أغيثينا يا مصرُ،
د. فايز أبو شمالة
عندما نستغيث بمصر، فنحن لا نطلب منها وقوداًلغزة، ولا كهرباء، ولا نرجوها أن تفتح معبر رفح على مدار الساعة، نستغيث بمصر أنتقدم لنا رئيساً عربياً مسلماً صادقاً، سنرتضيه رئيساً لكل العرب، نستغيث بمصرالتي ستضيء لنا بالانتخابات الرئاسية شمس الكرامة لنسير على هداها، وهي تقدمرئيساً يترفق بأهل مصر مثلما يشفق على حال العرب، رئيساً يقود مصر إلى المجد مثلماسيقود الأمة العربية لتأخذ دورها الطليعي بين الأمم.
نستغيث بمصر في هذه الأيام التي ستحدد هويتها،وتفتح أول صفحات تاريخها الحديث، لترسم معالم جغرافيا منطقتنا العربية والإسلامية،إنها الأيام التي ستتعرض فيها مصر لحالة من الانفلات الأمني الهادف، وستواجهكابوساً من الإعلام الخبيث، ومن الأوضاع المعيشية الصعبة؛ التي سيتلاعب فيهاالطغاة بمشاعر المصريين، والهدف هو التأثير على مجريات الانتخابات الرئاسية،واستنساخ نظام مبارك بثوب جديد.
نستغيث بمصر أن توحد كلمتها، وألا يتفرق فيها صفالرجال الشرفاء بين هذا المرشح الكفء، وهذا المرشح الأمين الصادق، وهذا المرشحالأكثر ولاءً ووفاءً، نستغيث بمصر نحن العرب أن تجتمع على قلب رجل واحد، وأن تلملمقدر الإمكان صفوف الثوار المخلصين الذين أسقطوا نظام مبارك، فمن الجريمة أن تفلتالفرصة التاريخية من بين أصابع المصريين، ليجدوا أنفسهم بعد كل هذا التضحيات أسرىالخلافات، وقد وقعوا فريسة بين أنياب أحمد شفيق أو عمرو موسى، أو من هم علىشاكلتهم من الموالين لمرحلة سياسية مخزية من تاريخ مصر والعرب.
ويا حبذا لو استرجع المصريون صورة رئيس وزراءتركيا "رجب طيب أردوغان" عندما صرخ في وجه الرئيس الإسرائيلي"شمعون بيرس"، الذي حاول في مؤتمر "دافوس" أن يطهر سيفإسرائيل من دم 1400 إنسان بريء قتلتهم إسرائيل في غزة. وقتها، صرخ "أردوغان"في وجه "بيرس": أنت عجوز قاتل، وتمثل شعباً يقطر من أنيابه دم الأبرياءفي فلسطين، ولن أجلس معك يا أيها القاتل في نفس المكان!.
لقد لملم "أردوغان" أوراقه، وانسحبأمام كل وسائل الإعلام، وأخلى المنصة التي يجلس عليها شمعون بيرس، وسط تصفيقالحضور من كل أقطاب الأرض، بمن فيهم السيد عمرو موسى؛ الذي وقف ليودع"أردوغان"، ولكنه للأسف؛ لم يتجرأ على ترك المنصة!.
لقد ظل عمرو موسى بصفته أمين عام جامعة الدولالعربية، ظل جالساً مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس، كي يوفر له غطاء الشرعية،وهو يواصل الكذب على العالم، والحديث عن إسرائيل البريئة الضعيفة المظلومة الذييعتدي عليها الإرهابيون العرب.
نستغيث بمصر أن تقدم لنا رئيساً لا يقل كفاءةوقوة وجرأة وأمانة ووفاءً لشعوب المنطقة عن رئيس وزراء تركيا "رجب طيبأردوغان".