هل عرفت من أنت ؟
بين المبدعين والمدعين حرف الباء !!
باب الصميم :
المبدعون: بهم ذاتية خلاقة ، نفورٌ من الصميم كما تتفتق أزهار اللوز في أول الربيع من قضبان عاريات وكما تكتسي الأرض من عريها بحلل خضر
باء المبدع تميزه بذلك الفيض الذي لا يكتسبه من غيره ولا يماثل به سواه
باب الصدق :
المبدعون : بزوغٌ يتجه إلى الآخر ليمنحه من ذاتيات خيره المنير كما يتألق نجم ويلمع برق
كما يتجدد قمر ويسرح هواء فكل هؤلاء يقصدون المعيّة المعينة
ألا تعطي صحبة الشمس والقمر بلا مقايضات ؟ ألا يؤنس الهواء بلا مساومات ؟
باب الصفاء :
المبدعون : بداية تراثها حداثتها الجذابة صفاؤها يوحد الأبعاد ، جوهري الأزمنة والشعوب
ينعكس منها كما تنعكس الوجوه الجميلة على مرآة
ألا يحب المرآة كل ذي وجه جميل ؟ ألا ينفر منها لص تكشف حركات نيّاته ؟
باب الصحة والسلامة :
المبدعون : باب ينتسبون منه وإليه يسارعون لأنه يؤم بهم وفاء الأم لأن الأم هي الأصل والأصالة
وكل التفتحات الصحيحة تنتمي للأم الصحيحة فالمبدع متأصل بالأبوين
باب العمل وثماره الممتدة بلا حدود :
المبدعون : يتجاوزون أمكنتهم وأزمنتهم لأنهم يدورون في ديار ما أوصوا به من كلمات وممالكهم حيث يلتقي المحبون
أليس شرط البقاء الحب ؟( ومن يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه )
من هنا يبدأ الإنسان بوزن ذاته فيقول لنفسه : من أنا ؟
ما ثماري التي تعرف بي ؟ أفي المبدعين أم المدعين ؟
وقد يقال : من هم المدعين ؟
نجيب بتضمين الحكاية التي اختارها الشريف الرضي للإمام علي رضي الله عنه وهي الحكمة التي تقول :
( قيل للإمام علي : صف لنا العاقل ...
فقال رضي الله عنه : هو الذي يضع الشيء مواضعه ..
فقيل له : صف لنا الجاهل ..
فقال : قد فعلت )
فالعاقل موضوعي ، صادق مع نفسه ومع الموضوع الذي يعالجه
ومع الآخرين الذين يتوجه إليهم بالخطاب
بهذه المسطرة يعرف المبدعون والمدعون
فهل أنت عاقل : تضع الشيء مواضعه ؟
ومن أنت : بين المبدعين أم بين المدعين ؟
م ن ق و ل
من مكتبتي
محبكم فى الله
كرم المصرى