غزلان الأماني
يسافر معه عمرها كجذع نخلة تتنازعها الأشواق حنينا للفروع الموغلة رحيلا ...
يمضي وعمره في رحلة الفروع إذ تراود حواف السماوات متوهمة أنها يوما ما ستثقب الغيم .. فينهمر الغيث...
تبثه الشوق وشوشات فيء تظله و ترتد إليها حارقة...
يخلفها الوعود مرة بعد مرة بعودة أبدا لا يحين أوانها...
كل عيد تتوازى أمنياتها و تفاصيل اعتذاراته عن إمكانية اللقاء... تختزل الخيبة في تنهيدة صغيرة صارخة الدوي كأعمق الجراح...
تقول له في صوت عراه المدى من نبراته ووفود كلماتها لم تعد تبين... كل ما أوغلت في الغياب اشتقت إليك أكثر...
يطعمها رجع صدى الصمت مرارة تسويف آخر...
تتوسل إليه بذكرى طفل كبر متسلقا على أيام صدرها...
تظل دائما على أهبة الأمنية والدعاء...
وتشعر مسبقا بلذة دافئة وهي تنظر إلى وهم ارتسامات دوامات دخان القهوة الموضوعة أمامه..
يبتسم لذكرى التفاصيل الجميلة الرامية جذورها في الذاكرة...
و يظل يسابق غزلان حلم الوفرة الباذخة الشاردة في تمنع ...
هذا العيد يقرر مفاجأتها بزيارة غير متوقعة..
تفاجئه هي بالتفاف الجيران حوله عند أول الشارع وعيونهم منكسة.
سهيلة عزونى – مصر- 18/12/2008