في داخلنا تكمن مجموعة من المشاعر تقلبنا وتتقلب بنا كفصول السنة الأربعة
فأحياناً نحترق كرمال الصيف وأحياناً نبتهج كورد الربيع وأحياناً نثور كرياح الشتاء وأحياناً نجف كأوراق الخريف
شعورٌ بالفرح
ما أجمل أن تتذوق قلوبنا طعم الفرح ... فالشعور بالفرح في هذا الزمان
أصبح كالأمنية البعيدة المنال ... نراها ... ونترقبها بلهفة ... ونسعى جاهددين إلى الوصول إليها
ومع هذا ... ففي معظم الحالات لا نصل إليها ... وإذا ما وصلنا يوماً إلى شعور الفرح فإنه لا يدوم طويلاً
ترى ... لماذا عمر الفرح كعمر الزهور ... فكلاهما يذبل ... سريعاً ؟
شعورٌ بالأمل
ما أروع أن نحيا بالأمل ونمتلئ به
فلولا الأمل لتشوهت المساحات البيضاء في داخلنا
وفقدت مساحات الارض الخضراء ... لونها في أعيننا
وأصبح الحزن بلا نهاية ... وأصبح اليأس كالنار الثائرة ... تلتهم أحلامنا
شعورٌ بالحزن
أشياء كثيرة تسقي غابات الحزن في داخلنا ... وتزرع الألم في أعماقنا
فتتحول مع الوقت الى أشباح متعطشة للفرح ... نرسم دوائر الفرح بدخان أحزاننا
نبحث في ظلمة الأيام عن رغيف فرح يصلب مقاومتنا ... ويجنبنا ألم السقوط ومرارة الإنكسار
ترى ... من منا يعشق الأخر ... نحن أم الحزن؟
هل نحن بالفعل أمة حزينة تهوى البكاء على الأطلال
شعورٌ بالحنين
آآآآآآآآآآآآآآآآآه أيها الحنين ... كم من مرة طرقت مدائننا المظلمة
وكم من مرة فتحت دفاترنا المغلقة ... وكم من مرة أعدت الزمان في قلوبنا
وكم من مرة جددت الصور في أعيننا ... وكم من مرة أعدتنا إلى أول الجرح ... وأول الألم وأول الضياع
وكـم من مرة باغتنا ... وكـم من مرة هاجمتنا ... وكـم من مرة هزمتنا ... وكـم من مرة كسرتنا ... فأبكيتنا
شعورٌ بالغربة
قد تكون الغربة وطناً ... تماماً كما قد يكون الوطن غربة
فالغربة الحقيقية هي ذلك الشعور بالوحدة
هي رقعة الضياع المتسعة في داخلك
هي بقعة الأمان المستعمرة في أعماقك
هي عجزك عن التأقلم مع الأرض ومن عليها
هي إختناقك برغم الهواء
هي قيودك برغم الحرية
هي إحساسك المرعب بأنك لاتمت إلى الأشياء حولك بصلة
بإختصار ... الغربة هي موتك البطيء ... بينك وبين نفسك
شعورٌ بالصداقة
إحساس أكثر من رائع أن تمد يدك وتجد من يصافحك بحب
وتفتح قلبك وتجد من ينصت إليك بصدف ... وتصرخ وتجد من يستقبل صرختك بإخلاص ... وتبكي وتجد من يجمع حبات دموعك بوفاء
فالصداقة كالقناعة كنز لا يفنى ... بشرط أن لا تكون العملة مزيفة
شعورٌ بالحب
يقوم ببطولته رجل وامرأة
يتقاسمان الأحلام والخيال والفرح والحزن
ويبحران نحو المجهول ... وقد يكون هذا المجهول نهاية جميلة ... وقد يكون مأساة
شعورٌ بالظلم
إحذروا الظلم ...
فالظلم ظلمات يوم القيامة
لونه أسود كالليل ... طعمه مر كالعلقم
يحتسيه المظلوم قطرة قطرة .. ويدخل في متاهة من القهر والالم ... يتخبط فيها كالاعمى
ولا حيلة له سوى الدعاء ... ودعاء المظلوم ضربة القدر للظالم
فهي الدعوة التي لا ترد ... يقول لها عز وجل * وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين *
محبـــــــــــــــكم
كــــــــــــــ المصرى ــــــــــــرم