الهند الصديقة لاسرائيل ... التحول ولماذا ..؟!
سميح خلف
عندما نتحدث عن الهند هي غاندي ونهرو وانديرا وراجيف وهي القارة التي تحررت من الاستعمار البريطاني والاقطاع وهي الدولة التي فيها اكثر 85 ديانة ومذهب يجتموعون تحت علم واحد ووطن واحد وهي الدولة ايضا التي انتجت اللف من العلماء في جميع المجالات بعد الاستقلال .
الهند ومنذ استقلالها كانت الصديقة للشعب الفلسطيني بل الى حد ما مشاركه له في صراعة مع الاحتلال الصهيوني لارضة والهند التي رفضت قرار التقسيم الصادر عن الجمعية العامة رقم 181 لسنة 1947م بعد استقلاله بثلاث شهور عام 1947م
عندما نتحدث عن الهند نتحدث عن دول عدم الانحياز بقيادة الزعماء جمال عبد الناصر وونهرو وتيتو التي ظهرت في الستينات من القرن الماضي وترسخت العلاقة بين منظمة التحرير والهند بعد اعترام الثانية بمنظمة التحرير عام 1975م وتوثقت تلك العلاقة في جميع المجالات والمحافل الدولية ومن قم اعطت الهند التمثيل الدبلوماسي الكامل لمنظمة التحرير علم 1982م
اسرائيل والهند :-
- اعترفت االهند باسرائيل عام 1991 في مناخات لحدثين مهمين انهيار الاتحاد السوفيتي ومؤتمر مدريد للسلام بين العرب واسرائيل وبمشاركة منظمة التحرير الفلسطينية حينها اعلن رئيس وزراء الهند نارا سيما راو وفي عام 1992 اقامة علاقات وتمثيل كامل مع اسرائيل وتبادل للسفراء .
- عام 2000 اجتمه رئيس وزراء الهند اتال بيهاري بالايباك الصهيوني في الولايات المتحدة الامريكية بصدد دعم الهند عند الادارة الامريكية وخاصة في صراعها مع باكستان على كشمير .
- بعد الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 انضمت الهند لحلف محاربة الارهاب وبالتحديد بعد العمليات الارهابية التي اصابت مجموعة من الفنادق في بومباي وتبنتها القاعدة عام 2008م
- تعتبر الهند من اكبر المستوردين للسلاح الاسرائيلي وهناك تعاون عسكري وامني بين البلدين وخاص في مجال الانذار المبكر والصواريخ والتكنولجيا الامريكية
- التبادل التجاري بين اسرائيل والهندوالذي يزيد عن 7 مليار دولار
- رأت الهند من توثيق التعاون ومضيه للامام تطويق ايران وخاصة التعاون في مجال الاقمار الصناعية والتجسسية
- رأت الهند في تحولها للمعسكر الاسرائيلي تعاون ذو فائدة وخاصة في صراعها مع باكستان وخاصة ان القوة النووية الباكستانية تعتبراها كل من اسرائيل والهند استراتيجيا تهدد امنهما .
- تعتبر الهند بتوثيق علاقتها الحميمة مع اسرائيل كوسيط مؤثر على الادارة الامريكية والدول الاوروبية
الهند والعرب :-
- بعد غياب القيادات التاريخية للدول الوطنية في الوطن العربي وانهيار الاتحاد السوفيتي وتقسيم يوغسلافيا وغياب نهرو وعبد الناصر وتيتو اصبحت دول عدم الانحياز والتي كانت تقدر 120 دولة تتجه للقطب الاوحد في العالم وهو امريكا.
- كان لمعاهدة كامب ديفيد الاثر الكبير في تغيير في العلاقات الاقليمية والدولية بين الدول العربية ودول العالم وعلاقتها باسرائيل
- دخول منظمة التحرير بمبدأ حل الدولتين وهو اقل من قرار التقسيم الذي رفضته الهند عام 1947م وان كانت الهند قد اعترفت بدولة فلسطين واعلان الاستقلال عام 1988م
- اعتراف منظمة التحرير بقرار 242و338 ومن ثم الوصول لاتفاقية اوسلو عام 1993 م وعلى اثرها تطورت العلاقات بين الهند واسرائيل
- اعتراف منظمة التحرير باسرائيل
- امتنعت الهند عن التصويت في لجنة حقوق الانسان لصالح قرار يدين عدوانها عام 2014 م على غزة
اهمل العرب والفلسطينيين علاقاتهم مع الهند متجهين للسوق الامريكي السسياسي والامني وخاصة الفلسطينيين الذين رموا اوراقهم في المطبخ الامريكي وفقدانهم كاطار سياسي نزعة النضال التي تضمنها وتقرها القونيين الدولية واتجهوا للعمل الدبلوماسي والدولي بدون تفعيل ادواتهم ونضالاتهم على الارض ، وبالتالي الهند هي من احدى الدول المهمة كالصين ايدت الفلسطينيين بتوابتهم السياسية والوطنية وبرنامجهم الذي يعترف باسرائيل وبالتالي اصبح المجال مفتوحا لاقامة علاقات مع الاسرائيليين بل قام اكثر من رئيس هندي ورئاسة الوزراء ووزراء مخابرات ودفاع بزيارات متكررة لاسرائيل وبالمثل قام المسؤلين الاسرائيليين بزيارات مثيلة .
لقد استقبلت الهند رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق أرئيل شارون عام 2003 من قبل رئيس وزرائها في حينه (أتال بيهاري وقد زار خلالها شارون ولاية إقليم (غوجارات) والتقى برئيس وزرائها (ناندرا مودي) حيث أبقى صورة شارون معلقة فوق رأسه ليشاهدها كل من زاره في مكتبه بعد ذلك، وقام بزيارة اسرائيل في العام 2006، و على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك عام 2014 التقى اثنائها رئيس الوزراء الهندي نظيره الاسرائيلي نتنياهو .
اعلنت وزرارة الخارجية الاسرائيلية اليوم 11\1 \2018 ان رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو سيزور الهند لمدة 4 ايام تبدأ من يوم السبت القادم وسرافق نتنياهو130 رجل اعمال و 100 شركة في المجالات المختلفة عسكرية وتجارية وصناعية ،زيارة نتنياهو تبدأ باستقبال رسمي بحضور نظيره الهندي ناريندرا مودي في مقر رئاسة الوزراء، ولقاءات مع عدد من الوزراء والمسؤولين في الحكومة الهندية.
كما سيقام لنتنياهو حفل استقبال رسمي في قصر الرئيس الهندي "رام نات كوفيند" في نيودلهي، وسيشارك نتنياهو في افتتاح مؤتمر "رايزينا"، إضافة إلى لقاء مع الجالية اليهودية في مومباي، ولقاء مع كبار المجتمع الهندي.
لقد خسرنا الهند ... لماذا.... وكيف...؟؟ اعتقد انه من ضمن مركبات الفشل الفلسطيني