سمر الأمريكية سفيرة للإسلام بالحجاب
تاريخ النشر : 2009-11-14
القراءة : 4937
غزة-دنيا الوطن
كانت ترتدي الجينز الضيق والملابس القصيرة وتكشف شعرها كسائر زميلاتها في المدرسة خلال العام الدراسي الماضي، لكن زملاءها استقبلوها هذا العام بشكل جديد أدهش الكثيرين منهم.. فإلى جانب ارتدائها الملابس المحتشمة ارتدت الطالبة الأمريكية "سمر" الحجاب الذي تراه رمزا للعفة وأحيانا مصدرا للمشكلات في مجتمعها.
قررت سمر، وهي في الصف الثامن بمدرسة "ريستون" بولاية فيرجينيا، ارتداء الحجاب رغم أنها كانت على يقين بأن هذا القرار من شأنه أن يعزلها عن الكثير من زملائها الذين لم يسبق لهم أن رأوها بالحجاب من قبل، فضلا عن تبعات أخرى في بلد دائما ما يربط بين المسلمين وأعمال العنف والإرهاب.
وتقول سمر (13 عاما) خلال المقابلة التي أجرتها معها صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الجمعة 13-11-2009: "كانت أصعب اللحظات التي واجهتني منذ أن قررت ارتداء الحجاب هو اليوم الأول الذي رآني فيه أصدقائي في هذا الشكل الجديد أو ربما الغريب بنظرهم"، وتضيف: "الجميع كان يحدق في وجهي بدهشة كما لو كنت شيئا فظيعا".
وقالت إن أول من استقبلها بالشكل الجديد صديقتها الحميمة إيمان كورتو، وهي مسلمة لكنها غير محجبة، وسألتها في دهشة: "هل ستحافظين على حجابك طول العام؟!"، وأجابت بثقة: "نعم".
وتضيف: "ثم تقابلت بعد ذلك مع زملائي وتوالت ردود الفعل، فكل من كان يعرفني كان يلتفت أكثر من مرة إلي ثم يمضي بدون تعليق، وعمد بعض زملائي إلى تجاهلي كأنني ارتكبت جرما".
وتقول إن اللحظة الأصعب في ذلك اليوم جاءت لدى دخولها الفصل لتجلس بين زملائها، وتوضح أنه بخلاف مشاعر الدهشة التي تملكت الجميع كان زملاؤها يضايقونها من وقت لآخر بإلقاء الأقلام والأدوات الدراسية على رأسها، وتشير إلى أن زميلا لها سألها ساخرا حول إذا ما كانت تخبئ قنبلة تحت حجابها، وأن آخرين انهالوا عليها بالسب وعبارات السخرية، وفي نهاية اليوم عادت سمر إلى بيتها وأجهشت في البكاء.
لكن ذلك كله لم يؤثر على عزمها، وقالت إنها لا تأبه بمثل هذه التفاهات، فعلاقاتها مع الله أسمى من كل شيء، وقد لقيت عبارات التثبيت من جانب والدتها التي نصحتها بعدم الاكتراث بذلك؛ لأنها ستواجه مثل هذه المضايقات طالما قررت البقاء في هذا البلد.
قرار جريء
وقالت سمر إن قرارها كان جريئا، موضحة أن هناك حوالي 960 طالبة وطالب مسلمين في مدرستها، لكن لا يوجد سوى ثلاث أو أربع طالبات ترتدين الحجاب، وأكدت أنها قبلت التحدي، خاصة أن معظم زملائها كانوا لا يعرفون أنها مسلمة -بما تعنيه الكلمة في أوساط أمريكية عديدة- لكن الآن يعرف الجميع من هي.
سمر، رغم أنها ولدت في السودان، جاء بها أبواها إلى الولايات المتحدة وعمرها ثلاثة أشهر، وتقول إن دينها يعد ركيزة أساسية في حياتها، فهي تواظب على الصلوات اليومية والصيام وتأمل أن تؤدي فريضة الحج، لكنها كانت لا تلتفت إلى حقيقة أن الباطن لابد أن يرتبط بالمظهر.
لكن عندما اصطحبتها أمها في رحلة قصيرة إلى مصر لاحظت سمر أن معظم السيدات والفتيات ترتدين الحجاب، وحول ذلك تقول: "شعرت حينئذ بالخزي وأدركت أن الحجاب جزء لا يتجزأ من ديني"، وعادت إلى فيرجينيا بالحجاب.
سفيرات الإسلام
وفي سياق تعليقه على هذه القصة قال الإمام محمد ماجد للصحيفة الأمريكية: "الأولاد يذهبون إلى المدرسة ولا أحد يعرف أنهم مسلمون، لكن الفتيات المحجبات يحملن السمت الإسلامي بلا شك.. إنهن يتحولن فجأة إلى سفيرات للإسلام".
وبالفعل عندما وقع الهجوم الأخير الذي قام فيه الطبيب المسلم في الجيش الأمريكي نضال حسن بقتل وإصابة عدد من زملائه في قاعدة فورت هود الأمريكية أخذت سمر تشرح لزملائها ما هو الإسلام، وأنه لا علاقة بين مثل هذا العمل والإسلام، ولاقى ذلك بالفعل صدى إيجابيا.
وأوضحت سمر لزملائها أن "الإسلام دين السلام، وأن مثل هذه الأعمال مسئول عنها من يزعمون أنهم مسلمون".
وتختم سمر حوارها مع الصحيفة الأمريكية قائلة: "أشعر أنني سفيرة لديني.. ويدعوني ذلك إلى الفخر بالانتماء إلى هذا الدين، وهو ما جعلني أفتخر بارتداء الحجاب أمام الجميع".