كان علي أن أعود لأتفقد بيتي بعدغياب طويل نوعا ما... وضعت المفتاح في القفل الخارجي.. يداي ترتجفان مع رعشات قلبي الخافقة شوقا ... لا أدري لمَ قررت أن أغمض عيني قبل أن أدخل حديقة البيت .. رغم أنني أعلم أن الشجر يلبس الثوب المزهر مستقبلا الربيع كعادته دائما ... لكني قررت إغماض عيني ..فالفكرة التي راودتني كانت مخيفةجدا .. سيكون الزهر على الأشجار أحمر .. كل الأشجار تزهر الورد الأحمر برغم تنوع أصنافها ..فتحت الباب .. دخلت أول أربع خطوات وأنا مغمضة العينين .. توقفت للحظة .. وبدأت أحاول استنشاق الهواء من حولي بعمق .. الهواء صاف .. وعبير الأزهار يتضوع مع كل نسمة ..علي أن أفتح عيني ..تجرأت أخيرا وفتحتهما متقصدة أن يمتد نظري لشجرة المشمش التي تذكرني بوالدي رحمه الله ..ياالله مازالت الأزهار تحمل اللون المعتاد .. والشجرة ترفل بأغصان مغتظة بالزهر ..تقدمت نحو البركة وجلست على حافتها وعيناي مسمرتان على أغصان الشجرة الكبيرة .شجرتنا تقف بشموخ .. وأزهارها ناصعة البياض ، زاهية براقة ... فتحت حقيبتي .. أخرجت مبرد أظافري .. توجهت نحو الشجرة .. وحفرت على ساقها كلمة سوريا ..