همسات حزينة ،، للشاعر : عبد الرحيم محمود
سأكتـب للحريـر عـلـى الهـضـاب
لِطَيْـف مـر بـي مــر السـحـاب
عشقـت وشاحـه وذهـلـت عشـقـا
وأوشــك أن يذوّبـنـي التصـابـي
جــمــال لــيــس يـشـبـهـه جــمــال
نـبـيـذ قـطـوفـه فـتــنَ الـخـوابــي
وسحـر عبيـرهـا فــي الأفــق زهــر
يعانقـه الضبـاب علـى الضبـاب
أنـوثـة زهـرتــي شـــيء عـجـيـب
تـدمـرنـي بـألــوان الــعــذاب
وتجعلـنـي عـلـى نـــار انـتـظـاري
أذوب كشمعـة وســط اضطـرابـي
يسائلنـي النهـى مــاذا جــرا لــي
أ ُسِرْتَ بعطرها ؟ لم أدر ما بي
عجيـب أمـر مـن عشقـت عيونـي
غدت كالروح فـي سحـر الإهـاب
ببعـض أنوثـة أخــذت فــؤادي
ورعشـة بعضـهـا أخــذت لبـابـي
فمـا أدري أمَيْـت صـرت فيـهـا
أم انبعثـت حـيـاة ٌ فــي تـرابـي
بواديهـا أساقـي الـورد عـمـري
وأعشـق سفحـهـا قـبـل الهـضـاب
وأشـرب همسـهـا عـطـرا وبـوحـا
وأسـكــر فـــي أنوثـتـهـا عـذابــي
أتسـمـح وردة أخــذت فــؤادي
بـشــم عبـيـرهـا عـنــد التـصـابـي
بضـفـة نهـرهـا رقـــدت ورودي
بنـرجـس حسنـهـا أســرت لـبـابـي
أيـعـطـش خـافـقـي والـمــاء ثـــر
بـنـبـع جـمـالـهـا وأتــــوه بــابــي
أتـقـسـو حـلــوة العيـنـيـن لــمــا
يسـافـر زورقــي ضـمـن العـبـاب
وتتركـنـي أعـاصـف كــل نـــوء
ولا تـأتـي لتـشـرب مــن حُـبـابـي
وتأسـرنـي كـؤوســك مـتـرعـات
وتـنـسـى لـوعـتـي فـيـهـا شـبـابــي
أيعجـبـهـا أنـيـنـي فــــي لـظـاهــا
ويسـعـدهـا حـنـيـنـي واغـتـرابــي
وتطـرب إذ ترانـي ضـمـن قـهـري
ويسـعـدهـا جـنـونـي أو خـرابــي
أيأخـذهـا فــؤاد القـهـر قـسـرا
وجـاريــة تـصـيـر وراء بــــاب
فيـا قاضـي الغـرام إليـك عـنـي
حكمـت الظـلـم حـتـى فــي غيـابـي
ولـــم تـجـعـل مــجــالا للـمـحـامـي
ولـم تسمـع دفاعـي ، بــل تحـابـي
ففـي حـكـم يـكـون بــه ابتـعـادي
عـن البستـان ظـلـم فــي الكـتـاب