قصة أبو مروان مع يوم من شهر رمضان
كان مولعاً بشرب الخمر ومطاردة النساء ، هذا ما كان عليه أبو مروان لكن في شهر رمضان يتبدل حاله هذا التبدل في الحال يشمل جميع جزئياته ومنها الشكل ليدخل في الوقار والتقوى للوهلة الأولى ولمن لا يعرف أبو مروان يظنه رجل دين .
دخل اليوم الأول من رمضان وبينما أنا كنت جالساً في محله وكنا في حديث وإذ بامرأة تأتي وتسأله عن حاجة كهربائية لحظتها قلت في نفسي هذا الرجل سيغازل المرأة وسيأخذ منها موعداً فقد كان هذا دأبه مع كل امرأة تأتي لمحله ، لكن الرجل هذه المرة لم يفعل ما كان متوقعاً منه فقد بدت هيئته تأخذ سحنة من الوقار وقال لها ثمن الحاجة الكهربائية . وبعدها قال لها بلهجة الناصح يا أختي نحن الآن في شهر رمضان وهو شهر طاعة ومغفرة من الأفضل لكِ أن تستري نفسك .
ابتسمت المرأة وقالت :دور رجل الدين لا يناسبك ، عندها لم أتمالك نفسي من سخرية المرأة من أبو مروان وضحكت بقوة ، فأجابني الدين هو النصيحة يا أخي هذا هو ديننا الحنيف يأمرنا بذلك وأنا شاهدت أمر قبيح ونصحت ، عندها قلت له ، إذا كنت تعرف ما يأمرنا به الدين فلماذا وتشرب الخمر وتطارد النساء .
أجابني في هدوء مثير جداً- :
وهل عندما نصحت هذه المرأة كنت في حالة سُكر أم كنت من الصائمين ، قد أكون نعم من شاربي الخمر ومن العابثين ولكن قد أموت اليوم وأنا صائم وتقبل مني التوبة فالله تعالى رحمته واسعة.
عندها شعرت بصدق كلامه وتأثيره في نفسي فقد كان هذا الرجل على حق حتى في نصحه للمرأة ، وعرفت وقتها بأن النية هي التي تحدد العمل وليس العمل نفسه .
تلك هي قصة أبو مروان في شهر رمضان