كما الله يشاء
حارب طواحين الهواءْ
ولتسرق الدمعات من جفن المصيبةِ
ولتَلُمْ كل الحفاةِ
... لأنهم لم يُلْبَسوا مثل الحذاءْ
حارب خلايا العيش في تلك الدماءْ
فالفارس المغوار أنتَ
من الربيع إلى الخريف إلى الشتاءْ
لا تعبر الصيف الحريقَ
فأنت أسمى من لهيب الشمسِ
حين يكدّس العرق العطيرَ
على جباه الأوفياءْ
أقتل فراشات الحديقة كلها
ولتلسع النحل الذي
ملّت خوابيه من الشعر المعسّلِ
بالتملق والغباءْ
يا سيّد الإيحاءِ
أنزل ما تجود به القريحةُ
واستعر جمل المديح من القصائدِ
واكتب اللغة التي شاءتْ
كما البلوى تشاءْ
أطفئ مصابيح القمرْ
وانزع من الغيم المطرْ
واشرب من النهر العريق ضفافهُ
واحتل مجراهُ
فأنت له السفرْ
وإذا سئلت عن الحقيقةِ
قل أنا
أهب الحياة لمن أشاءُ
وأذبح الأمل الطويل بحبلهِ
فلتعلموا
أنّي القدرْ
أنا سيّدٌ
أنتم رعاعْ
حطّم نواقيس المساجدِ
ولتهن كل المآذن فوق أسطحة الكنائسِ
واكسر السيف الفقارْ
صغّر الصحب الكبارْ
وانسج كما شئت الفضيحةََ
فالخيوط تشابكتْ
لكننا فوق الصراعِ
فلا تظنُكَ قد نجحتْ
بل إنك المسكين دون بشارةٍ
ها قد هويتْ
والشام باقية على أحلامها
صمدتْ
وقرّرتِ البقاءْ
فالأمر يجري كلهُ
دوماً كما الله يشاءْ