كنت عائداً من اسطنبول إلى أنطاكية في إحدى الحافلات والتي كان معظم ركابها من علويي انطاكية واسكندرون، جلس رجل علوي تركي في المقعد المحاذي لي فيما جلست زوجته وابنه في المقعد خلفنا، وبدأ حديثه معي باللغة العربية وكانت البداية سؤالي إن كنت مؤيداً أو معارضاً، وبالطبع لم يكن ردي انني معارض لكنني أخبرته أنني "حلبي" من جماعة الله يطفيها بنوره، وذهبت إلى اسطنبول ولم أوفق في إيجاد عمل، وأنني ساضطر للعودة إلى سورية إن لم أجد عملاً، وظل يحدثني طوال الطريق بينما زوجته تقدم لي الكثير من "الضيافات" والأكلات "الطيبة" وفي كل استراحة تدعوني العائلة إلى الشاي أو القهوة، ولدى وصولنا أصر أن يوصلني لمنزلي بسيارته ورغم كل ذلك لم أثق به فأخبرته أننا وصلنا إلى الحي الذي أقيم فيه قبل وصولي، وعلى الطريق بين الكراج والحي أخبرني أنني من الضروري أن أقوم بتجارة ولو صغيرة لصالحي ولا أنتظر العمل كأجير عند أحد، كما انه أعطاني هاتفه وقال لي أنه جاهز لاستقبالي في السويدية حيث سيؤمن لي عملاً مع ابنته في بيع "الآيس كريم" على الكورنيش، والأهم أنه أصر قبل أن نصل أن يمر إلى السوق واشترى لي بعض الخضراوات والمواد الغذائية كهدية منه.
شكرا من القلب لهذا العلوي الطيب.. أعتذر منك عزيزي فقد اضطررت أن أكذب عليك رغم أنك كنت صادقاً معي.
قصة حقيقية قصيرة حدثت معي.. وباختصار