أدباءمنواديالخابور
لما كان الأدب من ابرز سمات الشعوب بما يحتويه من دلالة قوية على عمق حضارة وثقافة الشعوب عبر القرون كان لوادي الخابور نصيبه من الأدب الذي برز في حوضه الأعلى والأسفل الذي كان مركزا شعاع حضاري وعلمي أقيمت على أرضه مدن وقرى وضياع حتى شكل وادي الخابور ولاية واسعة برزقيها أدباء وكتاب وشعراء وفحول كان لنتاجهم الأدبي والثقافي دوره الحضاري فنسب هؤلاء
الأدباءالى مدنهم فيذكر المؤرخين الرسعني نسبة إلى رأس العين والمجدلي نسبةالى المجدل والماكسيني نسبة إلى ماكسين والقرقسائي نسبة إلى قرقيسياوالبعض إلى الخابور نفسه فيقال الخابوري وقد وجد أدب خاص يحمل طابعاً خاصاً لحضارة وادي الخابور وسنحاول أن نستعرض في بحثنا هذا ابرز المبدعين في وادي الخابور من الأقدم إلى الأحدث حسب التسلسل الزمني للنتجات الأدبية .
اولاً0 ابن الأثير الجزري- من هوهوعز الدين أبي الحسن علي الشيباني (555-630 هـ) المعروف بابن الأثير الجزري، مؤرخ عربي إسلامي كبير، عاصر دولة صلاح الدين الأيوبي، ورصد أحداثها ويعد كتابه الكامل في التاريخ مرجعا لتلك الفترة من التاريخ الإسلامي.
واسمه عز الدين أبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني. ولد بالجزيرة، ونشأ بها، ثم سار إلى الموصل مع والده وأخويه، وسمع بها، وقدم بغداد مرارا حاجا، ورسولا من صاحب الموصل، وسمع من فضلائها، ثم رحل إلى الشام والقدس، وسمع هناك من جماعة، ثم عاد إلى الموصل، ولزم بيته، منقطعا إلى التوفر على النظر في العلم والتصنيف، وكان بيته مجمع الفضل لأهل الموصل، والواردين عليها. وكان إماما في حفظ الحديث، ومعرفته، وما يتعلق به، حافظا للتواريخ المتقدمة والمتأخرة، خبيرا بأنساب العرب، ووقائعهم، وأخبارهم، وأيامهم.
ابتدأ في كتابه الكامل في التاريخ من أول الزمان إلى آخر سنة ثمان وعشرين وست مئة. اختصر كتاب الأنساب لأبي سعد السمعاني، وزاد عليه أشياء أهملها، ونبه على أغلاط، واستدرك عليه فيه في مواضع، وله:كتاب أخبار الصحابة، في ست مجلدات.
وقال ابن خلكان: «اجتمعت به، فوجدته رجلا مكملا في الفضائل، وكرم الأخلاق، وكثرة التواضع، فلازمت الترداد إليه، وكان بينه وبين الوالد مؤانسة أكيدة، فكان بسببها يبالغ في الرعاية والإكرام.»
كانوا ثلاثة إخوة، برزوا في علوم اللغة والأدب والتاريخ والحديث والفقه، واشتهر كل واحد منهم بـ"ابن الأثير"، وهم جميعا من أبناء بلدة "جزيرة ابن عمر" التابعة للموصل، وكان أبوهم من أعيان هذه البلدة وأثريائها، أما أكبرهم فهو مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد، فقيه محدث، اشتغل بدراسة القرآن والحديث والنحو حتى صار علما بارزا، وترك مؤلفات عظيمة أشهرها: "جامع الأصول في أحاديث الرسول" جمع فيه الكتب الصِّحَاح الستة، وتوفي سنة (606هـ= 1209م).