عن
محمدعبدان "
ولـدي إليـك وصيتـي عهـد الـجـدود
الخـوف مذهبنـا نخـاف بــلا حــدود
نرتـاح لــلإذلال فــي كـنـف القـيـود
و نعاف أن نحيـا كمـا تحيـا الأسـود
كن دائما بيـن الخـراف مـع الجميـع
طأطئ وسر في درب ذلتك الوضيع
أطـع الذئـاب يعيـش منـا مـن يطـيـع
إيــاك يــا ولــدي مفـارقـة القـطـيـع
لا ترفع الأصوات في وجـه الطغـاة
لا تحك يا ولـدي ولـو كمـوا الشفـاه
لا تحك حتى لو مشـوا فـوق الجبـاة
لا تحـك يـا ولـدي فـذا قـدر الشـيـاة
لا تستـمـع ولــدي لـقـول الطائشـيـن
القـائـلـيـن بـأنـهــم أســــد الـعـريــن
الثـائـريـن عـلــى قـيــود الظالـمـيـن
دعهـم بنـي و لاتكـن فــي الهالكـيـن
نحـن الخـراف فـلا تشتتـك الظنـون
نحـيـا وهــم حياتـنـا مـلـى الـبـطـون
دع عزة الأحـرار دع ذلـك الجنـون
إن الـخــراف نعيـمـهـا ذل وهــــون
ولـدي إذ مـا داس إخـوتـك الـذئـاب
فاهرب بنفسك وانج من ظفر ونـاب
و إذا سمعـت الشتـم منهـم والسبـاب
فاصبـر فـان الصبـر اجــر وثــواب
إن أنت أتقنت الهـروب مـن النـزال
تحيـا خروفـاً سالمـاً فـي كــل حــال
تحيـا سليـمـاً مــن ســؤال واعتـقـال
من غضبة السلطـان مـن قيـل وقـال
كــن بالحـكـيـم و لاتـكــن الأحـمــق
نـافـق بـنـي مـــع الـــورى وتـمـلـق
و إذا جـررت إلـى احتـفـال صـفـق
و إذا رأيــت الـنـاس تنـهـق فـأنـهـق
انظر ترى الخرفـان تحيـا فـي هنـاء
لاذل يـؤذيـهـا ولا عـيــش إلا مـــاء
تمشـي ويعلـو كلـمـا مـشـت الثـغـاء
تمشي و يحدوها إلى المذبح الحـداء
ما العـز ، مـا هـذا الكـلام الأجـوف
مــن قــال إن الــذل بـأمـر مـقــرف
إن الـخــروف يـعـيــش لا يـتـأفــف
مـادام يسـقـى فــي الحـيـاة ويعـلـف"
!!!!