.. الْـخَـاشِعُـون ..
قُضِيَتْ و فـازَ الخاشعُـونَ و ما خَشعتُ بمـا أقمـتُ
يـاربُّ لـو بَـرَزَ اللعيـنُ إلـيَّ شخصـاً لانتقمـتُ
بيـديـكَ مُوكَـلـةٌ إلـيْـكَ إذا زللـتُ أو استقـمـتُ
إنِّـي دَهَتنـي الحـادثـاتُ فما جزعـتُ و لا نَقَمـتُ
و الدَّاءُ ما استرقَيـتُ منْـهُ و لا اكتويتُ و لا احتَجَمتُ
عَيشٌ يَضِـجُّ بـهِ الكريـمُ و لا بقِيـتُ إذا لَـؤُمـتُ
تَتلـوَّنُ الأخــلاقُ فـيـهِ فما خُدِعتُ و لا وَهِمْـتُ
وَهَبَ الصَّديـقُ لِـيَ الأذى و مِن الأحبَّـةِ مـا سَلِمـتُ
و طربتُ إذ وَضَحَ الجليـسُ فَلَـوْ تَمَلَّقَنـي لَقُـمـتُ
داهمتُ خَـوضَ الخائضِيـنَ بما يُـذمُّ فَسَـادَ صَمْـتُ
فَلَـعـلَّ شـأنـاً يَسْـتَـدِقُّ و ضـدُّهُ للمَـرْءِ سَمْـتُ
يـاَ لَيتنـي سُقيـا النَّقـاءِ علـى خَمائلِـهِ اهْتَـزَمْـتُ
لا أنْ يُعَـزَّ بـيَ الـهـوى و يُرى الجَمالُ بما اجترَمْـتُ
أُغْرِيـتُ بالنَّسَـقِ البديـعِ من المَفاتـنِ فانتظَمـتُ
و صعدتُ بالهَـرَمِ المَشيـدِ من الأثامِ مُـذِ احْتَلَمْـتُ
فتطـاولَ البُنـيـانُ مـنـهُ فَلَوْ أصبْتُ بِمـا عَزَمـتُ
لَحَسَمْتُ أمراً فـي السَّـلامِ إذِ الشَّواهِقُ فيـهِ أَمـتُ
لأطـرتُ رأسـاً للنِّـفـاقِ فصَانَ بدئيَ ما اختتمـتُ
لأوى لجانـبـيَ الهِـزبـرُ و هالتِ الأعـداءَ كُمـتُ
فـإذا ادْلَهَـمَّ بنـا المقـامُ فمـا لذلكُـمُ اقْتَحَـمْـتُ
فسَلَلْتُ في الرَّهَجِ الحُسـامَ فلاحَ ما بالغيْـمِ شِمْـتُ
فَأضـاْتُ دائـرةَ الـوَغـى قَمَرَ المعـاركِ مـا تَمَمْـتُ
مُتَقَحِّمـاً صـدرَ اللُـهـامِ فكانَ أمتـعَ مـا علمـتُ
مُتَمثِّـلاً بالشِّـعـرِ تَــعْـتَـنِقُ الـملائـكُ مـا نَـظـمْـتُ
و صبـوتُ صبـوةَ عنتـرٍ و دمـايَ تقطُـرُ فابتسمْـتُ
فَتَشَـبَّـثِـي بفَـتـاكِ عَـبْـلُ و لا عـلـيـكِ بـمـا ألِـمـتُ
و عَـوَتْ لأرحمَهـا يهـودُ فلا رُحِمـتُ إذا رَحِـمْـتُ
حتَّى شـدا الفجـرُ السَّعيـدُ بِما تَـرَدَّدَ حَيْـثُ هِمـتُ
شعر
زياد بنجر