالكونِ فينا إذ رآنا =في سماء الشعرِ صرنا نجمتينِ
تُجْمَعُ الأشواقُ فينا ضمنَ ظلٍ =في رياضِ الحبِّ نغدو كوكبينِ
في ثياب النورِ والإشواق ِ نبدو --- مثلُ نجم ٍ في ثياب ٍ من لجين ِ
لاشقاءٌ بل غصون ٌ قد تدلــّتْ --- في قصور ٍ في رحاب ِ الخافقين ِ
كالفراشاتِ مضينا أيُّ روضٍ =قد أقمنا فيهِ فجراً من يقينِ
يا ندى الأزهار تزهو في صباحي = سحركَ الفتّانُ كم أغرى عيوني
في سهول ٍ انبتت زهرَ الحنانِ --- شق َّ فيها دربهُ نهرُالحنين
في رحاب النفس ِ شيدّنا لصرح ٍ---من ضياء ِ الفكر ِ أو نضح ِ الجبينِ
من ضيانا قد صنعناهُ جميلاً= موطناً للحبِّ يسقيهِ معيني
عانقت عينايَ بدراً في سماء ٍِ=مدَّ كفَّ الحبِّ في ودٍّحنيني
ليس يخبو فيه ِ نورٌ أو ضياء ٌ --- كهرباء ٌ فيه ِ من نور اليقين ِ
لستُ أخشى فيه ِ من فقر ٍ وداء ٍ --- فالعلاجُ الحبُّ عندالإثنتين ِ
كهرباءٌ من شعاعِ الروحِ تسري= قد أضاءت شمسها في كلِّ كَوني
يا سناً من وهجِ معناها أتاني=شقَ عتمات الليالي في عيوني
موطنُ الأشعار أو سحر المعاني ---أو ظلال الحسن ِمن شتى الفنون ِ
ذا نسيم الصبح عنـّى في سلام ٍ --- ياشذى الأحلام ارشفْ من معيني
غازلَ الفجرُ المهدهدُ ثغرَ نهر ٍ=من جمالٍ ساحرٍ في المقلتينِ
مهجتي تشتاقُ ترنيمَ القوافي=من بحور الشعر هاتي أَسْمِعيني
في بلاد ٍ من خيال ٍ في رؤانا --- يعشقُ السلطانُ شعبا ًللجنون ِ
لانفاقٌ لاسلاحٌ أونزالٌ --- بل هناءٌ من صفاء ٍ في الوتين ِ
ليتَ عهداً من عهودِ النورِ يأتي=لا سرابٌ فيهِ من كفِّ الجنونِ
فيهِ نحيا إخوةٌ في ظلِّ ودٍّ = دونَ حِقدٍ إخوةٌ من كلِ دينِ
رقة الندى وياسمين الشام
بحر الرمل