من داخل كهف يـا أمـيمحفور في أحقـر دخلـةْ
من بيـن ذراعـي جـزّارمأفونٍ , ما أتّفه ! شكلـه
يعطيني بعضا مـن وقـتٍمابين الجولـة والجولـة
هاذي هي بـدء رسالاتـيمن بعد الغيبـة والعزلـة
من بعد سلامي يـا أمـيأتمنـى أن أطبـع قبـلـة
أن الثـم كالأمـس يديـكأن أسال عن أختي نجلـة
أعوام توالـت يـا أمـيوالطفلة ما عـادت طفلـة
فأموري من بعد هروبـيولشهر ما كانـت سهلـة
فعملـت لشهـر خادمـةًفي بيـت تملكـه كهلـة
والرقصة تبـدأ يـا أمـيإذ نبـدأ فـي أول نقـلـة
لن أخجل ! , إني يا أمـيأشتغـل بهاتيـك الشغلـة
وبغير القريـة يـا أمـيما أسهلهـا تلـك الفعلـة
فأبي قـد أقسـم يقتلنـيوهربت فمـا نفّـذ قولـه
وجميـع أهالـي قريتنـاضجّوا ودعونـي بالنذلـة
واليوم ان عـدت لقريتنـابالمـال بـأوراق العملـة
لابتعت جميـع ضمائرهـموابتعت ضميرك بالجملـة
عفـواً إذ أنـي قاسـيـةٌفلأنـي عاهـرة نـذلـة
ماعدت لأعمـل يـا أمـيكالعبدة في تلـك الحقلـة
بثياب قـدّت مـن طيـنأقذر مـن أقـذار الوحلـة
ما عـادت بنتـك ياأمـيتتنـازل أن تركـب بغلـة
وتقود الطـرش لتسقيـهوتجر المهـرة والعجلـة
فثيابي مـن أفخـر نـوعٍوأغيّـر يومـيـا بـذلـة
ابتـاع التبـغ صناديـقـاابتـاع الخمـرة بالجملـة
لي بيت فـي افخـر حـيٍّيبـدو بالروعـة كالفلـة
لو عشت العمـر بأكملـهفي القرية لن أملك مثلـه
وغـداً سأعـود لقريتنـاوالأقدر من يشفـي غلّـة
قسمـا سأعـود أحاربكـموسأكسب من أول جولـة
فأنا في ثغري , في صدريفي نهـدي تتمثـل دولـة
من ديوان قصائد ليست للنشر
دمشق عام 1975
* ألقيت هذه القصيدة , للمرة الأولى خلال أمسية شعرية , عام 1966 في قاعة الخمسين , في جمعية الندوة العربية للثقافة .
د. محمد حسن السمان