حديث الأسبوع - التعميم عن أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن أعظم الناس فرية لرجل هاجى رجلا فهجا القبيلة بأسرها ورجل انتفى من أبيه وزنى أمه) أخرجه البخاري فى الأدب المفرد (1/302 ، رقم 874) ، وابن ماجه (2/1237 ، رقم 3761) قال البوصيري (4/123) : هذا إسناد صحيح رجاله ثقات . وابن حبان (13/102 ، رقم 5785) والبيهقي (10/241 ، رقم 20918) وصححه الألباني (صحيح الجامع ، رقم 1066)
جاء في "فيض القدير بشرح الجامع الصغير": (أعظم الناس فرية) أي كذباً (القبيلة بأسرها) أي كلها لإنسان واحد منهم كان ما يقتضيه لأن القبيلة لا تخلو من عبد صالح فهاجى الكل قد تورط في الكذب على التحقيق فلذلك قال: أعظم فرية. انتهى.
إن التعميم إخوتي قاعدة الجهلاء ومع ذلك فكثير منا يقع في هذا النوع من الهجاء المذكور في الحديث و منهم أنا فعلينا أن نحذر من هذا أشد الحذر بعد أن عرفنا بأنه أعظم فرية (من الإفتراء).
فإذا مررنا بتجربة سلبية مع رجل من مدينة معينة أو قبيلة معينة قمنا باتهام كل أبناء تلك المدينة أو القبيلة بذنب ذلك الرجل ( ولا تزر وازرة وزر أخرى) ، وتارة نسمع أبناء تلك القبيلة بخيلين و أبناء تلك المدينة كذا و أهل ذلك البلد كسالى و أبناء تلك العائلة مروجي مخدرات ... إلخ من الأحكام العامة التي نطلقها بظلم بسبب تجربة شخصية أو بسبب كلام يتناقله الناس جهلاً بينهم.
وما يدري ذلك الذي يعمم أنه قد حمل أوزار ذم تلك الجماعة كلهم وقد يبلغ عددهم عشرات الألوف بل الملايين، كحال شخص قال (يلعن أبو الجزائريين على سبيل المثال) فهل هو قادر على أن يحمل وزر اللعنات التي ستعود عليه وكم من السنين سيحتاج ليكفر هذه الذنوب التي ألقاها لسانه بكل خفة فكان وزن ذنوب هذه الجملة كبيراً لا يعلم به إلا الله ... وهل يكب الناس على وجووهم إلا حصائد ألسنتهم وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله ، لا يلقي لها بالا ، يهوي بها في جهنم.
أخوكم أبو رند – لا تنسونا من صالح دعائكم ولا تنسوا إخوانكم في سوريا من الدعاء فهم في أمس الحاجة إليه