نظرة واحدة علــى خريطــة البرامــج الإعلاميـــة .. سواء المرئى منها أوالمسموع أوالمقروء.. يتأكد لـك بغير شك أن الهدف من وراء تلك البرامج .. هو إغتيـــال شهر الصيـــام المبارك .. واغتيال كل مناسبة ، وكل عباده .. من شأنهــا إحيــاء علوم الديــن ،والعودة بحقائق الشريعــة إلى سيرتها الأولــى ، ومحاولة احباط كل الوسائل التربويــة والرياضيات الروحيــة والمنح الربانيــة التى شرعها اللـه عز وجل لتكون (( حصنا للمؤمنيــن ووقايــة لهم من مكائد الشيطان وفنونــه المختلفــة لإغواء الخلــق .. بقمــع الشهوات المستكنــة لتصبح النفس المطمئنــة .. ظاهرة الشوكـة فى قصــم خصمها .. قويــة المنــة )) ؟؟؟
ولذلك فأخطــر معركــة يجب أن يخوضها الصآئمون اليوم .. ضد شياطين الإنس .. هى معركــة إحيــاء علوم الديــن و الحفاظ على شعائر الإسلام و شرائعــة والعودة بالعبادات إلــى غاياتها المرجــوه .. و إلى الإلتزام بالمطلوبات القرآنيــة المباشرة و غير المباشرة .. وأخطــر تلك المعارك على الإطلاق .. هى معركـة الصــوم .. لكسر شهوتــى البطــن و الفرج .. و الإقتداء بالملائكــة فى الكف عن تلك الشهوات بحسب الإمكان .. ؟؟
لكن الذى يحدث الآن ومنذ زمن بعيــد .. هو عكس المطلوب القرآنــى والمقصــد الربانـى من الصــوم .. حتى أصبح شهر رمضــان هو شهر تهييج الشهوات .. شهوتى البطن و الفرج .. فقد صارت العادة كما يقول حجة الإسلام الإمام الغزالى رحمه الله .. أن يدخر الصائمون جميع الأطعمــة لرمضــان فيؤكل من الأطعمـة مالايؤكل فى عدة أشهر .. مع أن مقصود الصوم هو الخوآء وكسر الهوى لتقوى النفس على التقوى .. ولكن ماالفائدة إذا حرمت المعدة طوال نهار رمضان حتى هاجت شهوتها وقويت رغبتها ثــم أطعمت من اللذات و اشبعت .. إن هذا سيضاعف حتما من قوتها و يبعث من شهواتها ماعساها كانت راكدة لو تركت على عادتها من غير صيــام .. ؟؟
و أما فيمــا يتعلق بشهوة الفرج وما يتعلق بها من النظرة الحرام و الإصغــاء إلى ما حرم اللـه من الكلام .. فإن شياطين الإنس فى وسائل الإعلام المختلفــة يقومون بالواجب فيحشدون كل برامج التسليـة و المتعــة .. الحرام قبل الحلال .. لصرف الصآئميــن عن حقيقة الصيام و عن الإرتباط بالقرآن و الدعاء و الإعتكاف .. ويتفاخرون بنجاحهم فى جذب الصــآئـم فىنهار رمضان وليلــه إلى تلك البرامــج .. كما يتفاخر الشيطآن فى إغواء بنــى آدم .. يحرص التليفزيون على عرض فيلم قديم فى نهار رمضان يوميــا لايخلو من الرقص و الفاحشــة .. ولا يتركون الصائــم حتى وهو يحشد معدته بما لذ وطاب .. ثــم يبدأون فـى عرض الفوازيــر و المسلسلات حتــى الساعات المتأخرة من الليــل .. و لايتركونه أيضــا حتى وهو يـتناول طعام السحور .. والمصيبــة الحقيقيـة هى تعدد تلك القنوات إلى أكثر من 200 قناة .. ياتينـا أكثرها من خــارج الحدود ..بما تحويــه بعض تلك القنوات من إباحيــة صارخـة .. و هكذا أصبح الإنسان المسلم محاصر بكل تلك الإغراءات .. فلا صلاة جماعــة ،و لا تراويــح ، ولاقراءة قرآن ، ولا دعــاء ، و لا اعتكاف ، ولا أى شىء يقرب و يقوى علاقــة العبــد بربــه .. وهو ما يزيــد من مسئوليـة الإعلام عنــدنا فى تقديــم البديــل .. والبديل هنا يجب أن يكون اسلاميــا خآلصــا .. و إلا فإننـا نكون كمن يغسل الدم بالدم .. ؟؟
إن المسلمين اليوم فـى محنــة حقيقية .. بعد ما أصابهم من هزائم نفسيـه و روحيـة ..و مسئوليــة علماء الإسلام ، وجمهور المسلمين عن اغتيال الشهر المبارك .. لا تقل أهميــة عن مسئوليــة الحكومات ذاتها .. فهناك حالة من التسيب و تميـيـع امور الدين تصيب الكثيرين .. وإذا كان الأمل و الرجــاء فى رجوع و التزام الحكومات بآداب و تعاليــم الإسلام فى شهر رمضان على وجه الخصوص .. هو مثل عشم ابليس فى الجنــة .. فلا أقل من أن يواجـه المسلمون الصائمون هذا الواقــع بشجاعة .. فيخاصموا تلك البرامج نهائيــا .. فالمنكر إما أن تـزيله ، وإما أن تزول عنـــه .. ولا مجال هنا للمفاصــلة أو الترقيــع او الحلول المائعــة .. و أول هذه الخطوات الجآدة نحو صــوم مقبول .. هو مخاصمــة هذا الجهاز السحرى وابعاده تماما عن متناول أيدى أفراد الأسرة على الأقل فى شهر رمضــان ،و هذه هــى مسئوليــة الأب .. و إذا ما ترددت فى اتخـاذ تلك الخطوة الصعبـة .. وقررت أن تقضى نهار رمضان و ليله أمام الفوازير و المسلسلات .. فلا تنتظرن إلا أن تكون ممن قال النبــى فيهــم { رب صائــم ليس له من صيامــه إلا الجوع و العطش } ..(( فأى جدوى لتأخيــر أكلة ، وجمــع أكلتين عند العشاء )) مع الإنهماك فى الشهوات الأخرى ومشاهدة الرقص و بطلات الفوازير و ألف ليلة وليلة ومواهب معالى زايد و الهام شاهيـن ومادلين طبر طوال النهار والليــل .. ؟؟
والسلام عليكم و رحمة اللـه و بركاتــه ،
بقلم : محمد شعبان الموجــى