دقيقتان اثنتان - خلال المحاكمة الهزلية للرئيس مرسي - كانتا كافيتين لتأييد المزيد من دلائل رسوخ الشرعية ، وكشف المزيد من دلائل افتضاح حكم الانقلاب ، وأن مآل هذا الشأن الجلل لن يكون كما تصورته وتمنته طائفة السلفيين الخاذلين المرجفين : حسم سريع للقضية بالقتل ، والحبس ، والقمع .. كلا .......لتستمرن نوازل هذا الشأن ما شاء الله لها أن تستمر ؛ إلى أن يفصل بين الحق والباطل فصلا ظاهرا ؛ فيصير الطيب طيبا صرفا ، ويصير الخبيث خبيثا صرفا ، ويبرز الذين تأولوا للظالم على المظلوم عراة إلى ساح انكشافهم ؛ لا يجدون من مزق التأول الزائف ما يوارون به عورة خبالهم . لقد علم الله عز وجل رقة ودقة هذه الفتن المحيطة اليوم بهذا الشأن الجلل ؛ فجعل لها أمدا محسوبا حاد التمييز ؛ لا يزال يسقط المزيد من أقنعة المنافقين ، ويستخرج المزيد من الصادقين من خلال صف الكاذبين ، ويهدي المزيد من الحيارى التائهين المخدوعين .إن العبرة ليست بتمكين أهل الحق ، أو بإفنائهم ، وإنما العبرة بظهور الحق صبحا ناصعا ساطعا ؛ لا يذر من شبهات الباغين والمرجفين عتمة إلا قطعها وبددها ، ولا احتمالا لصحة مذهبهم - يُمسكه تغلبهم - إلا محقه وسحقه ، ولا فرق بعدئذ بين تغلُّب من ثبت على الحق وحبسه ، ولا بين موته وحياته .ولما دل الغلام الملك على الطريق الأخصر لقتله لم يشترط عليه تمكينا ، ولا إشراكا في تمكين ، وإنما اكتفى بدلالته على أن ( يجمع الناس في صعيد واحد ، ويصلبه على جذع ، ثم يأخذ سهما من كنانته ، ثم يضع السهم في كبد القوس ، ثم يقول : باسم الله رب الغلام ، ثم يرميه ) .فمات ( البطل ) ، ودلت أحداث هذا المشهد الجلل - مما دلت عليه من الدلائل العظام ، والعبر الجسام - على أن البطولة ليست في تحكم البطل ، ولا في بقائه حيا ، وإنما البطولة في الثبات على الحق ، والحرص على إظهاره ليسري في الناس ؛ ولو كان الموت لذلك سبيلا .ثم آمن كل الذين جمعهم الملك في صعيد واحد قائلين : ( آمنا برب الغلام ، آمنا برب الغلام ، آمنا برب الغلام ) ؛ حتى جرى ما جرى من قول الصبي ( الثابت ) لأمه التي تقاعست : ( يا أمه اصبري فإنك على الحق ) ، فمات الغلام ، ومات المؤمنون بالله جميعا على التوحيد مستشهدين ، وبقي الطاغية وزبانيته أحياء ..فهل يضيع الحق ؟ ، أم هل يضيع أهل الثبات عليه ؟ .. كلا والله .. فالسعيد من هداه الله وعصمه وعافاه ، والشقي من أضله الله وخذله وعاداه .وهو عز وجل حسبي ، ونعم الوكيل .See Translationدقيقتان اثنتان - خلال المحاكمة الهزلية للرئيس مرسي - كانتا كافيتين لتأييد المزيد من دلائل رسوخ الشرعية ، وكشف المزيد من دلائل افتضاح حكم الانقلاب ، وأن مآل هذا الشأن الجلل لن يكون كما تصورته وتمنته طائفة السلفيين الخاذلين المرجفين : حسم سريع للقضية بالقتل ، والحبس ، والقمع .. كلا .......لتستمرن نوازل هذا الشأن ما شاء الله لها أن تستمر ؛ إلى أن يفصل بين الحق والباطل فصلا ظاهرا ؛ فيصير الطيب طيبا صرفا ، ويصير الخبيث خبيثا صرفا ، ويبرز الذين تأولوا للظالم على المظلوم عراة إلى ساح انكشافهم ؛ لا يجدون من مزق التأول الزائف ما يوارون به عورة خبالهم . لقد علم الله عز وجل رقة ودقة هذه الفتن المحيطة اليوم بهذا الشأن الجلل ؛ فجعل لها أمدا محسوبا حاد التمييز ؛ لا يزال يسقط المزيد من أقنعة المنافقين ، ويستخرج المزيد من الصادقين من خلال صف الكاذبين ، ويهدي المزيد من الحيارى التائهين المخدوعين .إن العبرة ليست بتمكين أهل الحق ، أو بإفنائهم ، وإنما العبرة بظهور الحق صبحا ناصعا ساطعا ؛ لا يذر من شبهات الباغين والمرجفين عتمة إلا قطعها وبددها ، ولا احتمالا لصحة مذهبهم - يُمسكه تغلبهم - إلا محقه وسحقه ، ولا فرق بعدئذ بين تغلُّب من ثبت على الحق وحبسه ، ولا بين موته وحياته .ولما دل الغلام الملك على الطريق الأخصر لقتله لم يشترط عليه تمكينا ، ولا إشراكا في تمكين ، وإنما اكتفى بدلالته على أن ( يجمع الناس في صعيد واحد ، ويصلبه على جذع ، ثم يأخذ سهما من كنانته ، ثم يضع السهم في كبد القوس ، ثم يقول : باسم الله رب الغلام ، ثم يرميه ) .فمات ( البطل ) ، ودلت أحداث هذا المشهد الجلل - مما دلت عليه من الدلائل العظام ، والعبر الجسام - على أن البطولة ليست في تحكم البطل ، ولا في بقائه حيا ، وإنما البطولة في الثبات على الحق ، والحرص على إظهاره ليسري في الناس ؛ ولو كان الموت لذلك سبيلا .ثم آمن كل الذين جمعهم الملك في صعيد واحد قائلين : ( آمنا برب الغلام ، آمنا برب الغلام ، آمنا برب الغلام ) ؛ حتى جرى ما جرى من قول الصبي ( الثابت ) لأمه التي تقاعست : ( يا أمه اصبري فإنك على الحق ) ، فمات الغلام ، ومات المؤمنون بالله جميعا على التوحيد مستشهدين ، وبقي الطاغية وزبانيته أحياء ..فهل يضيع الحق ؟ ، أم هل يضيع أهل الثبات عليه ؟ .. كلا والله .. فالسعيد من هداه الله وعصمه وعافاه ، والشقي من أضله الله وخذله وعاداه .وهو عز وجل حسبي ، ونعم الوكيل .