السلام عليكم
من مقتبسات الدكتور طارق سويدان بتصرف ان المجتمع بطبقاته الثلاثة الاولى ( فكريا طبعا) والوسطى والدنيا هي من يعطي التوزان في المجتمع خاصة في قضية اختيار القائد فالاولى ولانها تتبع المنهجية الفكرية بحذافيرها فهي لاتملك من الإبداع الكثير الوسطى لانها لاتلتزم بالمعايير بقوة فهي اميل للإبداع والتحرر من القيود وإيجاد الجديد
والدنيا لانها متحررة كليا فهي تملك مقومات خاصة أيضا وحرص على الصعود للسطح...
لدعم الموضوع بعض مقتطفات :
***********
الطبقة الوسطى والتقدم
كتبهاIbrahim Gharaibeh ، في 26 أيلول 2009 الساعة: 04:34 ص
إبراهيم غرايبة -
في تعريف الطبقة الوسطى بأنها تلك الفئة من الناس التي تخاف من الانزلاق إلى الفقر ولديها أمل في حياة أفضل يمكن ملاحظة كيف يتحقق التقدم والإصلاح على يد الطبقةالوسطى في سعيها هذا لتطوير حياتها ومواردها على نحو ينعكس على تقدم المجتمع والدولة بعامة.
هل صحيح أن الحاجة أم الاختراع؟ أم أنها أم المصائب والأمراض والتنازلات والانحرافات والاكتئاب وسائر الآفات؟ في المثل الشعبي يقال «القلة تعلم الوذافة» أي الدناءة والمذلة، في الحاجات الشديدة الملحة واليومية للأفراد والمجتمعات لم نشاهد اختراعات علمية أو تقدما اقتصاديا واجتماعيا أو إبداعا ثقافيا وعلميا، والفساد والرشوة يتشكلان في بيئة من الحاجة، وكثير من الجرائم وقعت بسبب الحاجة الملحة.
ولكن الحاجة أم الاختراع بمعنى معرفة ما نريد، أو التطلع لتحقيق هدف محدد، أو تحديد ما ينقصنا ونحتاج إليه في الحياة والعمل ثم العمل على تحقيقه، فالفكرتان وإن كانتا صحيحتين فلأنّ المعنى يُحمل على التلاعب بالكلمات.
فالتقدم (ويشمل ذلك الاختراع والإبداع) ليس نتيجة طبيعية للحاجة كما يبدو للوهلة الأولى، ولكنه عملية واعية للسؤال، أو هو السؤال، فالحاجة التي تؤدي إلى الاختراع هي السؤال.
فالفقر يمكن أن يكون مصدرا للإبداع إذا كان الفقير جعل من حالته مصدراً للإرادة والتصميم والتغيير، ولكنه ليس كذلك بالضرورة، بل إن الفقر المنشئ للإبداع والنجاح هو الاستثناء وليس الأصل، وفي المقابل أيضا فإن الوفرة والرفاه قد تؤدي إلى الكسل والهدر والضياع، ولكن ذلك هو الاستثناء وليس الأصل، فالحياة الكريمة التي يحظى فيها الإنسان ببيئة مشجعة من التعليم والصحة والغذاء والسكن والتقدير والانتماء والمشاركة والاحترام تنتج أفرادا أسوياء قادرين على مواجهة أعباء الحياة ومتطلباتها وناضجين في فهم المسائل وتقديرها، ولكن الاختراع الممكن هو كيف نحصل على حياة كريمة في ظل تحدي الموارد؟ كيف نواصل مع الفقر المحافظة على أسر متماسكة ومتعاطفة؟ كيف لا نجعل الحاجة سببا لعمالة الأطفال وتعنيفهم؟ كيف ندير مواردنا لنحصل بها على أفضل ما يمكن من احتياجاتنا؟
تدور اليوم نقاشات طويلة ومتشعبة في الطبقة الوسطى أو متوسطي الحال، هل نضحي بأنفسنا وراحتنا لأجل أن نوفر لأبنائنا تعليما متقدما؟ أو لنوسع خياراتهم في المستقبل ونساعدهم على المشاركة في حياة مستقبلية بأدوات ومدخلات مناسبة وكافية، وهنا يمكن أن ينشأ مجال واسع لاختراعات في تعليم الأطفال وتنشئتهم بلا تكلفة كبيرة أو بتكلفة نقدر عليها، وهذه ميزة الطبقة الوسطى التي يجب أن تحافظ عليها الدول والمجتمعات والشركات (يا حسرتي على دولنا ومجتمعاتنا وشركاتنا) ففي وعيها وإدراكها الواضح لاحتياجاتها تساعد الطبقة الوسطى الحكومات والمجتمعات والشركات على تدبير الموارد وتفعيلها وتقليل الهدر ومواصلة الإبداع والتطور، وفي المقابل فإن الطبقة الوسطى في تقليدها للطبقات الغنية وفي محاولتها إقحام/ إشراك أبنائها في تنافس على التعليم والفرص مع أبناء الطبقات الغنية فإنها تدخل في معركة استنزاف لا تؤدي إلى الحصول على تعليم أفضل ولا تحقق سوى مزيد من الأرباح لمقاولي التعليم وسائقي جرافاتٍ صاروا أصحاب مدارس وجامعات، ولكن تجمع الطبقات الوسطى وإعادة تنظيم نفسها على أساس تطوير الخدمات الحكومية في التعليم والصحة وتفعيلها والرقابة عليها والعمل التطوعي والمشاركة لرفع مستوى التعليم والصحة يمكن أن يؤدي إلى نتائج باهرة ويحمي التعليم والصحة من تحولهما إلى مقاولات فجة وبسطات ومولات ودكاكين، وهذه هي القرحة الناشئة عن الحاجة.
ولكن السؤال يمتد أيضا إلى الإصلاح بعامة وليس فقط العمل لتحقيق حياة كريمة، فبعد قرن أو يزيد من هيمنة الحركات الجماهيرية والشعبوية على المجتمعات، هل ثمة فرصة لعمليات تجمع وإصلاح جديدة ليست قائمة على مخاطبة الجماهير بمطالب كبرى عاطفية، أو بقضايا سياسية ودينية كبرى؟ لماذا تهب علينا مثل العدوى الحركاتُ والأفكار الجماهيرية والمتطرفة، ولم يحدث مثل ذلك في التحولات الثقافية والاجتماعية السلمية والعميقة التي هبت على العالم، وغيرته تماما بهدوء أو بدون صدامات ومواجهات دموية عنيفة.
لم تسقط الشيوعية والاستبداد في الاتحاد السوفييتي وأوروبا بثورة جماهيرية شعبية ولا بحملة عسكرية خارجية، ولم تسقط الشيوعية في حروب شوارع ومظاهرات عنيفة وصاخبة، ولكنها سقطت سقوطا مدويا دراميا مؤثرا، وكانت التحولات الكبرى التي جاءت بها تحولات كبرى هادئة وسلمية ظاهرا ولكنها على قدر من الضخامة والجذرية يفوق الحركات الراديكالية والعنيفة، وهو بالمناسبة ما يُتوقع حدوثه في إيران، ولكن إذا كان هذا التحول متوقعا أو حتميا في إيران فهل ستتبعه سلسلة من التحولات الشبيهة والمناظِرة في العالم العربي والإسلامي؟
ليس بالضرورة، ويرجح النفي!
*************
الطبقة الوسطى والتوزان :
الطبقة الوسطى في العالم العربي
تلعب الطبقة الوسطى في المجتمعات الحديثة دوراً أساسيا في حفظ التوازن بين طبقات المجتمع في ظروف بعينها، فهي التي تقود حركة التنوير وتنتج الأفكار وتحافظ على القيم وتطورها كما ينبغي، وتقيم التنظيمات السياسية المتعددة التي تحافظ على التعددية انطلاقاً من إيمائها بالديمقراطية.
وهي الأقدر على توفير مناخ للحوار بين فئات المجتمع وحماية التفاعل بينها وتخفيف الاحتقان وتأكيد مبادئ التفهم والتفاهم، وصيانة الحراك الاجتماعي وحماية منظمات المجتمع المدني ومؤسساته، وتحقيق الاستقرار والاطمئنان في المجتمع، لكن ما يلاحظ اليوم انكماش الطبقة الوسطى بسبب اتساع دائرة التهميش والفقر من جهة وظهور طبقات طفيلية جديدة في أعلى السلم على حساب الطبقة الوسطى.
ولكن لماذا تآكلت الطبقة الوسطى العربية وتناقص عدد المنتمين إليها بعد أن ظهرت بوادرها في بدايات القرن الماضي؟ وما تأثير السياسات الاقتصادية الجديدة على حجم ودور هذه الطبقة؟ ما أسباب فشل مشروعها الاقتصادي والسياسي والاجتماعي وتحولها إلى طبقة دنيا؟ هل يمكن للطبقة الوسطى في العالم العربي أن تستعيد دورها؟ وكيف يمكن أن تكون هذه الطبقة حاملة مجددا لمشروع التطور والنهوض المتوازن في العالم العربي؟
**************
منقول