منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 6 من 6
  1. #1
    Moderator
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    فلسطين - رام الله
    المشاركات
    355

    غزّة مهدُ العـزّة { ولا تهنوا }

    غزّة مهدُ العـزّة
    { ولا تهنوا }
    عُني الشارع الحكيم بكتائب الحقّ المجاهدة أيما عناية ، ولا أدلّ على ذلك من أنّه واكب مسيرتها بالتوجيه والرّعاية وحثها على مقتضيات الصبر والمصابرة ، قبل منازلتها لعدوّها ، وفي خضمّ مقارعتها لهذا العدوّ ، وفي أعقاب كلّ منازلة معه ، فجاءت التوجيهات الربانية العليّة لتشحذ عزائمهم وتستنهض هممهم، وهم يسيرون في طريق إعزاز الدين ونصرته ، ودحر الغاصب وكسر شوكته !
    وتفصيل ذلك : أنّ كتاب الله المجيد قد حمل بين طيّاته للشعوب المجاهدة جملة من النصوص تنهاهم عن وهن مخصوص ؛ والوهن : خوَر العزيمة وضعف الإرادة ، فكان أن نهتهم الآيات القرآنيّة عن الوهن قبل نشوب المعركة مع الباطل وأشياعه ، ونهتهم عن الوهن أثناء المعركة ، ونهتهم عن الوهن في أعقاب المعركة ، وساقت مع كل نهي مسوّغاته ، ووضحت مقتضياته ؛
    فأمّا النهي عن الوهن قبل المنازلة فأفصح عنه قوله تعالى : (ولا تهنوا في ابتغاء القوم ) [ سورة النساء 104 ] .
    أي ( لا تضعفوا ولا تتوانوا في طلب عدوّكم ) [ الرازي 6/31 ] و تعقّب آثاره للإيقاع به والنيل منه ، بل جدّوا فيهم واقعدوا لهم كل مرصد [ ابن كثير 2/403 ] مُبيّنا مسوغات هذا النهي : بأنّ حصول الألم قدر مشترك بينكم وبينهم ( إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون) أي ( فكما يصيبكم الجراح والقتل فكذلك يحصل لهم) [تفسير ابن كثير 2/403]
    غير أنكم تحظون بمزيّة هم مجرّدون منها ، إنها (وترجون من الله ما لا يرجون ) أي (رجاء الشهادة إن قتلتم، ورجاء ظهور دينه على أيديكم إذا انتصرتم ، ورجاء الثواب في الأحوال كلها) [ تفسير ابن عاشور 5/190 ] وعليه (فأنتم أحقّ بالصبر منهم وأوْلى بعدم الضعف منهم، فإنّ أنفسكم قوية لأنها ترى الموت مَغنما، وهم يرونه مَغرما) [ فتح القدير للشوكاني 1/650
    ] فإياكم والوهن ؛ فوهن القلب مُستدعٍ لوهن البدن، وذلك يُضعف عن مقاومة الأعداء، بل كونوا أقوياء نشيطين في مقاومتهم فليس من المروءة الإنسانية والشهامة الإسلامية أن تكونوا أضعف منهم ، لأن العادة الجارية أنه لا يضعف إلا من توالت عليه الآلام، وانتصر عليه الأعداء على الدوام، لا من يُدال مرة ويُدال عليه أخرى) [ تفسير السعدي ص199 ] ، فإذا أصرّ الكفار على المعركة ، فما أجدر المؤمنين أن يكونوا هم أشد إصرارا، وإذا احتمل الكفار آلامها ، فما أجدر المؤمنين بالصبر على ما ينالهم من آلام .
    وأما النهي عن الوهن في خضمّ المعركة فجسّده قوله تعالى: ( فلا تهنوا وتدعوا الى السّلْم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم ) [ سورة محمد 35 ] أي : (لا تكونوا أوّلَ الطائفتين ضرعت لصاحبتها ودعتها إلى الموادعة) [ تفسير الطبري 26/63 ] (وتدعوا إلى السّلْم ) فذلك يعود عليكم بالمعرة والمضرة لأنه يحطّ من شوكتكم في نظر عدوّكم فيحسبونكم طلبتم السلم عن ضُعف، فيزيدهم ذلك ضراوة عليكم ويُستخف عدوكم بكم بعد أن أخذتم من قلوب عدّوكم مكان الهيبة وموقع البأس، فلهذا المقصد الدقيق جمع بين النهي عن الوهن والدّعاء إلى السّلم [ انظر تفسير ابن عاشور26/131 ]
    ومن مسوّغات النهي ّ عن الوهن في خضمّ المعركة :
    قوله: (وأنتم الأعلون) أي (وأنتم الغالبون آخر الأمر وإن غلبوكم في بعض الأوقات وقهروكم في بعض الحروب) [ تفسير الطبري 26/64 ]
    و قوله : ( والله معكم) أي بالعَوْن والنصر والتأييد وذلك مُوجب لقوة قلوبهم وإقدامهم على عدوهم !
    وقوله ( ولن يتركم أعمالكم) قال مجاهد: ( ولن ينقصكم ) [ الطبري 26/64 ]
    وأما النهي عن الوهن في أعقاب المعركة: فقد بيّنه قوله تعالى ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين )
    [ سورة آل عمران 139] فقد نزلت على المؤمنين في أعقاب غزوة أحد (ولا تهنوا وتضعفوا في أبدانكم ولا تحزنوا في قلوبكم عندما أصابتكم المصيبة وابتليتم بهذه البلوى ، فإنّ الحزن في القلوب والوهن في الأبدان زيادة مصيبة عليكم وعون لعدوكم عليكم بل شجّعوا قلوبكم وصبّروها وادفعوا عنها الحزن وتصلّبوا) [ تفسير السعدي ص150 ] ( فالوهن يورث خور العزيمة وضعف الإرادة وانقلاب الرجاء يأساً والشجاعة جبنا واليقين شكّاً ولذلك نُهوا عنه ، وأما الحزن فهو شدة الأسف البالغة حدّ الكآبة والانكسار ، والوهن والحزن حالتان للنفس تنشآن عن اعتقاد الخيبة والرزء فيترتب عليهما الاستسلام وترك المقاومة). [ تفسير ابن عاشور 4/98 ]
    في ضوء ذلك امتدح الشارع الحكيم ثلة من الرّبيين المجاهدين أتباع النبيّين حين نفضوا عن أنفسهم الوهن في تلك المقامات الآنفة الذكر فقال جل شأنه(وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثيرٌ فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين) [ سورة آل عمران 146 ] ومن اللطائف ترتيبها في الذكر حسب ترتيبها في الحصول ؛ فانه إذا وهنت النفوس خارت عزيمتها ، فإذا خارت عزيمتها ضعفت وجاء الاستسلام فتبعته المذلة والخضوع للعدو) [ ابن عاشور 4/119،118 ]
    ( وكلّ أمر مستقر ) ( القمر 3)
    كلّ حدثٍ جارٍ وصراعٍ قائمٍ بين الحق والباطل في هذا الوجود مستقر على سنن ، فيثبت الحق ويزهق الباطل ؛ يصير الحق إلى مصير أمثاله من الانتصار والتّمام واقتناع الناس به وتزايد أتباعه ، والباطل صائر إلى مصير أمثاله الباطلة من الانخذال والانخزال والانهزام وافتضاح أمره وانتقاص أتباعه ، ليثبت الحق ثبوتاً لا زوال معه ، لا لَبس يكتنفه ولا غموض ، وينتهي الباطل ويتلاشى تلاشياً لا ثبات معه بوجه من الوجوه !
    فهذا وعد الله تعالى : والمؤمن المستبصر الواثق يتعامل مع وعد الله على أنه الحقيقة الواقعة ، فإذا كان الواقع الصغير في جيل محدود أو رقعة محدودة ، أو زمان محدود ، أو مكان محدود يخالف تلك الحقيقة ، بمعنى إذا شهد الواقع علوّ أهل الباطل على أهل الحق ، فهذا الواقع هو الباطل الزائل ، الذي يوجد فترة في الأرض لحكمة تمحيصيّة خاصة يريدها الله تعالى ، ثم تكون الغلبة لله ولرسوله وصالح المؤمنين ، فأبشروا وأمّلوا واطمئنوا فهذا هو الكائن – أي انتصارَ الحق وعودةَ الحق السليب إلى أهله - فهذا هو الكائن الذي لا بدّ أن يكون ، ولتكن الظواهر غيرَ هذا ما تكون ! ( في ظلال القرآن – بتصرّف )

  2. #2
    أشكرك دكتور على هذه الكلمات المشجعة , ونصر الله أمتنا على عدونا , والنصر لنا إن شاء الله .
    شاعرة وناقدة

  3. #3
    يبقى الامل في الله كبيرا وفي الامة كذلك.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  4. #4
    Moderator
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    فلسطين - رام الله
    المشاركات
    355
    ألا إنّ نصرَ الله قريب

  5. #5
    أريد ان افهم فقط دكتور دحادحة:هل باتت تقليعة الحرب على المدنيي؟أسوة بما حصل في سوريا؟حرب جبناء.
    لم يعد للروح قيمة.
    إذا كنتَ لا تقرأ إلا ما تُوافق عليـه فقط، فإنكَ إذاً لن تتعلم أبداً!
    ************
    إحسـاس مخيف جـدا

    أن تكتشف موت لسانك
    عند حاجتك للكلام ..
    وتكتشف موت قلبك
    عند حاجتك للحب والحياة..
    وتكتشف جفاف عينيك عند حاجتك للبكاء ..
    وتكتشف أنك وحدك كأغصان الخريف
    عند حاجتك للآخرين ؟؟

  6. #6
    Moderator
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    فلسطين - رام الله
    المشاركات
    355
    هو كذلك أختي رغد ... حرب الجبناء !!!! هي التي تستهدف المدنيين من شيوخ وأطفال ونساء ..... وما يخفي جبنهم أكبر !!!! وربنا الرّحمن المستعان !!!!

المواضيع المتشابهه

  1. (يحدث في غزّة)
    بواسطة عدنان كنفاني في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 09-02-2014, 04:56 PM
  2. .........جيشُ غزّة بدر (1).......
    بواسطة عبدالوهاب موسى في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-12-2014, 07:50 AM
  3. يا قلعةَ الأحرار يا مهدَ الضيا /سورية يا حبيبتي
    بواسطة فاتن علي حلاق في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 04-11-2011, 08:54 AM
  4. ((هزّة ُ وزّة ْ....!! و عزّة ُ غزّة ْ...؟!)) بقلم فادي شعار
    بواسطة فادي شعار في المنتدى فرسان الأدب الساخر
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 02-06-2010, 03:33 PM
  5. جيشُ غزّة بدر..(1).
    بواسطة عبدالوهاب موسى في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 01-03-2010, 01:30 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •