الدراسات تؤكد فعالية زراعة الخلايا الصبغية الذاتية في معالجة البهاق أجريت دراسة حديثة عن زراعة الخلايا الصبغية في علاج البهاق.في مستشفى هنري فورد بولاية ميتشغن بالولايات المتحدة .وعرضت نتائج الدراسة في مؤتمر الأكاديمية الامريكية لأمراض الجلد الذي انعقد في شهر مارس 2010 م في مدينة ميامي الامريكية .فقد أظهرت الدراسة أن المناطق المتأثرة التي استهدفتها الجراحة تحسنا واضحا ، فقد استعادت لونها الطبيعي 52 % وارتفعت النسبة الى 75 % عند ثمانية من المرضى .
فالبهاق يعتبر من الأمراض الجلدية المزمنة وغير المعدية، ويظهر على شكل بقع بيضاء اللون بأحجام مختلفة، سببه الحقيقي غير معروف ولكن كل الدلائل العلمية تدل على أنه من الأمراض المناعية الذاتية. ويعود اللون الأبيض الذي تتميز به بقع البهاق إلى غياب الخلايا الصبغية، وهي الخلايا المسؤولة عن إنتاج صبغة الميلانين (التي تعطي لون الجلد والشعر)، ونتيجة لغياب هذه الخلايا يفتقد الجلد إلى المورد الأساسي للصبغة مما يؤدي إلى تحوله إلى اللون الأبيض.
وتعتبر الجراحة أحد العلاجات الجيدة والفعّالة للمرض، ولها عدة أنواع مثل التطعيم بطريقة الخزعة والجراحة بطريقة الفقاعة، والأهم والأكثر تطوراً هو الجراحة بطريقة زرع الخلايا الصبغية الذاتية.التي تعتبر الأحدث في مجال علاج البهاق وهي تبشر بنتائج جيدة ومرضية بإذن الله. وتعتمد هذه الطريقة على أخذ الخلايا الصبغية من مناطق الجلد السليم ونقلها إلى المناطق المصابة بالبهاق، وبهذا الشكل نكون قد تخلصنا من المشكلة الأساسية وهي أن البقعة البيضاء لا تحوي خلايا صبغية والخلايا المزروعة بدورها تعوض النقص وتباشر في اصطناع الصبغة وتعيد اللون الطبيعي للمناطق المصابة.
* أين يتم إجراء هذه العملية؟
- هناك عدد قليل جداً من المراكز في العالم التي تُجرى فيها هذه العملية، وهي طريقة مبشرة وآمنة وتحمل الكثير من الفائدة للمريض، وقد جرى تطويرها حديثاً من طريقة سابقة حيث كانت الطريقة الأولى تعتمد على زرع الخلايا الصبغية بعد أخذها من الجلد في منابت وأوساط صناعية خاصة داخل المختبرات وبدون فصلها عن الخلايا الجلدية. إلا أن هذه الطريقة كان لها الكثير من المساوئ والمحاذير مما حدا بالأطباء إلى اتباع الطريقة الجديدة من خلال زرع الخلايا الصبغية مباشرة في جسم الإنسان دون الحاجة للأوساط الصناعية.
* ما المدة التي يستغرقها إجراء هذه العملية وهل تحتاج لفترة راحة بعد إجرائها؟
- بشكل عام تعتمد هذه العملية على المساحة المصابة من الجسم ولكن عادة وعند اختيار المريض والحالة المناسبة، فإن العملية تستغرق حوالي الساعتين، حيث يتم في البداية أخذ الخلايا من المكان السليم ثم وضعها في حاضنة خاصة لفترة تقل عن الساعة وخلال هذه المدة يتم تجريف المنطقة المصابة بالبهاق وتهيئتها للزراعة، وذلك باستخدام وسائل جراحية خاصة ومن ثم يتم وضع الخلايا الصبغية بعد تحضيرها بشكل جيد على المناطق المصابة، ويتم تغطية المكان بالشكل المناسب. ومن محاسن هذه الطريقة أن المريض يغادر العيادة مباشرة ويتم ازالة الضماد بعد سبعة أيام وتكون المنطقة محمرة وحساسة ويبدأ ظهور اللون الطبيعي للجلد خلال ثلاثة الى ستة أسابيع وتظهر قمة اللون خلال ثلاثة الى ستة أشهر.
* ما شروط إجراء هذه العملية؟
- من الأهمية بمكان معرفة الاستطباب المناسب لإجراء هذه الجراحة، وذلك للحصول على أفضل النتائج. وهذه الشروط تتعلق بالمريض بحد ذاته ومدى انتشار البهاق وفعاليته والمساحة المصابة من الجسم، ويمكن أن نلخص هذه الشروط بما يلي:
1- يجب أن يكون البهاق غير فعّال، أي أنه لم تظهر عند المريض أية بقعة بيضاء لمدة لا تقل عن 6أشهر (البهاق الثابت).
2- أن يكون المكان المصاب من الجلد صغير المساحة نسبياً، وبالتالي فإن البهاق المنتشر على مساحة كبيرة من الجسم لا يمكن إجراء الجراحة له.
3- أن يكون المكان المصاب قابلا للاستجابة للعلاج لأن بعض أنواع البهاق مثل البهاق الطرفي الذي يصيب الأصابع والأماكن التي لا تحتوي على أشعار من النادر أن يستجيب للعلاج.
4- أن يكون البهاق مستعصياً على العلاجات الأخرى، أي أن المريض استخدم الكثير من العلاجات ولكن دون جدوى، وبالتالي تكون الجراحة هي الخيار الأخير.
استطبابات العملية:
1- البهاق الثابت (خاصة البهاق القطعي، البهاق البقعي المحدود).
2- البهاق الذي يصيب مساحات صغيرة نسبياً من الجسم.
3- البهاق الجزئي.
4- الوحمة ناقصة التصبغ.
الاعراض الجانبية التي قد تنجم عن هذه العملية.
- تعتبر هذه العملية من العمليات السليمة والآمنة وهي لا تحتاج لفترة طويلة من الزمن كما أنها لا تحتاج لفترة راحة معينة بعد إجرائها، وغالباً ما تتم تحت التخدير الموضعي دون الحاجة للتخدير العام. واختلاطاتها نادرة جداً، وهي لا تتعدى حدوث الالتهابات البسيطة في مكان الزراعة عن عدد قليل من المرضى.
*ما نسبة نجاح العملية؟ وما النتائج المتوقعة منها؟
- تعتبر نتائج هذه العملية جيدة جداً، خاصة في حالات البهاق القطعي، حيث قد تصل نسبة الفائدة حتى 75% وتعتبر نتائجها مرضية بشكل عام عند توافر الشروط المناسبة لإجرائها (بهاق ثابت غير فعّال ولا يستجيب للعلاجات الأخرى ومحدود المساحة)، وتعتبر الإصابة في الأماكن المشعرة أكثر استجابة للعلاج من تلك التي تصيب الأماكن الخالية من الشعر مثل رؤوس الأصابع والشفاه حيث لا تتعدى نسبة الفائدة فيها عن 20%.
خلاصة القول: تعتبر زراعة الخلايا الصبغية الذاتية من أحدث ما توصل إليه العلم في معالجة البهاق وهي الطريقة الجراحية الأكثر فائدة للمريض ونتائجها مبشرة وواعدة، ومن الأهمية بمكان التذكير أن النتيجة لن تكون سريعة وإنما إعادة التلون قد يحتاج لفترة 3- 6أشهر بعد زراعة الخلايا، وهي الفترة اللازمة للخلايا المزروعة أن تتكاثر فيها ولكي تنتج الصبغة وتوزعها على خلايا الجلدة المجاورة.
وبقي أن نقول طالما أن العلم موجود ووسائل التقنية الحديثة متوافرة والأبحاث لا تزال مستمرة فلا بد يوماً ما أن يصل الأطباء لذلك العلاج الشافي باذن الله تعالى والذي هو مبتغى الطبيب والمريض معاً، وفي الوقت الحاضر تعتبر زراعة الخلايا الصباغية المباشرة من أحدث الطرق العلاجية للبهاق ونتائجها مشجعة وجيدة بشرط أن يحسن اختيار المريض وتتوافر الشروط المناسبة.
منقول