إلى عقلاء مصر
على خبر أن وزارة الداخلية المصرية ستتخذ خلال الساعات القادمة قراراً بفض الاعتصامات في ميدان رابعة العدوية والنهضة نتوجه لعقلاء مصر بهذه النصيحة:
إن صح ما سبق نشره في وسائل الإعلام أن الذي اشار على وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي وبعض القادة العسكريين بالإجراءات التي قام بها الجيش في الأيام الأولى لعزل الرئيس محمد مرسي هو الكاتب الصحفي والمحلل السياسي المخضرم محمد حسنين هيكل؛ فذلك يعني أنه للأسف لم يتعلم من تجربته الناصرية ولم يعترف بخطأ مشورته على الرئيس عبد الناصر في كيفية التعامل مع الإخوان المسلمين وهي نفس مشورته للسيسي، وأنه لم يدرك لا خطأ التجربة ولا تغير الزمن والواقع والظروف لأسباب شخصية لديه أكثر منها فكري!
وإن غفل وزير الدفاع المصري وقادة الجيش عن معنى مقولة: إياك وشجاعة الجبناء! تلك المقولة التي يفهم معناه العسكري تحديداً أكثر من غيره ويدرك مخاطر التضييق على المقاتل المهزوم أو الجبان أو المحاصر أكثر مما ينبغي وأنه عندما تغلق عليه كل سبل النجاة يستأسد ويدافع عن نفسه وفي المعارك والحروب قد يحول الانتصار إلى هزيمة للمنتصر الذي أغلق في وجهه كل سبل النجاة أو قد يضاف من خسائر المنتصر وقد كان في غنى عنها لو ترك له بصيص أمل في النجاة!
ولنكون واقعيين وصريحين ونعترف بأن الإخوان والإسلاميين وإن كنا نختلف معهم ليسوا جبناء!
لذلك على قادة الجيش ومستشاريهم من السياسيين أن يتنبهوا إلى خطورة ما حدث من أخطاء ويتداركوا الوقوع في مزيد من الأخطاء التي قد تكلف مصر الكثير مما هي في غنى عنه، أن يتركوا فرصة للحل السياسي لخلاف سياسي ولا يغلقوا كل سبل النجاة في وجوه الإخوان وغيرهم من الإسلاميين بهذا الشكل الذي لن يزيد المشكلة إلا تعقيداً وسيعمق الأزمة وسيثير مزيد من الأحقاد والكراهية وستكون له عواقب وخيمة على حاضر ومستقبل مصر، لأن الحلول الأمنية لهذه طوال العقود الماضية أثبتت فشلها وزادات من تعقيد الأوضاع في كل مرة!
وعلى الإعلاميين والكتاب وكل ذي صلة أن يحاولوا تهدئة النفوس وجبر الخواطر ولو بالكلمة على صفحاتهم وفي مقالاتهم وحواراتهم علهم يستطيعون لم الجرح قليلاً، وكفى نفخ في نار المشتعلة لأنها ستحرق الأوطان كلها ولن يسلم منها أحد، فهذه مصر وليست أي بلد آخر ومهمة للأمة كلها وما يحدث فيها ينعكس على كل الأمة! يجب علينا جميعاً أن نستحضر دائماً أننا أمة نحتاج إلى إعادة بناء وطننا والحفاظ على استقلالنا والنهوض من جديد، وأن ذلك لا يتم إلا بالتوافق بين جميع مكونات المجتمع السياسية والدينية والطائفية، الاتفاق على مبادئ عامة تجمع ولا تفرق، وتُشرك الجميع كل على قدر كفاءته وطاقاته وقدراته في عملية البناء لا تستبعد أحد ولا تستثني أو تلغي دور أحد، على الجميع أن يقف وقفة جادة ناقدة بتجرد لنتعلم من الأخطائنا السابقة ونتفادى تكرارها! حفظ الله مصر قيادة وشعباً ووحدة مصر جغرافياً واجتماعياً!