كيف سأرضيك يا أمي؟
خرج من المدرسة ..وقد سد أذنيه عن ثرثرتهم اللاذعة,وكأنهم يحاولون انتزاع قلبه من جوفه بضحكاتهم..
ولأنهم لا يوجهون الكلام له مباشرة, بات من الصعب عليه أن يرد تلك التلميحات بمثلها...
قال في نفسه:
-أنتم لا تعرفون ما معنى أم, سوى أنكم تملكون الكثير من النقود التي تجمعونها من والديكم....ومن هنا نبع الحب...
لعيد الأم في قلبه مشاعر خاصة لا يفهمها أحد غيره ...حتى ولا يشعر بها غيره...
زجرهم بصمت:
لن نفهم معنى الحب حتى يبتعد عنا أميالا ....أو مسافات زمنيه وحقيقية....
******
هناك قبعت محبو بته الرائعة في جوف ظلام ٍ قديم, يبعد عنه مسافات طويلة...
هو على علم أكيد , أن الوصول إليها سيكلفه ضربا مبرحا...لكن الوصول الآن وفي هذه المناسبة بات ملحاً جدا...
نظر في جيبه مليا...لا يملك الكثير ...
-لا بأس سوف أتدبر أموري....
لا يدري كيف فكر وخطط ونفذ.....
كان على علم أكيد أن والده يحبه قليلا...بدليل تلك الوحمة اللعينة التي محاها والده بكم من العمليات والنقود...
لقد قرر الآن وانتهى الأمر, فليضرب إذن. فقط تجلدت بعض جنيات قلبه الصغير,.المهم أن يرى والدته اليوم...
لقد ظلمت كثيرا وكثيرا جدا....يا لهذا الزمن البشع....كيف لا يدري بمكن ابتعد عن الأضواء...
هو على علم أن امرأة أبيه لن تحبه أكثر من أولادها...وهو على علم أيضا...أن صمته كان ينقذه من مواقف كثيرة هو بغنى عنها...وباتت قلة العدالة أمرٌ مألوف جدا لديه...
تذكر جملة أعجبته في نص أدبي قديم....
-لنرضي والدتنا بما لم نفعله عمرنا لها....
اشترى وردته وكتب على بطاقتها المهندس أحمد....
دق الباب..دقه كثيرا...
طال انتظاره.....
كاد ينام من التعب....لم بعد يدر هل نام حقا؟
أحس بيد تربت على كتفيه طويلا...
-وصلت هديتك..
لم يعد يدر هل هو في حلم أم في علم....
أم فراس 19-3-2009