من كتم علما ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة ...
ﺃﻭﻻً : ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : ﻣﻦ ﻛﺘﻢ ﻋﻠﻤﺎ ﻳَﻌﻠﻤﻪ ﺟﺎﺀ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻣُﻠْﺠَﻤًﺎ ﺑِﻠِﺠَﺎﻡ ﻣﻦ ﻧﺎﺭ . ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺷﻌﻴﺐ ﺍﻷﺭﻧﺆﻭﻁ : ﺻﺤﻴﺢ .
ﻭﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : ﻣﻦ ﻛﺘﻢ ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻟﺠﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺑﻠﺠﺎﻡ ﻣﻦ ﻧﺎﺭ . ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ : ﻫﺬﺍ ﺇﺳﻨﺎﺩ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﺸﻴﺨﻴﻦ ، ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻋﻠﺔ ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻋﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻏﻴﺮ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ .ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺎﻝ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ : ﻭﻭﺟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺻﺤﻴﺢ ﻻ ﻏﺒﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ . ﺍﻫـ .
ﻭﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ ، ﺇﻻّ ﺃﻧﻪ ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪﺍ .ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﻮﺻﻴﺮﻱ : ﻫﺬﺍ ﺇﺳﻨﺎﺩ ﺿﻌﻴﻒ ﻓﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺩﺍﺏ ، ﻛَﺬَّﺑﻪ ﺃﺑﻮ ﺯﺭﻋﺔ ﻭﻏﻴﺮﻩ ، ﻭﻧُﺴِﺐ ﺇﻟﻰ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ . ﺍﻫـ .
ﺛﺎﻧﻴﺎ : ﺻﺢّ ﻋﻦ ﻏﻴﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﻧﻪ ﻛَﺘَﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ .ﻓﻘﺪ ﻛَﺘَﻢ ﻣﻌﺎﺫ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺣﺪﻳﺚ : ﻣَﺎ ﻣِﻦْ ﻋَﺒْﺪٍ ﻳَﺸْﻬَﺪُ ﺃَﻥْ ﻻ ﺇِﻟَﻪَ ﺇِﻻَّ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻭَﺃَﻥَّ ﻣُﺤَﻤَّﺪًﺍ ﻋَﺒْﺪُﻩُ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟُﻪُ ﺇِﻻَّ ﺣَﺮَّﻣَﻪُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺎﺭِ .
ﻷﻥّ ﻣﻌﺎﺫﺍ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺳﺄﻝَ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ : ﺃَﻓَﻼ ﺃُﺧْﺒِﺮُ ﺑِﻬَﺎ ﺍﻟﻨَّﺎﺱَ ﻓَﻴَﺴْﺘَﺒْﺸِﺮُﻭﺍ ؟ ﻓﻘَﺎﻝَ : ﺇِﺫًﺍ ﻳَﺘَّﻜِﻠُﻮﺍ . ﻓَﺄَﺧْﺒَﺮَ ﺑِﻬَﺎ ﻣُﻌَﺎﺫٌ ﻋِﻨْﺪَ ﻣَﻮْﺗِﻪِ ﺗَﺄَﺛُّﻤًﺎ . ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ : ﻭَﻣَﻌْﻨَﻰ ﺗَﺄَﺛُّﻢِ ﻣُﻌَﺎﺫٍ ﺃَﻧَّﻪُ ﻛَﺎﻥَ ﻳَﺤْﻔَﻆ ﻋِﻠْﻤًﺎ ﻳَﺨَﺎﻑ ﻓَﻮَﺍﺗﻪ ﻭَﺫَﻫَﺎﺑﻪ ﺑِﻤَﻮْﺗِﻪِ ، ﻓَﺨَﺸِﻲَ ﺃَﻥْ ﻳَﻜُﻮﻥ ﻣِﻤَّﻦْ ﻛَﺘَﻢَ ﻋِﻠْﻤًﺎ ، ﻭَﻣِﻤَّﻦْ ﻟَﻢْ ﻳَﻤْﺘَﺜِﻞ ﺃَﻣْﺮ ﺭَﺳُﻮﻝ ﺍﻟﻠَّﻪ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻓِﻲ ﺗَﺒْﻠِﻴﻎ ﺳُﻨَّﺘﻪ ، ﻓَﻴَﻜُﻮﻥ ﺁﺛِﻤًﺎ ، ﻓَﺎﺣْﺘَﺎﻁَ ﻭَﺃَﺧْﺒَﺮَ ﺑِﻬَﺬِﻩِ ﺍﻟﺴُّﻨَّﺔ ﻣَﺨَﺎﻓَﺔً ﻣِﻦْ ﺍﻹِﺛْﻢ ، ﻭَﻋَﻠِﻢَ ﺃَﻥَّ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲّ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻟَﻢْ ﻳَﻨْﻬَﻪُ ﻋَﻦْ ﺍﻹِﺧْﺒَﺎﺭ ﺑِﻬَﺎ ﻧَﻬْﻲ ﺗَﺤْﺮِﻳﻢ . ﺍﻫـ .
ﻭﻛَﺘَﻢ ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻮﻋﺎﺋﻴﻦ ! ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ : ﺣَﻔِﻈْﺖُ ﻣِﻦْ ﺭَﺳُﻮﻝِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻭِﻋَﺎﺀَﻳْﻦِ ؛ ﻓَﺄَﻣَّﺎ ﺃَﺣَﺪُﻫُﻤَﺎ ﻓَﺒَﺜَﺜْﺘُﻪُ ، ﻭَﺃَﻣَّﺎ ﺍﻵﺧَﺮُ ﻓَﻠَﻮْ ﺑَﺜَﺜْﺘُﻪُ ﻗُﻄِﻊَ ﻫَﺬَﺍ ﺍﻟْﺒُﻠْﻌُﻮﻡُ . ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ .
ﻭﺳﻴﺄﺗﻲ ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬﺍ .
ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﻳﺘﺪﺍﻓﻌﻮﻥ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ .ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻟﻴﻠﻰ : ﻟﻘﺪ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻭﻣﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻣﺎ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻳُﺤَﺪِّﺙ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﺇﻻَّ ﻭَﺩّ ﺃﻥ ﺃﺧﺎﻩ ﻛﻔﺎﻩ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ، ﻭﻻ ﻳُﺴْﺄﻝ ﻋﻦ ﻓُﺘﻴﺎ ﺇﻻَّ ﻭَﺩّ ﺃﻥ ﺃﺧﺎﻩ ﻛَﻔَﺎﻩ ﺍﻟﻔُﺘﻴﺎ .
ﻭﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻭﻣﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻳُﺴﺄﻝ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﻴﺮﺩّﻫﺎ ﻫﺬﺍ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺣﺘﻰ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻭﻝ ! ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﻓﻲ " ﺍﻟﺰﻫﺪ " ، ﻭﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻲ ﻓﻲ " ﺍﻟﺴﻨﻦ " ، ﻭﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ ﺳُﻔﻴﺎﻥ ﻓﻲ " ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ " ، ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻓﻲ " ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ " ، ﻭﺍﻟﺨﻄﻴﺐ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ ﻓﻲ " ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﻐﺪﺍﺩ " ، ﻭﺍﺑﻦ ﻋﺴﺎﻛﺮ ﻓﻲ " ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺩﻣﺸﻖ " .
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻮﻥ : ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻣﻨﺒﺴﻄﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻣﻨﻘﺒﻀﺎ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻭﻗﻌﺖ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﺍﻧﻘﺒﺾ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻭﺍﻧﺒﺴﻂ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻮﻥ : ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀﻩ ﺷﻲﺀ ﺍﺗَّﻘَﻰ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻭﻳﻘﻮﻝ . ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺎﺻﻢ : ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺃﺣﺴﻦ ﺣﺎﻻً ﻋﻨﺪ ﺍﺑﻦ ﻋﻮﻥ ﻣﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ . ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻲ .
ﻭﺭﻭﻯ ﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻲ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺩﺍﻭﺩ ﻗﺎﻝ : ﺳﺄﻟﺖ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ : ﻛﻴﻒ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﺼﻨﻌﻮﻥ ﺇﺫﺍ ﺳُﺌﻠﺘﻢ ؟ ﻗﺎﻝ : ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ ﻭﻗﻌﺖ ! ﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺳُﺌﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻗﺎﻝ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ : ﺃﻓﺘﻬﻢ ، ﻓﻼ ﻳﺰﺍﻝ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻭﻝ .
ﻭﺭﻭﻯ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻋﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺇﻳﺎﺱ ﻗﺎﻝ : ﻗﻠﺖ ﻟﺴﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ : ﻣﺎﻟﻚ ﻻ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺷﻴﺌﺎ ؟ ﻗﺎﻝ : ﻣﺎ ﻣﻨﻪ ﺷﻲﺀ ﺇﻻَّ ﻗﺪ ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻨﻪ ، ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺃﻛﺮﻩ ﺃﻥ ﺃُﺣِﻞّ ﺣﺮﺍﻣﺎ ﺃﻭ ﺃﺣَﺮِّﻡ ﺣَﻼﻻ .
ﺫَﻛَﺮَ ﻋَﺒْﺪُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺑﻦُ ﺍﻹﻣﺎﻡِ ﺃﺣﻤﺪَ ﻣَﺴَﺎﺋِﻞَ ﺍﺑْﻦِ ﺍﻟْﻤُﺒَﺎﺭَﻙِ ﻗَﺎﻝَ : ﻛَﺎﻥَ ﻓِﻴﻬَﺎ ﻣَﺴْﺄَﻟَﺔٌ ﺩَﻗِﻴﻘَﺔٌ ﻓِﻲ ﺭَﺟُﻞٍ ﺭَﻣَﻰ ﻃَﻴْﺮًﺍ ﻓَﻮَﻗَﻊَ ﻓِﻲ ﺃَﺭْﺽِ ﻗَﻮْﻡٍ ، ﻟِﻤَﻦِ ﺍﻟﺼَّﻴْﺪُ ؟
ﻗَﺎﻝَ ﺍﺑْﻦُ ﺍﻟْﻤُﺒَﺎﺭَﻙِ : ﻻ ﺃَﺩْﺭِﻱ .
ﻗَﺎﻝَ ﺍﻟﻤﺮﻭﺯﻱُّ : ﻗُﻠْﺖُ ﻷَﺑِﻲ ﻋَﺒْﺪِ ﺍﻟﻠَّﻪِ [ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ]: ﻣَﺎ ﺗَﻘُﻮﻝُ ﺃَﻧْﺖَ ﻓِﻴﻬَﺎ ؟
ﻗَﺎﻝَ : ﻫَﺬِﻩِ ﺩَﻗِﻴﻘَﺔٌ ، ﻣَﺎ ﺃَﺩْﺭِﻱ ﻣَﺎ ﺃَﻗُﻮﻝُ ﻓِﻴﻬَﺎ ، ﻭَﺃَﺑَﻰ ﺃَﻥْ ﻳُﺠِﻴﺐَ .
ﺛﺎﻟﺜﺎ : ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳَﺤْﺮُﻡ ﻛِﺘﻤﺎﻧﻪ . ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻧُﻌﻴﻢ ﺍﻷﺻﻔﻬﺎﻧﻲ : ﻭﺃﻋْﻠَﻢ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌِﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﻋﺪ ﻛﺎﺗِﻤَﻪ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳُﺘْﻘِﻨﻪ ﻭﻳﺤﻔﻈﻪ .
ﻭﻗﺎﻝ : ﻭﺑَﻴَّﻦ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟْﻤُﻠْﺠَﻢ ﺑﻠﺠﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻫﻮ ﻣَﻦ ﻛَﺘﻢ ﻋِﻠﻤﺎ ﻧﺎﻓﻌﺎ ﻳَﺴْﺘَﺪِﻝ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻊ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﻟﺰﻭﻡ ﺷﺮﻳﻌﺘﻪ .
ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻝ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ : ﺣَﻔِﻈْﺖُ ﻣِﻦْ ﺭَﺳُﻮﻝِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻭِﻋَﺎﺀَﻳْﻦِ ؛ ﻓَﺄَﻣَّﺎ ﺃَﺣَﺪُﻫُﻤَﺎ ﻓَﺒَﺜَﺜْﺘُﻪُ ، ﻭَﺃَﻣَّﺎ ﺍﻵﺧَﺮُ ﻓَﻠَﻮْ ﺑَﺜَﺜْﺘُﻪُ ﻗُﻄِﻊَ ﻫَﺬَﺍ ﺍﻟْﺒُﻠْﻌُﻮﻡُ .
ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻬﻠﺐ ﻭﺃﺑﻮ ﺍﻟﺰﻧﺎﺩ : ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺃﺷﺮﺍﻁ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ، ﻭﻣﺎ ﻋَﺮّﻑ ﺑﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣِﻦ ﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﺪِّﻳﻦ ، ﻭﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ، ﻭﺍﻟﺘﻀﻴﻴﻊ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ، ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﻳﻜﻮﻥ ﻓﺴﺎﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪِّﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻱ ﺃﻏﻴﻠﻤﺔ ﺳﻔﻬﺎﺀ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ . ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻳﻘﻮﻝ : ﻟﻮ ﺷﺌﺖ ﺃﻥ ﺃﺳﻤﻴﻬﻢ ﺑﺄﺳﻤﺎﺋﻬﻢ ، ﻓﺨﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ، ﻓﻠﻢ ﻳُﺼَﺮِّﺡ.
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺑﻄﺎﻝ : ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻜﻞ ﻣَﻦ ﺃﻣَﺮ ﺑﻤﻌﺮﻭﻑ ﺇﺫﺍ ﺧﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺃﻥ ﻳُﻌَﺮِّﺽ.
ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳُﺤَﺪِّﺙ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻼﻝ ﻭﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻣﺎ ﻭَﺳِﻌَﻪُ ﺗﺮﻛﻬﺎ . ﺍﻫـ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ : ﻭَﺣَﻤَﻞَ ﺍﻟْﻌُﻠَﻤَﺎﺀ ﺍﻟْﻮِﻋَﺎﺀ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﻟَﻢْ ﻳَﺒُﺜّﻪُ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻷَﺣَﺎﺩِﻳﺚ ﺍﻟَّﺘِﻲ ﻓِﻴﻬَﺎ ﺗَﺒْﻴِﻴﻦ ﺃَﺳَﺎﻣِﻲ ﺃُﻣَﺮَﺍﺀ ﺍﻟﺴُّﻮﺀ ﻭَﺃَﺣْﻮَﺍﻟﻬﻢْ ﻭَﺯَﻣَﻨﻬﻢْ ، ﻭَﻗَﺪْ ﻛَﺎﻥَ ﺃَﺑُﻮ ﻫُﺮَﻳْﺮَﺓ ﻳَﻜﻨﻲ ﻋَﻦْ ﺑَﻌْﻀﻪ ﻭَﻻ ﻳُﺼَﺮِّﺡ ﺑِﻪِ ﺧَﻮْﻓًﺎ ﻋَﻠَﻰ ﻧَﻔْﺴﻪ ﻣِﻨْﻬُﻢْ ، ﻛَﻘَﻮْﻟِﻪِ : ﺃَﻋُﻮﺫ ﺑِﺎَﻟﻠَّﻪِ ﻣِﻦْ ﺭَﺃْﺱ ﺍﻟﺴِّﺘِّﻴﻦَ ﻭَﺇِﻣَﺎﺭَﺓ ﺍﻟﺼِّﺒْﻴَﺎﻥ ، ﻳُﺸِﻴﺮ ﺇِﻟَﻰ ﺧِﻼﻓَﺔ ﻳَﺰِﻳﺪ ﺑْﻦ ﻣُﻌَﺎﻭِﻳَﺔ ؛ ﻷَﻧَّﻬَﺎ ﻛَﺎﻧَﺖْ ﺳَﻨَﺔ ﺳِﺘِّﻴﻦَ ﻣِﻦْ ﺍﻟْﻬِﺠْﺮَﺓ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ : ﻭﻗﺪ ﺻﺢّ ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻛَﺘَﻢَ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻤﺎ ﻻ ﻳﺤﺘﺎﺟﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺩِﻳﻨﻪ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ : ﻟﻮ ﺑﺜﺜﺘﻪ ﻓﻴﻜﻢ ﻟﻘﻄﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﻌﻮﻡ . ﻭﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﻛﺘﻤﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺷﻲﺀ ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌِﻠﻢ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻳﺠﺐ ﺑَـﺜّﻪ ﻭﻧَﺸﺮﻩ ﻭﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺔ ﺣﻔﻈﻪ ، ﻭﺍﻟﻌِﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻣﻤﺎ ﻳﺼﺢ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﻳﺘﻌﻴﻦ ﻧﻘﻠﻪ ﻭﻳﺘﺄﻛﺪ ﻧﺸﺮﻩ ، ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻸﻣﺔ ﻧﻘﻠﻪ ، ﻭﺍﻟﻌِﻠْﻢ ﺍﻟﻤﺒﺎﺡ ﻻ ﻳَﺠﺐ ﺑَـﺜّﻪ ﻭﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻪ ﺇﻻَّ ﺧﻮﺍﺹ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ . ﺍﻫـ .
ﻭﻣﺘﻰ ﻣﺎ ﻋَﻠِﻢ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ﻗﺼﺪﻩ ﺍﻟﺘﻌﻨّﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺮﺧّﺺ ﻭﺍﺗِّﺒَﺎﻉ ﺍﻟﺮُّﺧَﺺ ، ﻓﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺨﺰِﻥ ﻋﻠﻤﻪ ﻋﻨﻪ . ﺫَﻛَﺮ ﻋﺒﺪُ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦُ ﺃﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌِﻠﻞ ﻟﻪ ﻗﺎﻝ : ﻛﺎﻥ ﻋﺮﻭﺓُ ﺑﻦُ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮِ ﻳُﺤِﺐُّ ﻣﻤﺎﺭﺍﺓَ ﺍﺑﻦِ ﻋﺒﺎﺱٍ ، ﻓﻜﺎﻥ ﻳَﺨْﺰِﻥُ ﻋِﻠﻤَﻪ ﻋﻨﻪ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺒﻴﺪُ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦُ ﻋﺒﺪِ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦِ ﻋُﺘﺒﺔ ﻳُﻠَﻄِّﻒُ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴُّﺆﺍﻝ ﻓَﻴَﻌِﺰُّﻩ ﺑﺎﻟﻌِﻠْﻢ ﻋـﺰّﺍ . ﺃﻓﺎﺩﻩ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ .
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻟﻮ ﺟﺎﺀ ﺳﺎﺋﻞ ﻭﻋَﻠِﻢ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﺃﻧﻪ ﻳُﺮﻳﺪ ﺷﺮًّﺍ ﻓﻠﻪ ﺃﻥ ﻳُﻔﺘﻴﻪ ﺑِﺨﻼﻑ ﻣﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﻟﻴﻜﻔّﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮّ ، ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀ ﺳﺎﺋﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻓﺴﺄﻟﻪ : ﻫﻞ ﻟِﻘَﺎﺗِﻞ ﺍﻟْﻤُﺆﻣِﻦ ﺗَﻮْﺑَﺔ ؟ ﻗﺎﻝ : ﻻ. ﻓَﺠَﺎﺀَﻩ ﺁﺧَﺮ ﻭﺳَﺄﻟَﻪ ﻋﻦ ﺫَﻟﻚ ، ﻓَﻘَﺎﻝ : ﻧَﻌﻢ ﻟﻪ ﺗَﻮْﺑَﺔ . ﻓَﻘِﻴﻞ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ، ﻓَﻘَﺎﻝ : ﺇﻥَّ ﺍﻷﻭَّﻝ ﻟﻢ ﻳَﻜُﻦ ﻗَﺘَﻞ ، ﻓَﻤَﻨَﻌْﺘُﻪ ﻋَﻦ ﺍﻟﻘَﺘْﻞ ، ﻭﺇﻥَّ ﺍﻟﺜَّﺎﻧﻲ ﻗَﺘَﻞ ، ﻓﺄﺭْﺷَﺪْﺗُﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘَّﻮْﺑَﺔ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺴﻤﻌﺎﻧﻲ : ﻭﻫﻮ ﻣِﺜْﻞ ﻣَﺎ ﺭُﻭﻱ ﻋﻦ ﺳُﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﻋُﻴﻴﻨﺔ ﺃﻧّﻪ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳَﻘْﺘُﻞ ﻳَﻘَﺎﻝ ﻟﻪ : ﻻ ﺗَﻮْﺑﺔ ﻟَﻚ ﻣَﻨْﻌًﺎ ﻟﻪ ﻋَﻦ ﺍﻟﻘَﺘْﻞ ، ﻭﺇﻥ ﻗَﺘَﻞ ﻳُﻘَﺎﻝ ﻟﻪ : ﻟﻚَ ﺗَﻮْﺑَﺔ ﺣَﺘﻰ ﻳَﺘُﻮﺏ . ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻋﻠﻢ .