هذه سنــــــــــــــــ الضياع ـــــــــــــــــوات
تعودت أن أكتب عن معاناتي وأنانيتي , عن جراح طالما أعتقدت أنها الأهم . أعتقدت أنها الأمر
ولاشئ يعدلها في الحرقة والعذاب.
ولكن كم كنت ساذجاً عندما أغلقت عيني عن تلك الفتاة ...
عن تلك البراءة وعذوبة المعاني والكمال .
سنوات الضياع..
مسلسل من الضياع عبر السنين , حلقات من تيه القلوب والخطوات في دروب هذا الحياة .
عـفــواً..
فأنا لا أتكلم عن لميس أبو شعر أو حتى عن رفيف , ولن أضع نفسي في مكانة يحيى أو عمر
أفندي .
هذه الأميرة ليست المغنية ليلى و لا الست أميرة التى عادت من ايطاليا.
أنا لا أتكلم عن مسلسل ذاع صيته في شاشات الـ ام بي سي أوغيرها .
بــل هــي ..
فتاة فقدت عذريتها على يد أحقر الخلق وأنجسهم , لأجل براءة طالما اتسمت بها .
دُنس حياؤها و قُتل كل ما يعفها ويسترها , فاصبحت بلا كرامة ولا سبب يبقى لها أمل للعيش
أمام العالم أجمع.
فتاة لم تعرف معنى البراءة , لم تجد حنان الأم ورقة قلب الأب , فتاة لم تعرف للفرح معنى ولا للعب
مغنى .
أُغتصبت أمام الجميع ولم يحرك أحد ساكناً , بل ومع كل صرخه ألم كان الجميع يسد أذنيه ويغلق
الأعين .
دفن الجميع معاني الكرامة والشهامه لأجل غير مسمى ؟!! بحجة التعاهد والأمل في إيجاد السلام
المزعـوم.
أنا لست الوحيد الذى يكتب عن تلك المظلمة التى حلت بها . وإنما أكتب لحرقة في قلبي تجاه
عداون أصبح لغة يومية على شاشات التلفاز .
مشاهد سرعان ما نمسك بالريموت كنترول لنستبدلها بقناة راقصه .
وكأننا نتهرب من لهيب نار الغيرة التى لم يصبح منها سوا الرماد الباهت. هذا إن لم يمر إعصار
الخوف والجبن ليمحي كل ذكرى تربطنا بتلك الكارثة .
بل الأغلب منا تناسى ذكر اسمها , يحاول أن يعيش بلغة عصر جديد متناسينا جرحها العميق
ونزفها الذى لم يفكر في إيقافه .
هذا الفتاة وإن لم تعد فتاة لتجاوزها الأربعين خريفاً , شاخت في ذروة طفولتها , شاخت وشاخ
معها كل آمالها في رد كرامتها و أبسط حقوقها.
بل لا يزال التطاول يطولها ولا أعتقد انها ستستنجد بنا فقد بردت قلوبنا و خارت قوانا حباً في
أنفسنا ولا شئ لغيرنا .
لن أذكر تاريخها أو أرقام لاتزال في ذاكرت تلك السيدة , فلقد أفقدها الأنين قوة السمع ونعمة البصر
فكيف بذكرى أرقام لاتعد ولا تحصى .
ذهبت سلاسة صوتها وإن كانت لاتنطق كثيرأً للبقاء صامدة مبستمةً رغم كثرة طعونها الدامية.
وكأنها تتبع المثل القائل الإبتسامة في وجه الخصم يذهب طعم الفوز .
حـقيـقـةً ...
لا أعلم ماذا اقدم لتلك السيدة ..؟؟ ولا اعلم كيف انهي كلامي عنها ؟؟
فقط ليعلم الجميع أن قلبي يحترق لأجلها و لأجل أطفال تموت بلا رحمة , بلا رأفة , بلا
حرقة قلب .
فهل كان هناك تفسيراً لهذا الصمت الرهيب لعاشق الامل؟!!!