[COLOR="Purple"]" فراشات "
يبدو أن صوت أبى المرتفع وشجاره المستمر، يهيمن على كل لحظة من لحظات القيلولة، الناس تقيل، عدانا، ينفعل لأبسط الأشياء، بينما تظل امى تسترضيه، متحاشية الرد علية .
.......................
أتسلل من الدار قاصدا ظل التوتة كل يوم عند جرف الترعة، ارمي بحصوات صغيرة في الماء، تستدير حتى تتسع كاتساع صوت أبى.
.......................
تصل صرخات امى إلى اذنى، يسمعها الجميع، يهرع
بعضهم لتهدئة الأمر، والبعض الأخر قد مل
التدخل،انسحب بوجهي للأرض، امسك بحجر كبير وارميه بعنف نحو الماء.
................
كعادتها تاخذنى من يدي، العب معها،تصنع فراشات من الصلصال،بينما أحاول فلا تخرج غير عقرب.
..............
تدرك غضبى، تربت على كتفي، استشعر حنانها تقول : المرة الجاية تصنع فراشة .. استمر في محاولاتي.
..................
أخيرا نجحت في صنع الفراشة، لا اعرف ما الذى جعلني استشعر وجود تشابه بين ما صنعت وبين العقرب.
................
كنا قد رأينا الخالة أمينة وهى تصنع طائرة من البوص والغاب للواد محمود ابنها .. فررنا أن نصنع الطائرة.
...............
جهزنا كل شيى من البوص والغاب والخيط المتين والشكاير البلاستيك والقماش القديم،
- اختفينا عن الأعين، ورحنا نصنع الطائرة
لسعني صوت أبى العالي، ملاني الغضب، واستعجلت إنهاء الأمر.
..............
خرجنا سويا .. بعدما علقت فراشاتها، كنت أنا الأخر قد علقت فراشتي الوحيدة..
- ومن قمة منزل قديم، تركنا الخيط رويدا رويدا.. لمعت الفرحة في عيوننا .
سمعت صرخت امى .. تتهادى في الأفق : يا لهوى العيال هتقع من فوق السطح ..
نمنا على بطوننا، واختفينا عن الأنظار .
رحنا نربط عصا متينة بطرف الخيط، لتتمكن من الطيران كالفراشات، فلا يستطيع احد إمساكنا .
.................
تراجعنا عن الطيران، لا نعرف ما الذى جعلها تهبط هكذا بالرغم منا ، راحت تفتش عن فراشاتها، لم تجدها فرحت..
قالت : طارت فراشاتي ..
تغير وجهها فجأة .. كانت قد وجدت عقربا كبيرا متشبثا بأحد أعواد الغاب
قالت : عقربك أكل فراشاتي .. وراحت في بكاء شديد ..
انسحبت حزينا .. لم اعد اكلم أحدا.. لائذا بأحد الأركان المتصدعة.
..........................
كل يوم يقبل الناس، يصبح الشارع خاليا.. بينما يظل الأفق مشوشا بصوت أبى، لم يعد يتحرك احد لتهدئة الأمور .
................
[كل يوم انسحب خارجا عبر غيطان الأرز إلى ظل التوتة، ارمي بأحجار كبيرة في الترعة، لم تعد تأت لتاخذنى معها
بينما اذهب إلى المكان أخذا معي الطين محاولا صنع الفراشات
/COLOR]