كبريــاء اللــه مختلفــة تمـاما عن كبريــاء البشــر
هشــام الخانيان الكبريـاء عند اللــه كمـال لأنـه تعالى مســتحق لكل صفـة موصوف بهـا على إطلاقهـا، أمـا عنـد العبـاد فهي نقص لأن تكبـر العبـد واعتزازه هو ظلم لنفسه وللناس إذ يدعي امتـلاك إمكانات ليس له امتﻻكها، فالمخلوق لم ولن يمتلك شـيئا بالمعنى المطلق للكلمة لأن كل مايملكه زائـل، وان الخلق قاصرون محتـاجون. وإن المتكبـر الذي يتقصـد الاســتعلاء على الناس هو رجـل ينسـب لنفسـه حقـا غير قــادر على الاحتفـاظ بـه، وبالتـالي فهـو ظـالم. فالغني الذي يتفاخـر بماله ظـالم لأنـه يدعي حقـا ليس له، لأن مـاله يمكن أن يزول بلحظـات لأي سـبب، والقوي الذي يتفاخـر بقوتـه فإن قوتـه سـتزول في يـوم، والعالم الذي يتفاخـر بعلمـه سـيظهر من هو أعلم منـه ... وهكذا.أمـا الله تعـالى فهـو متكبر لأنـه منـزه عن النقص متسـم بالكمـال. فغنـاه كامـل لايزول، وقوتـه مطلقـة لايدانيهـا أحـد ولا تـزول. وهـو (جل وعـلا) طليـق المشـيئة والإرادة، وإنـه عندمـا يصف نفسـه بــ "المتكبـر" فهذا لايعني اســتعلاء بغير الحق، بل هو اســتعلاء جديـر لأنـه هو الكبيـر والكامل في كل شـيء. ومن هنا كانت كبريائـه منسـوبة إلى صفـات يســـتحقها. فالرحمـة والـود واللطف والحكمة والعـدل والعطـاء وغيرهـا (في ذات الله تعالى) تؤكد بأنه الكبيــر في رحمتـه، فهو متكبر مترفع عن ظلم العباد لم يخلق الخلـق ليعذبهم بل ليحسـن إليهـم ويرحمهم وينولهـم الدرجـات والنعيـم المقيـم. ومن هنـا كـان المتكبــر من البشـر منازعا لله في حقــه فما يلبث أن يقصمـه الله.
عن أبي سعيد الخـدري عن رسول عليه الصلاة والسلام أنـه قال: من تواضع لله رفعه الله درجــة حتى يجعله في عليين، ومن تكبـر على الله وضعه الله درجـة حتى يجعله في أسـفل سـافلين" (رواه ابن ماجة وأحمد وابن حبـان). وعن علقمـة عن النبي صلى الله عليه وسـلم قال: "لايدخـل الجنـة من كان في قلبـه مثقـال حبــة من خـردل من كبـر". (اخرجه مسـلم).