بوادر النجاح
السلام عليكم
حقيقة كل يبحث عن عوامل النجاح وينسى أن هناك بوادر تجعلنا على يقين من أن طريقنا الذي نسلكه صحيح او قريب من النجاح , ولكننا نحب أن نبحث في ذات الخطوات الأولى بينما نكون ربما قد تجاوزنا تلك المراحل بأشواط...[1]
ليس هناك من لا يطمح للنجاح هذا مؤكد..يبحث عنه بلهاث متواصل.. لكن ربما اختلفت القيم والوسائل والهدف واحد...
فمنهم من يتسلق ومنهم من يحبو ومنهم من يدخل من ثقب الباب...
منهم من ينبطح أرضا ومنهم من يمشي شمالا...
لكن النجاح ألوان وأنواع فما هي ماهيته تماما وعلى وجه الدقة؟
فإن هناك ثمة نجاح حقيقي ووهمي..ومزيف...فليس بالضرورة أن يكون كل نجاح نجاحا ولا كل وصول وصول حقيقي فقد يكون جزئيا و قد يكون ظاهريا قد يكون مبدئيا لم ينضج بعد...
باختصار مقومات النجاح ونتائجه وبوادره هي التي تحكم..بمعنى:
كيف وصل؟ماذا فعل؟ليس بالضرورة أن يترافق بذكاء فثمة حكمة ترافق الناجح طول الطريق..ولا الحس المرهف والحاسة السادسة تكفي لذلك..
ومنهم من يتوقف في نصف الدرب لأمر ما...وتقاعس أصوله الكسل الشخصي وشبه حالة يأس أتت في غير مكانها..
وإذن؟
ما الخطب؟ هل أعد بوصلته جيدا للتوجه الصحيح؟فعلا من يملك إيمانا وحكمة قد يصل قبل غيره كسلحفات تحسب طول الطريق ومدته...
فبوادر النجاح كثيرة منها الثقة بالنفس المرتبطة النفس الطويل.القابلية للصقل والتعديل والمرونة حسن الإصغاء للنصائح ولتجارب الغير يعرف متى يتحرك ومتى يقف...[2]
متى يشد ومتى يرخي..يتنفس عندما يأتي الهواء النقي ويحبس الأنفاس عندما يكثر التلويث...
الصمت عندما يكثر اللغط ويتحدث عندما ينتهي الجميع من الحديث فيأتي بالخلاصة على هون...
يعرف معنى الليل والنهار..العزة والإهانة... الرجوع للحق عندما يأتي دوره ...الاعتذار لبسط القوة فما كان العناد في غير الحق إلا كسر الرباط...
إن النجاح الحقيقي إن تعرف ماذا تريد وكيف ولم.. وأين وصلت الآن , وحين تجد بوادر فشل إما تغير الخطة او تبحث عن جديد فلامجال في الحياة للتوقف أبدا...
والثروات والكسب المادي ليس حكما لأنه يزول بزواله ...لذا هناك طموح دنيوي وطموح أخروي ومن هنا يبدأ حسن التخطيط إما أن يكون آنيا أو مستمرا يصل للبعث..
وهذا يسوقنا لفكرة مهمة مفادها عوامل تنقسم لقسمين: عوامل أساسية لا تتغير تشكل الثوابت المعتقدة الذي ينطلق منها العمل,وهناك فرعية تتغير بتغير الظروف.
وهي هنا تجسد القواسم المشتركة بين الناس , فكل طموح يجسد هوية صاحبه هدفه فكره ومساره الكامل الذي قد يكون مستترا او واضحا للعيان وهذا مرتبط بطريقة تفكير صاحبه.
فالطموحات المادية غالبا يشوبها بعض وضوح خاصة لو كانت تجارية, أما الفكرية فقد يغطيها صاحبها بطرقه الحركية السلوكية( كالطريقة الغربية في الاستعمار الفكري).
باختصار:
النجاح الحقيقي والأسمى هو الوصول لوطننا الحقيقي وهو للجنة بسلام والأهم كيف؟هنا يبدأ طريق الطموح الحقيقي , و للأسف نعتقد أن الدنيا هي كل شيء لذا نرى كل هذا التعدي والجرائم,و
سيبقى مزيفا باطلا يحمل في طياته بذور دماره.
والمشاريع التي تخفي من ورائها أثرة شخصية أغلبها لا ينفع إلا صاحبه والطموح الإيجابي هو ما يخدم الجميع دون أذى يخلفه, لذا سيكون هنا قد حقق بوادر النجاح الحقيقي الذي نبحث وغيره
مصال عبر منحى آخر:
سأل احدهم لم أقيم هذا التمثال.؟
قال لأنه استشهد دون وطنه وهو يعلم بأنه سوف يموت دون النصر...لأن القتال لم يكن متكافئا..
صحيح أننا نحكم على النوايا وحساب الله تعبدية وليست بالنتائج وهذا جوهر اعتقادنا ولكن هذا لايمنع من ان نعد لكل شيئ عدته وتلك الثغرة الخطيرة التي نعانيها في مجتمعنا الشرقي فهل كل بادرة نجاح هي النجاح عينه؟
سؤال يحتاج مؤكدا لبحث آخر,
ودمتم سالمين
الخميس 16-2-2012
() ص 101 من كتاب قيم معطلة /صالح الفهدي
ودمتم سالمين
[2] مقتبس بتصرف:
ص 101 من كتاب قيم معطلة /صالح الفهدي