ديوان الشاعر الكبير خالد البهكلي

[ظميان غدير]

عريشيّة
عريشيّة الثغر ياحلوة
ينام على حاجبيها القمر
وتطلع من عينها نجمة
وسرب حمامٍ
ويسكن فوق الخدود الزهر
عريشية الثغر إن هواك جميلٌ جميل
ويأتي بطعم المطر
ولون المطر
يغير شكل الحياة ويلغي الزمان
يقرب كل المسافات يلغي حساب العمر
هواك يسافر بين العيون وبين النظر
وبين الأغاني وبين الوتر
ويسكن تحت (مسامات جلدي)
فقولي بربك كيف الهروب وأين المفر
عريشة الحسن ياغابة
(تفوح) الرياحين منها
ويندس في ناهديها الثمر
عريشية الحسن أنت معي
ومزروعة في حياتي
وموجودة في حروف القصيدة
وفي الذكريات الجميلة
ومن قد ينال رضاك
يطير إلى شرفات القمر
ولكنّ حبك يغضب شيخ القبيلة
و(شرع القبيلة)
ولكنْ ولكنْ
أياوردة العمر تفاحة القلب ماهوذنبي
إذا كنت أنت جميلة
وحظي قليل وحظي قليل

شعر/ خالد بن علي البهكلي

[ظميان غدير]

قتل الهوى
تريدينَ قتلَ هوانا الوليـدِ
تريدينَ وأْدهُ لم تعقلِي
لماذا حكمتِ على حبِّنـا
وأشهره العشرُ لمْ تكمُلِ
أمثلُ هوانا يضيعُ سدىً
ونحن نقشناهُ في الأُنُملِ
جعلنَاهُ فوقَ حدود المدى
لكيما ينير على الألْيَل
طبعتُ عليكِ ورودَ الهوى
وأطعمتُ حبّكِ من مأكلي
(وياما) ابتززت وباسم الهوى
ورغم صنيعكِ لمْ أبخل
سعيتُ إليكِ وأنتِ التي
سعيتِ كثيراً إلى مقتلي
ألمْ أعطكِ الحبَّ في كمّه
ألمْ أحرث الحبّ من(معولي)
وحاولتُ لكنْ أيا فتنتي
(ذهلتِ عن الصانع الأوّلِ)
فما كان ذنبي هواكِ ولم
أحبُّ سواكِ وما كان لي
وإنْ كان لا بدّ أنْ تبعدي
فأنتِ وشأْنكِ ماعدتِ لي
شعر/ خالد بن علي البهكلي

[ظميان غدير]

قصيدة قصيرة بعنوان : كم أكذبُ
أُحبُّهَا وأَكْذِبُ
وحُبّها كمْ يُتعِبُ
أخشى على غرامِنا
يغدو هوىً يُعذّبُ
الله كــم أحبها
وعندهمْ كـمْ أكْذِبُ
حبيبتي يا أملاً
أعلـــو بهِ وأقربُ
إلى نعيمِ عالمٍ
يُعْصرُ منهُ العنبُ
والدوزناتُ حولنا
تجِيءُ ثمّ تذهبُ
نهيمُ لا ندري الورى
همْ حولنا أمْ غرّبوا
فكّل ما في خافقي
من ولهٍ لا يُكْتبُ
ولي بنون عيْنِها
حكايةٌ ومَذْهَبُ
غرامنا الحضن الذي
يرقدُ فيهِ المغْرِبُ
منها ومِنْ قبْلتِها
هذا الرحيقُ يُسْكبُ
وإنْ مَشتْ تمايلتْ
والدّربُ مِنها يُعشِبُ
أُحبُّها لأنَّها
تُحبني وتطلبُ
(فلنْ أبوحَ باسمها)
لأنني مؤدّبُ

شعر/ خالد بن علي البهكلي

[ظميان غدير]

أنا الفقيرُ إليكِ
أميرتي
أرجوكِ أنْ تفكّري بحبِّنا العظيمِ والجميلِ يا أميرتي
أرجوكِ أنْ تعاودي التفكير
بحقِّ حبّنا الكبيرْ
وحلمنا الكبيرْ
بحقِّ كلّ موعدٍ
بحقِّ كلّ قُبْلةٍ كدنا بها نطير
لا تجعلي الرحيلَ يا فاتنتي قراركِ الأخير
فمنْ أكونُ يا حبيبتي إذا رحلْتِ
وكلّ شيءٍ في الحياةِ أنتِ
تبتسمُ الدنيا إذا ابتسمتِ
يا حبّيَ الأولَ والأخير
(يا نسمة العبير )
معذرةً لو أنني لم أحسن التعبير
عذري معي
فالحبُّ يا حبيبتي شوقٌ بنا يقتلنا
وصمتنا وهمسنا
(وخنجرُ يطعننا في الخاصرةْ)
يحْملنا في ذكرياتٍ عابرةْ
يرحُلُ خلفَ المستحيل.
وبعد هذا ترحلينْ؟
والحبُ عندي أنتِ إنْ تأتين
والحبُ عندي أنتِ إذ تسافرين
في ألمي في دمعتي
في وجعٍ يأتي بلا توجّعٍ
في طعنةٍ ودونما سكين
والحبُّ في الحياةِ يا حبيبتي يقين
فعاودي التفكير
لأنني الفقير والمحتاجٌ للحنان
أرجوكِ يا أحبَّ ما لدَي
ويا أعزّ ما لدَي
لا تجعلي الرحيل يا فاتنتي قراركِ الأخير

شعر/ خالد بن علي البهكلي

[ظميان غدير]

هلِ الحب جريمةٌ
حبيبتي
حبيبتي
يحكونَ يا حبيبتي عنْ حبِّنا حكايةً مزيّفةْ
ونحنُ يا حبيبتي نهيمُ في غرامِنا الكبيرْ
يحرِّفونَ الآهَ في أشْواقِنا
ويزرعونَ الشوكَ في طريقِنا
ونحنُ يا حبيبتي نسيرُ في لقاءِنا
نعشقُ من جنوننا الخطيرْ
يُحاربونَ دون أن يُحَارَبوا
كي يمنعوا هذا الهوى المنيرْ
حبيبتي
حبيبتي
كم جَرَحوا الوردةَ في شُعورِها
كم قتلوا الكلمةَ في سُطورِها
كم أحْرقوا معابداً
كم شنقوا الزهرةَ والعبيرْ
وكم وكم حبيبتي
يحكون أنّ حبنا جريمةُ لا تُغْتفر
وكم وكم حبيبتي
(تصوّري)
لمْ يؤمنوا بالحبِّ يوماً أنه قدرْ
وأنه لولا الغرام في الحياةِ لم نكنْ بشرْ
حبيبتي
مهما يكنْ مهما يكنْ
فأنتِ يا حبيبتي حبيبتي
برغْمِهمْ حبيبتي
والبُعدُ عنّكِ يا حبيبتي جنون

شعر/ خالد بن علي البهكلي

[ظميان غدير]

لمْ أُبالغْ
لمْ أُبالغْ حين أخبرتكِ أني مغرمٌ فيكِ ومجنونٌ أنا
لمْ أُبالغْ حين أخبرتكِ أني مغرمٌ حتى الثُمالةْ
لمْ أُبالغْ حين وشوشتكِ يوماً
أنّكِ الأجملُ مابين النِّساءْ
أنّكِ الأخصبُ والأعْذبُ في كلِّ الصفاتْ
بلْ و(ست) الملكاتْ
فاتنٌ وجهكِ يا من تفتنين الكلماتْ
لمْ أُبالغْ حين أعلنتُ لعينيكِ غرامي
ولجفنيكِ سلامي
عذبةٌ أنتِ وقلبي فيكِ راغبْ
فاتنٌ ثغركِ عذبٌ
وجنوني فيكِ واجبْ
فأنا أهوى على كلِّ المذاهبْ
لمْ أُبالغْ
حين أخبرتكِ أنّ الفلّ في جازان مشتاقٌ إليكْ
وبأنّ البحرَ مشتاقٌ إليكْ
وبأنّ القلبَ مشتاقٌ إليكْ
فشروق الشمس يسألْ
وردة الجوريّ تسْألْ
(خالدٌ) يسألُ عنكِ النجمَ ليلاً
يتمنى نومةً فوق يديكْ
لا أبالغْ
لا أبالغْ
فأنا أهواكِ في ضوءِ القمرْ
في مكاتيب السفرْ
في ابتسامات العصافير وفي عزف الوترْ
في رحيل الغيمِ في طعم المطرْ
في التفاصيل التي مابيننا
في لقاءٍ حالمٍ قد ضمَّنا
في نعيم الحبِّ يُذكي عمْرنا
لم أبالغْ
عندما قلتُ أحبْ
فأنا آمنتُ بالحبِّ وأنّ الحبَّ رائعْ
ولعينيك فإنّ القلبَ راكعْ
لمْ أُبالغْ
لمْ أبالغْ

شعر/ خالد بن علي البهكلي

[ظميان غدير]

مهلاً هذا هو عالمي


لاتفصلي بيني وبيـن قصائـدي
فجميعهـا أو بعضهـا أخبـاري
هي واقعي في حلوهـا وبمرهـا
-هي مقتلي هي بلسمي وعقاري
هي أن أعيش الحب في أشكالـه
في كـل حـبٍ معلـناً إبحـاري
وبكل حرف قصـةُ قـد عشتُهـا
وحكايةٌ قـد ترجمـتْ أسفـاري
غيمٌ وبرقٌ فـي حياتـي دائمـاً
أنـا لا أخـاف لكثـرة الأمطـار
قصص الغرام أعيشهـا بتطـرّفٍ
وتصـوّفٍ وأعيشهـا بـوقـار
فالحـب يأتينـي كمثـل قصيـدةٍ
مـن دونمـا وعـدٍ ولا تذكـار
سطّرتُ من حبي جميع قصائـدي
لو لا الهوى ماسُطّرتْ أشعـاري
أنا عاشقٌ ببداوتـي وحضارتـي
وأهيـم خلـف الفـل والجلنـار
وأذوب في صوت الأساور خلْقةً
ويطيرُ قلبي خلـف كـل خِمـار
أنا كالطيور تطير في أفق السمـا
لكنهـا تـأوي إلـى الأشـجـار
وبرغم مـن أحببـتُ ياحوريتـي
ما ثمَّ غيـركِ هدّمـتْ أسـواري
فهواك جاء وحلّ مني في دمـي
وأذاع ماقد كـان مـن أسـراري
شطب الزمان لغى المكان أعادني
لجميلةٍ مـن عالمـي ومـداري
أوقفْتُ عمري في هواها عامـداً
وجعلتُ من عيـن الحبيبـة داري


شعر/ خالد بن علي البهكلي

[ظميان غدير]

لوعة الشوق

أجرى النوى مدمعي شوقاً وتعذيبا
وذوّبَ البعد قلبـي فيـكِ تذْويبـا
وما استزاد النـوى إلا وخلّفنـي
كما يُخلفُ ولدان الهـوى شِيبـا
وما سرى البرقُ إلا ومضه وَلَهي
يقول يا أنتِ إنـي مـتُ تغريبا
فبالـذي بيننـا حبـاً وتضحيـةً
بمجلسٍ ضمّنا من حسنـه طِيبـا
بلوعةِ الشوقِ إنْ كانتْ مُصَدقـةٌ
إذ ما استطعْتُ لفرط الشوق تكذيبا
ياغاية الحبِ يا عمـري وأجملـه
أما كفـاكِ لهـذا القلـب تعذيبـا
فكم على الغيم قد مرّتْ مراكبنـا
كانت تغني الهوى وجداً وتشبيبـا
وكم حلمنا ببيـتٍ لا حـدودَ لـه
يُحيطه الـورد تنسيقـاً وترتيبـا
آثار مشيتنا للحـب مـا اندثـرتْ
وقبلة أَوقدتْ في القلـب تلْهيبـا
وقصة في حنايا الروح مسكنهـا
تُترْجم الوجْـد أنغامـاً وتعريبـا
وكم وكم. كلها أحلامنا اندثـرتْ
في لحظة هكذا يغدو الهوى رِيبـا
فصار حبكِ يبكينـي ويضحكنـي
أيمكن الظَّبْي يغـدو مـرةً ذيبـا
شعر: خالد بـن علـي البهكلـي

[ظميان غدير]

إشراقة

كنور الصباح كطل النـدى
كبدر أضاء ظـلام المـدى
كعطـر يشـم بـلا رشـة
كهمس يحاول جرح النـدا
هو الحب يأتي بلا موعـد
ونبكـي ليمنحنـا موعـدا
ونحلم فيـه , نـذوب بـه
ونجهل كيف يكـون غـدا
طلعت بعمري كلون الزهور
فصرت أنا الزهر أنت الندى
وأعلنت حبك لا لن أخـاف
أنا البحر إن هاج أو أزبـدا
فيا أجمل الخلق ثغـرا أنـا
أذوب بثغـرك إن عـربـدا
تعالي لنجعـل مـن حبنـا
ربيعا وفيه الهوى منشـدا
لنذكي النجـوم بأشواقنـا
ونشعلهـا فرقـدا فـرقـدا
لنغرق فـي حبنـا لحظـة
وننسى الذي غار أو أنجـدا
فلولاك أنت لما كان حـب
وماكان بالعمر أن يوجـدا
هواك أعـاد لقلبـي هـداه
ومن يضلل الحب لن يهتدى

شعر/ خالد بن علي البهكلي

[ظميان غدير]

أحبكِ أكثر

اشتياقي إليـكِ صـار كبيـراً
واحتياجي إلى وجودكِ أكبـرْ
بكِ شيءٌ وبي انجـذابٌ إليـه
عجزَ القول كونـه لا يفسّـرْ
أتمنّـاكِ كـم وكـم أتمـنّـى
هل تكونين لي كمـا أتصّـورْ
أتمنّى سكناكِ دومـاً بنبضـي
أتراني طلبتُ ماليـس يُذْكـرْ
أتراني , لا أنت فوق ادعائـي
أنتِ بالصدق نعمـةٌ لاتُكـرر
فتعالـي لاتسكنـي بخيـالـي
فخيال الهوى حنينٌ (مبعْثـر)
قرّبينـي إليـكِ ظمـآن جـداً
واحتياجي إلى نبيـذٍ وسكّـر
واجعليني إلى مروجكِ أدنـو
حلَّ فيكِ الربيع فالورد أحمـر
فازرعيني بدوزنـات الليالـي
نغماً حالماً على كـل مِزهَـر
ياجمالاً ينسابُ سحراً بعينـي
وعبيراً من طيبـهِ (أتعطّـر)
أنتِ أحلى إذا تهاديـتِ مشْيـاً
يصبح الدرب بعد مشيكِ أخضر
فلكِ الحقُّ في الجمال فتيهـي
وليَ الحـق أن أحبـكِ أكثـر



شعر: خالد بن علي البهكلي