بلد شهادات
[size=5]" مع الاعتذار لمدرسة المشاغبين"[/size]
تطالعنا الصحف كل عام بتقيم الجامعات علي مستوي العالم فلانجد أسم لجامعات الدول العربية إلا بعد المائة الثالثة أو الرابعة أو الخامسة في الترتيب العام علي مستوي العالم أو قد تنزوي في ذيل الترتيب 00وكل جامعة لها نظامها وتقاليده في الدراسات العلا(العليا) سواء في مصر أو غيرها من دول العالم وبالنسبة لمصر يعاني طالب الدراسات العلا الأمرين حتى يمنح الدرجةالعلمية، بعدها تنعكس معاناته علي طلبته فيزقهم صنوف العذاب ، فشهادة التخرج
[ بكالريوس ـ ليسانس]تمنح بعد دراسة أربع سنوات يعقبها امتحان في نهاية الفصل الدراسي للعام الأخير، وتزيد الدراسة سنة في الكليات العملية لمشروع تخرج يقدمه الطالب ، ولا يجوز للطالب أن يتقدم للدراسات العلا ( العليا ) إلا إذا كان حاصل علي تقدير [ جيد ـ جيد جداً ـ ممتاز مع مرتب الشرف ] ولا يصحح الامتحان إلا دكتور المادة فقط ، وغالباً يتم التصحيح في أحد المصايف، إذا كان مزاجه
" رايق " ينجَّح ورقة وترسب والورقة التي تليها عشوائياً
" بختك يا ابو يخيت "، دون تصحيح ولا يحزنون ، فنظام التعليم الجامعي في مصر منح أستاذ المادة أن يكون الخصم والقاضي ولا رد لقضائه ولا سلطان عليه إلا ضميره حتى من عميد الكلية و، يصادف أستاذ المادة أثناء، المحاضرات أن يلقي استهجان من الطلبة أو شوشرة او نظرات سخرية أو حركات صبيانية أو همس في الخباثة ، فيقسم برأس أبيه وأمه
[ ما حد منكم ناجح السنة دي ]مستخدماً المنهج العثماني الذي كان يحكم به شعوب المنطقة العربية " الحسنة تخص والسيئة تعم " الغريب أنه يبر بقسمه ولا يلين أو يتسامح حتى و لو استعطفه وزير التعليم العالي بنفسه، أما في الدراسات العلا فالدكتور المشرف هو الذي يختار موضوع الرسالة ، فلو كان طبياً بشرياً أو بيطرياً مثلاً ، يكون موضوع الرسالة بعيداً تماماً عن تخصصه الذي يمارسه في السوق كي لا ينافسه الطالب ويسرق منه زبائنه000
وحضرت مرة مناقشة رسالة ماجستير لصديق في كلية تجارة جامعة المنصورة وأظن موضوعها كان المحاسبة الحكومية ومشرفها بالإضافة إلي عميد الكلية دكتور يشغل أعلي منصب في البنك المركزي المصري،وبدأت الأسئلة وغرق صديقي في عرقه ، فالأسئلة انصبت علي شكليات الرسالة والطباعة معني كلمة00 ولماذا لم يشير في الرسالة إلي مصدرها المعجمي ، الزمخشري مثلاً أو القاموس المحيط ، ومن أغرب الانتقادات التي وجهت إلي صديقي عندما عنفه هذا الدكتور قائلاً بحدة
: تعالي هنا 00 بتقول في صفة 516الباب الثالث بعد جداول إحصاءالجهازالمركزي للمحاسبات الفقرة الثانية السطر الرابع عشر
" أري أن المعلومات التي تغذي بها الحاسب الآلي تحتاج إلي توثيق لأنها بحالتها هذه بعيدة كل البعد عن الحقيقة00000"
هذا خطأ منك بالغ0000 كان من الفروض أن تقول : يري الطالب 000 يري الباحث000 فلا يقول كلمة أري هذه إلاَّ اثنان في مصر 000 أنا000 والدكتور فلان الذي انتقل إلي رحمة الله0000فضجت قاعة المحاضر بالسخرية والضوضاء والاحتجاج مما أدي إلي رفع الجلسة للاستراحة وتطيب خاطر الدكتور ويمنح الطالب الدرجة العلمية وبالعافية منح صديقي درجة الماجستيربتقدير شعبي بدرجة " مقبول "
" بعد ما نشِّفواريقه "، فما كان منه إلا أن قدم طلب إلي الرئيس الراحل أنور السادات متمنياً أن يصرح له بعمل رسالة الدكتوراه ويكون موضوعها علاقة رئيس الجمهورية بالسلطات الثلاثة
{التشريعية ـ التنفيذية ـ القضائية }، فوافق له ، ونشر خبر الموافقة في كافة وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة ، فتهافتت الدكاترة عليه لينالوا شرف الإشراف علي رسالته أملاً في نيل رضاء السلطة الحاكمة ، فلا غرابة أن ينتقم الأساتذة من الطلبة والحكومة نتيجة ما عانوه في الحصول علي درجتهم العلمية ويعتبرون أنهم لو قاموا بالشرح للطلبة يكون تفضل منهم ، أما إذا كان الأستاذ حاصل علي درجته العلمية من جامعة خارجية أمريكا مثلاً أو الجامعات الأوربية ، ينتفش ريشه كالطاووس ويتعالي علي الطلبة وزملائه الدكاترة ويصفهم دائما بالتخلف وتضيع السنة الدراسية علي الطلبة في معاركه الوهمية مع أقرانه
بلد شهادات بصحيح