لم تعد شركة مايكروسوفت تلك الشركة الوديعة التي إضافة لعملها تحاول أن تقدم الخدمات للمواطن، بل أضحت شركة ماكرة همها الأساسي تحقيق الأرباح بشتى الطرق التحايلية على المواطن.
فقبل سنوات كان شراء مجموعة (ماسكروسوفت اوفيس المكتبي) يكلف بالولايات المتحدة حوالي الألف دولار، ومع السنوات قلت التكلفة ليس كرما من مايكروسوفت ولكن لأن السوق شهدت تنافسا كبيرا اشتد أخيرا بنزول عدة برامج مكتبية مجانا مثل (اوبن اوفس)، وإن كانت أقل جودة من الأخيرة لكنها تؤدي نفس المهمة دون أن تكلفك مليما واحدا. وأبرز ما في البرامج الجديدة المجانية أنها متاحة للجميع أي أنك إذا أرسلت رسالة أو نصا لصديقك محفوظا من برنامج (اوبن اوفيس) ولم يستطع فتحة يمكنه تحمل البرنامح خلال دقائق.
لكن لو قمت بنفس العمل ولم يكن لدى صديقك برنامج مايكروسوفت الحديث فقد لا يستطيع قراءة ما أرسلته له إلا إذا اشترى البرنامج.
أسعار مايكروسوفت انخفضت كثيرا إلى النصف وأحيانا أقل من النصف للطلاب حتى لا تخسر مايكروسوفت ما بقي لها في السوق من زبائن.
لقد فعلت مايكوسروفت خيرا عندما بدأت بعد انزال الوندوز للأسواق ( في نهاية التسعينات) باضافة خاصية تحميل لغات متعددة للحاسوب تتيح لغير الناطقين بالانجليزية استخدام لغتهم كالعربية. وكانت خطوة جبارة إلى الأمام خاصة لنا نحن الذين نعيش بعيدا عن أوطاننا الأصلية.
لكن مايكروسوفت لم تحافظ على عهدها، فقد اتخذت قرارا عام 2008 بعد اصدار وندوز فستا السيء الصيت والذي أدانه معظم المبرمجين وخبراء الشبكة، فقد قامت مايكروسوفت بتحويل برنامجها إلى عدة إصدارات من فستا الأساسي (فستا هوم) هو الذي يتم تحميله على الأجهزة المباعة ( عندنا في الولايات المتحدة) والذي لا يتيح إضافة أي لغة جديدة.
فاللغات موجودة، وأسماؤها موجودة، وتغيير لوحة المفاتيح لاستخدام اللغات الأخرى موجودة، لكن الرابط الذي يتيح لك تحميل اللغة التي تريدها لم يعد موجودا، بل يوجد بدلا منه ملاحظة تقول:
(الأيقونة إلى تحميل لغة أخرى غير موجودة) لأنك تستخدم فستا هوم، وإذا أردت استخدام لغة أخرى عليك أستخدام اصدار وندوز فستا ملتميديا.
توقعت أن يكون الأمر سهلا فذهبت لتغيير الجهاز الحديث الذي اشتريته، وبحثت في أجهزة أحد أكبر محلات الكمبوتر هناك (بست باي) وفي (أوفس ماكس) وفي عدد من المحلات الأخرى بحثا عن جهاز باصدار وندوز المذكور فلم أجده محملا على أي جهاز، وقد عرض علي أحد البائعين أن أشتري البرنامج لأحمله على الجهاز وعندما سألته كم ثمنه فكان حوالي 350 دولار مع أن ثمن جهاز الكمبوتر بمواصفات متوسطة ولكنها أفضل من جهازي القديم التالف تساوي نفس المبلغ.
باختصار حتى تحمل اللغة العربية أو أي لغة أخرى إلى جهاز جديد من وندوز مطالب بأن تدفع ثمن الجهاز مرتين وثمن برنامج التشغيل مرتين. لو كان ذلك ما أقدمت عليه مايكروسوفت منذ إطلاق برنامجها متعدد اللغات لتفهمنا الأمر لكنه جاء بدون مبرر.
فالشركة كانت حتى العام الماضي تتيح لأي مشتر لبرامجها لتحميل اللغة أو اللغات التي يرغبها فماذا حصل؟
ثمة ملايين من البشر تعيش في الولايات المتحدة وأوروبا من غير الناطفين بالانجليزية ليس العرب فقط بل والهنود، والصينيون، والروس...الخ
هل يمكن تفسير ذلك سوى محاولة لإبتزاز المواطنين؟
هذه مايكروسوفت، أصبحت اليوم غولا يريد التهام الجميع وفي سبيل تحقيق أرباحها . فلتذهب كل القيم العلمية إلى الجحيم.