حطام..
في ذاكرتي حطام..
يُتوّجني بالألم..
فأشرب نخب الأحزان..
أمّة نحتسي بعضنا ولو إخوان..
ضاقت علينا الدروب..
وأقفال على القلوب..
أمّة ينقصها الضوء..
ينقصها الماء..
تحتاج لمرآة..
وتنحني لتجمع الفُتات..
أمّة ألقت بنفسها في النار..
لتقطف من لهيبها الأزهار..
في فطرتها شب الحريق..
وعلى وجهها مُكبّة تمشي في الطريق..
ألقت بنفسها في البحار..
لتجني من موجها الثمار..
بمنديل السلف..
يمسح دموع الليل الخلف..
يقطفون الحرية..
من رؤوس السنابل العربية..
الرجال حررونا..
ونحن نمشي في جنازتنا..
في الجنان هم أحياء يُرزقون..
ونحن بما لدينا فرحون..
هيا نلقي بأنفسنا في السحاب..
نتراكم لنصير إخوة وأحباب..
ونجني من البرق والرعود..
تجديد الوعود..
ونمطر غيثا نحيي به العقول..
فتنبت الشمس التي لا تعرف الأفول..
ونبحر في السنة والكتاب..
لنوحد كل المذاهب..
أم عجزنا أن نكون مثل الغراب!..
أم استسهلنا يوم الحساب والعقاب؟..
حُمّ الفساد في أبنائنا في الشوارع..
وبيوتنا تُهدّ بالقنابل والمدافع..
كنا الأسياد...
وصرنا العبيد...
حتى مُسِخنا قردة وكلاب..
وخنازير وذئاب..
تشتتنا حيوانات..
كنا بحرا فصرنا قطرات..
صرنا كالأنعام بل أضل!..
ولا زلنا ننتظر الأمل...
فكيف يأتي ما لا نصنع؟!
وشمس الهزيمة تسطع..
فيا ويلنا يوم تبلى السرائر!..
ويًُفضح يومها الكافر والفاجر..
حينئذ أين المفر؟..
التاريخ في ذاكرتي يموج..
واصطدم بعصر الهرج..
فتناثرت أشلاء أفكار الأنام..
وتحول في ذاكرتي إلى حطام...
**************
بقلم: محمد معمري