الإعلام الحديث والفشل في إحداث التغيير/ح1






الصفقة من ثمرات الثورة المصرية
إلى الإخوة المصريين:ثمن جابرييل أكبر بكثير
أهو خريف المشروع الصهيوني؟!
أنقرة وطهران:تكامل وتعاون أم تنافس وتنافر؟ (2/3)
هل سيربح نتنياهو معركة البحر؟!
فورا والآن...سحب القضية من أمريكا
عودة فلسطين إلى مكانها
لمصالحة كمقدمة للثورة
أحلام التميمي وخليل الوزير وخطة أوباما
إلى أشقائنا المصريين:سياسية لا أمنية
في يوم الأرض…إنها الأرض يا ناس
الثورات بين المنطق والخزعبلات
هل سيحتل الناتو ليبيا؟!
كامب ديفيد....الحرية أولا..الحرية دائما
كفى.. كفى.. كفى....لا تحرقوا أجسادكم!
تسونامي تونس
الإعلام الحديث والفشل في إحداث التغيير/ح5(الأخيرة)
الإعلام الحديث والفشل في إحداث التغيير/ح4
الإعلام الحديث والفشل في إحداث التغيير/ح3
الإعلام الحديث والفشل في إحداث التغيير/ح2
الإعلام الحديث والفشل في إحداث التغيير/ح1
من جديد:ماذا يجري في بلاد العرب؟!
النقاش مستمر ...أمريكا
بقي من المشروع الأمريكي:إسرائيل (ج2)
بقي من المشروع الأمريكي:إسرائيل (ج1)
السفارة في جوبا
ويكيليكس...وماذا عن...؟
كلمة السر لحل مشاكل وأزمات العرب
في رمضان: حال العرب مقلق ولا يسر ج5
في رمضان: حال العرب مقلق ولا يسر ج4
في رمضان: حال العرب مقلق ولا يسر ج3
في رمضان: حال العرب مقلق ولا يسر ج2
في رمضان حال العرب مقلق ولا يسر ج1
كلا ..لم أندهش ولم أستغرب
الحرية والاحتلال والبحر
كما قلت لكم:الإمبراطور نتنياهو.....وأحاديث أخرى
عادة لجذورها عميدة المراسلين في البيت الابيض علهم يتعظوا الصحافيين العرب
نتنياهو قد يصبح امبراطور الأرض!
لماذا كَثُر الحديث عن الحرب؟!
كلاكيت 62
المستوطنون يريدون دولة خاصة
Bibi Versus Obama
حتى بوجود أوباما...لا يريدون أمريكا
الأمريكيون مسئولون عن أرواح الضحايا
منتظر الزيدي و«الجيبة فاضية»
تركيا وعودة الهوية من البوابة الفلسطينية
غسان كنفاني...وما زالت جدران الخزان تُدق! 1-2
قلقيلية أخمدت قلاقل «فتح» ((فياض قلب المعادلات الفتحاوية رأسا على عقب)) (4-3)
قلقيلية أخمدت قلاقل «فتح» (1-4)
الانسداد...حربٌ تَلِدُ حربًا
بهذا يمكن جبر العثرات
جابر عثرات الحوار...من يكون؟!
لماذا كَثُر التائهون منهم؟!
حماس...الموازنة بين الموقف وحاجات الشعب
الحوار و دايتون وكلينتون
من جديد عن مصر وحركة حماس
أزمة المرجعية...الحل في انتخابات للمجلس الوطني
...وترجون من الله ما لا يرجون
نهاية التهدئة...هل نحن أمام تفاهمات نيسان فلسطينية؟
من واقع التجارب الطويلة محاولات حشر حماس في الزاوية لها عواقب وخيمة!
المطلوب تشكيل قوى دفاع شعبية لتصدي لهجمات المستوطنين
ما بعد 9/1/2009
هل الأجهزة الأمنية العربية قادرة على تولي هذه المهمة؟!
هل تكون الأزمة المالية في أمريكا سببا في نجاح الحوار؟
موشيه إيلاد يبشرنا بحرب أهلية..فما نحن فاعلون؟
عمليات المقاومة الفردية...نمط جديد أم ردة فعل على وقائع ؟
أليس هناك مساجد في جنين؟!
مأساة العمال في الضفة الغربية...من يكترث ومن يهتم؟!
العلاقة بين مصر وحماس...إلى أين؟!
هل قرر مجلس حكماء صهيون اختيار لفني لرئاسة الحكومة؟!
الضفة الغربية بانتظار غولدشتاين جديد!
تصريحات ماكورماك ...متى نتحدى الفيتو الأمريكي؟!
مجلس حكماء صهيون ....حقيقة لا خيال
أسرانا....عمر نوح وصبر أيوب!
بعد ستين سنة...لنبحث عن التحرر لا عن الاستسلام
هل سيضطر حزب الله إلى الحسم؟!
هل يلعب «الإعلام الحديث» دورا تضليليا ؟
المقاومة الشعبية خيار أم شعار؟!
لماذا توقف عناصر الأمن الفلسطيني عن مواجهة الاجتياحات؟!
عماد مغنية...قدر الأحرار
جدار برلين وجدار رفح...رؤية عادلة
هل أراد “إخوان الأردن ” الخسارة؟!
بين مؤتمر مدريد واجتماع أنابوليس...تغيرات وتبدلات
الإنسان الفلسطيني يشعر بالحرج بل العار أمام العالم!
تحية رمضانية عطرة للدكتور غازي حمد
وهل الضفة الغربية “كيان صديق” ؟!
الصهيونية هي الضمان للنصر والحرية!
نعم...هذه المرة شكر و تهنئة للعماد ميشال عون
د.رياض المالكي...سبحان مغير الأحوال!
أمل + حزب الله = فتح + حماس ؟!
في سبيل الوحدة والخلاص شرعية المقاومة خير وأزكى للجميع
وافلسطيناه...وانكبتاه...واتغريبتاه!!!
بانتظار فينوغراد العربي!
عباس يحتضر سياسيا ولا سيطرة فعلية له على <<فتح>>
كيف تصبح مشهوراً؟!
المتاجرة بالآلام والآمال
كي يسير المركب : المطلوب <<تثبيت المطالب>> من حماس
حاجة حماس إلى السياسة وحاجة المقاومة لحماس
العام الجديد والمستحيل فلسطينيا
وهل استقالة الحكومة تحل المشكلة؟!
في أواخر تسعينيات القرن الماضي وصلت إلى بريدي الالكتروني رسالة/مقال من الكاتب العراقي المقيم في لندن «أحمد الكاتب» وكانت هي أول رسالة تحمل مقالا من أي كاتب تصل إلى صندوق بريدي الإلكتروني،وليس كما هو حال هذا الصندوق حاليا والذي يعج بالرسائل الإلكترونية التي تحمل مقالات وأخبارا وتقارير وإعلانات من شتى أنحاء الأرض...كان الصندوق يتلهف لأي رسالة مهما كانت لدرجة أنني كنت أعيد قراءة الرسالة مرات متكررة؛نظرا لشحّ ما يصل إلي من رسائل في ذاك الوقت.


مقال الكاتب «الكاتب» كان بعنوان لا أتذكره كاملا ولكن أتذكر الجزء الأهم منه:«الإنترنت تفتح الملفات النائمة في البلاد العربية...» وفحوى المقال هي أن شبكة الإنترنت ساهمت في تفعيل النقاش حول كثير من الأمور في البلاد العربية والتي كانت غائبة بل مغيبة مثل الديمقراطية وغيرها..ومرت السنوات وازداد تفاعلي مع الانترنت وارتفع عدد مستخدمي هذه الأداة في العالم عموما وفي عالمنا العربي خصوصا أضعافا وأضعافا يضاف لها أضعاف!


وكثرت التحليلات والمقالات والدراسات والندوات التي تؤيد ضمنا ما جاء في مقالة «أحمد الكاتب»،من دور شبكة الإنترنت ووسائل الاتصالات والإعلام الحديثة الأخرى كالفضائيات في زيادة الوعي وتفاعل الجمهور مع القضايا العامة وظهور أصوات جديدة وإنتاج ثقافة شعبية موازية،وانتهاء عصر الجدار أو الستار الحديدي في العالم وكيف أن المعلومة تجد طريقها إلى صاحبها المعني بها أو المستهدف منها رغم كل الحواجز الجغرافية والإجراءات الأمنية.


لكن النتيجة الحقيقية وبعد سنوات طويلة نسبيا تؤكد أن المتفائلين أفرطوا في تفاؤلهم،عربيا،فلا نمط تفكير جديد وبنّاء ساد بلاد العرب،ولا الاستبداد اندحر


أو تراجع،ولا التغيير الايجابي المنشود تحقق،ولا حتى بقي الوضع السيئ الذي كان بل انتقل وينتقل بسرعة كبيرة نحو الأسوأ!


وأنا حين أطرح هذه النتيجة لا أهدف إلى الحصول على درجة علمية ،أو إثارة قضية للنقاش،أو اتباع نظرية خالف تعرف؛بل أعبر عن حالة إحباط،وشعور بالأسى والمرارة،وأيضا رغبة في دعوة من تفاءلوا وما زالوا على تفاؤلهم القديم إلى إعادة دراسة الوضع من جديد وتحت عنوان:كان تفاؤلنا مبالغا فيه...لقد فشلت الفضائيات والإنترنت في إحداث تغيير ايجابي حقيقي يمكن البناء عليه في المجتمع العربي!


كان المتفائلون،وربما كنت واحدا منهم،مع تحفظ قد يكون من طبيعة شخصيتي،يبشرون الجمهور بأن العصر الحديث هو عصر المعلومات،وبأن النظم تضع أيديها على قلوبها ولا تدري ما الذي تفعله أمام سيل المعلومات الجارف،ولم يعد بإمكان النظم الاستمرار في الاستغفال الطاغي لعقول الناس،لأنها وباختصار شديد لم تعد مصدر المعلومات الأول أو الثاني أو حتى العاشر،فهناك مصادر كثيرة أخرى ولم تعد صحف النظم ومحطات تلفزتها المحلية وإذاعاتها الرسمية ذات صلة بالمواطن الذي وجد ضالته في وسائل أخرى،وبات يشبع غريزة المعرفة لديه من حيث شاء هو،لا من حيث تريد وزارة الإعلام في بلده أو من جعلوا أنفسهم قيمين على عقله وتفكيره عنوة؛والآن أصبح المواطن مطلق الحرية في تكوين الرأي،بل المساهمة في وضع الحدث أو الخبر والتفاعل مع مختلف القضايا،ولديه الوسيلة والتقنية ليرى ويسمع ما يريده وما يناسب ذوقه وليس ما يريده النظام أو الحزب أو المشرف الإعلامي...هذا جزء يسير مما ردده المتفائلون ومازالوا عن دور الإعلام الحديث ووسائل الاتصالات في قلب حال المواطن المسكين.


وقد قسمت مقالتي الداحضة لرأي المتفائلين إلى حلقات لأن الموضوع يحتاج لشيء من التفصيل،وقبل الانتقال إلى مناقشة حال الإنترنت والفضائيات عربيا،أحب أن أضع ملاحظات عامة حول تعامل النظم،عموما،مع الإعلام الحديث والثورة التكنولوجية،رغم أن كل قطر تعامل بطريقة قد تبدو مختلفة عن الأقطار الأخرى،وذلك كي لا يظل المتفائلون غارقين في أحلامهم الوردية،وأوهامهم الطموحة في تغير المضمون الذي حسبوا أنه قد تغير،بينما الشكل هو ما تغير وبقي المضمون على حاله،كما هو قبل الانترنت والفضائيات وقد مر تعامل النظم مع الإعلام الحديث بالمراحل التالية:-


أولا:مرحلة الارتباك والانزعاج


لا شك أن النظم السياسية قد شعرت بنوع من الارتباك أمام هذا التطور النوعي والكمي في المعلومات وحجمها وسرعة نقلها وإمكانية وصولها،ومن الطريف أن الارتباك قد أصاب أيضا من كانوا يحتكرون الإعلام سواء برغبة وتخطيط أم بطبيعة الظروف التي كانت سائدة،حتى لو كانوا على خلاف وعدم تطابق مع النظم السياسية؛وهذا الارتباك كان مصحوبا بالغضب والحنق لأن النظم أصبحت تسمع وبوضوح صوتا آخر غير صوتها،وترى رواية أخرى مغايرة لروايتها،ورغم أن الأصوات والروايات الجديدة كانت معروفة إلى حد ما، إلا أنها انتقلت بفعل الإعلام الحديث من السر إلى العلن؛تماما كما في قصة الحلاق الذي اطلع على سر الأمير الذي له أذنين كبيرتين وكتم سره خوفا على رأسه الذي خاف أن يطير بسيف الجلاد،كما هدده وتوعده،فذهب لأنه لم يحتمل كتمان سرّ أذني الأمير الكبيرتين،إلى حفرة في فلاة وأخذ يصرخ في هذه الحفرة بما يعلم...وبعد مدة هطل المطر ونبتت أعواد القصب في الحفرة واصطنع راع منها الناي الذي أخذ يصدر لحنا يشي بالسر الخطير،مما اضطر الأمير إلى الكشف عن رأسه للعامة ليروا أذنيه الكبيرتين؛وهذا حال الإعلام الحديث مع الأنظمة؛فلم يعد الزمان يسمح بالنشرة الإخبارية المكرورة ولا الصحيفة التي لو راجعت أرشيفها لوجدت نفس المحتوى، وعليه سلمت النظم،على مضض،بالوضع الجديد من حيث أن ثمة أصوات وآراء أخرى؛وانخرطت بطريقة طفولية في التكنولوجيا الجديدة بتحويل محطات تلفزتها المحلية إلى البث الفضائي وبإنشاء مواقع على شبكة الإنترنت لصحفها الحكومية ووكالات أنبائها الرسمية،بنفس النمط القديم والصياغات التي عفا عليها الزمن.


ثانيا:مرحلة ردّات الفعل العنيفة


أمام السيل الجارف كانت هناك ردات فعل اتسمت بالتشنج والعنف الأمني أو الكلامي والإجرائي؛فبعض الدول لم تسمح ولسنوات لمواطنيها باقتناء الصحون اللاقطة للبث الفضائي،فكانت بعض الصحون تهرب وتباع بأسعار مرتفعة،كما لجأت بعض الدول إلى أسلوب حجب مواقع انترنت معينة،رغم أنها تعلم أن ثمة برامج مجانية يمكنها تجاوز البروكسي وتمكين المتصفح من دخول المواقع التي تم حجبها،وهناك دول لجأت إلى جعل النفاذ إلى شبكة الانترنت في أماكن معينة تشرف عليها.


وقد عمدت العديد من الدول إلى إغلاق مكاتب لفضائيات واعتقال مراسلين،وقدمت البعض إلى المحاكمة،وكما نعلم فقد نالت قناة الجزيرة النصيب الأكبر من المضايقات.


وضمن ردّات الفعل الارتجالية أوعزت النظم لصحفها وكتبة أعمدتها ومتحدثيها بالهجوم على الإعلام الجديد الذي يحمل نقدا أو معارضة لها أو كشفا لبعض أسرارها ،من قبيل رمي التهم الجاهزة بالعمالة للإسرائيليين والأمريكيين والحصول على تمويل منهم،وأوعزت لبعض خطباء المساجد بالتشكيك في الإعلام الجديد وتقنياته من باب أنه موقظ للفتنة،ووجوب اعتزال هذه الوسائل إلا بما يفيد وما يفيد هو الذي يتجنب التعرض للأنظمة وممارساتها حسب هؤلاء.


وقد اكتشفت الأنظمة باكرا أن هذه الدعاية المضادة القائمة على الاتهام والتشكيك والغمز واللمز غير مفيدة؛لأن النظم –بمعظمها- مرتبطة بعلاقات متينة مع أمريكا،وبعضها يقيم علاقات مع إسرائيل بمستويات مختلفة،وأن شغف الناس وولعهم بمواكبة ومتابعة الإعلام الجديد يفوق أي دعاية مضادة أو هجوم أو اتهام فانتقلت لمرحلة أخرى....يتبع