19 / 6 / 1431
نُسِّيتُهـا ، لكـنْ سأذكرهـا إذا=أعطيتَني بعض الرضا يا صاحبـي
بعض الرضا لأميط عنـه دونمـا=خجلٍ لثام المستحيل الكـاذبِ
لا يجرمنَّكَ في الرضا شَنَئانُ مـن=يبغونها تمضي خـلاف الواجـبِ
لا تأخُذَنَّـكَ فيـه لومـة لائـمٍ=لأردَّ ما اغتصبتْ عصاةُ الغاصبِ
ولِأفضحَ البهتانَ ، أكشف أمـرهُ=كيلا يمثِّـل دور قلـبِ التائـبِ
صدقتْ مقولة خافقي فـإذا بـه=يُعفي اللحى ويحفُّ شَعْرَ الشاربِ
ذرني ومَنْ نزعَ التكبُّـرُ ريشَـه=وكساه بالتدليس ثـوب ثعالـبِ
دعني أُجرِّعـه الفجيعـةَ حينمـا=يدري بأني ليس يؤمَـنُ جانبـي
لا تحسبَنَّ - وإنْ غفلتُ - فؤادَه=بمفازةٍ مـن حُرقتـي ومتاعبـي
يا صاحبي لا تبتئس ، هي ليلـةٌ=فيها سَيُفْرَقُ كـلُّ حـقٍ غائـبِ
أين الهروب وفي ضلوعي سجنُه؟!=كيف النجاة من الفؤاد الغاضبِ؟!
هي صحوةٌ يا صاحبي فـإذا بـه=من حوله تلتفُّ كـلُّ مصائـبِ
هـي ليلـةٌ لكنهـا ستعـيـده=عقـداً لكيـلا يستـرد مناقبـي
فأذيقه بـأس السكـوت لعلَّنـي=بالصمت أهزم كلَّ صوتٍ صاخبِ
وأذيقه بُعْدي وجفـوة خافقـي=فتفِرُّ من دنيـاه كـلُّ حقائبـي
وأكون مثل الشمس أعلـن أنـه=شتان بيـن مشارقـي ومغاربـي