الآثار السمية للجرعة الدوائية الزائدة
1/6/2008
حتى الآن لا زالت التسممات الدوائية بالجرعة المفرطة بالدواء أحد أكبر المشاكل التي تعاني منها حتى أكثر الدول المتقدمة.
وهذا التسمم يكون نتيجة تناول جرعة مفرطة من دواء مسكن كالتسمم بالكوبروكسيمول
(ديكستروبروبكسيفين- باراسيتامول)co-proxymol أو التسمم بالسيتامول لوحده أو بمضادات الاكتئاب الثلاثية الحلقة أو بالساليسلات .إلخ).
والمشكلة الكبيرة في هذه الأدوية عند تناول جرعة زائدة منها لا يمكن عكس تأثيرها ، ففي بريطانيا تم إحصاء وفيات المرضى الذين تناولوا جرعة زائدة من الأدوية في أحد الأعوام ، وكانت الحصيلة كما يلي:
184 مريض توفوا لأنهم تناولوا جرعة زائدة من(كوبروكسيمول) co-proxymol .
10 مريض توفوا بالباراسيتامول.
19 مريض بالأسبرين.
67 مريض بالاميتريبتيلن /مضادات اكتئاب/.
وإن حوالي 80% من الوفيات الناتجة عن الجرعة الزائدة تحدث خارج المستشفى والمراجعين للمستشفى هم حوالي 1%.
وفي حالات أخرى يكون التسمم الدوائي متعمداً ومحاولة لإثارة الانتباه وإيماءات للانتحار.
ومن ناحية أخرى إن وصف أدوية شديدة الفعالية ولو بجرعة واحدة يجعل المرضى عرضة للتسمم بالجرعة الزائدة. و من أكبر المشاكل التي يعاني منها أطباء المستشفيات ، مراجعة المرضى فاقدي الوعي دون معرفة العقار الذي تم تناوله وهنا لابدّ من الإسراع بإجراء فحص سريع وسريري وإجراء فحوصات دموية كسكر الدم والبولة والكرياتينين.
على سبيل المثال المرضى الذين تناولوا جرعة زائدة من الباراسيتامول لا تظهر الأعراض عليهم بشكل ملحوظ.
أما عند تناولهم جرعة مفرطة من الباراسيتامول مع الكحول عندئذ لا بد من الإسراع بإعطاء المريض مضاد للتسمم/استيل سيستيئين/ وقياس تركيز الباراسيتامول في البلازما بشكل متتابع عندما يكون هنالك شك بنوع المادة المسببة للتسمم وخاصة إذا كان المريض في حالة غيبوبة عندئذ يجري التنظيف المعدي ويتم إجراء فحوصات دموية للمريض.
وأحياناً يعطى المريض شراب عرق الذهب عن طريق الفم ، و يستخدم عادة في الإسعاف المنزلي بكثرة في أمريكا ، في حين يمنع استخدامه في المملكة المتحدة وهو مركب عشبي أهم عناصره هي الاميتين والسيفيلين وهي تعمل كمنبهات مباشرة لجهاز الأمعاء وتحرض مركز التقيؤ النخاعي من خلال مستقبلات 5HT3 المركزية لذلك يعتبر شراب عرق الذهب فعالاً في الحث على التقيؤ في أكثر من 90% من المرضى خلال 30دقيقة من إعطائه.
ولكن يبقى تنظيف المعدة والأمعاء /غسيل المعدة/ هي الطريقة المثالية في إفراغ المعدة ولكن يشترط أن يكون المريض غير فاقد للوعي ويجب أن يتم خلال ساعة إلى ساعتين من تناول الجرعة الزائدة.
إلا أن هنالك حالات من التسمم التي لا يمكن تطبيق هذه الطريقة معها مثلاً عند تناول جرعة زائدة من الساليسيلات أو جرعة زائدة من مضادات الاكتئاب الثلاثية الحلقة ينصح عندئذ أن يستخدم الفحم النباتي عن طريق الفم لتخفيض الامتصاص.
كما أن غسيل المعدة غالبا ما يكون خاطئاً عند التسمم بمواد قلوية وحموض فالعملية تسبب ثقب الرغامى أو حتى تحريض التقيؤ.
من الأدوية التي يتم تناول جرعات زائدة منها /البنزوديازيبين/ والمسكنات القوية والكحول والتسمم بها يسبب غيبوبة وهبوط غير سوي في ضغط الدم.
ومضادات الاكتئاب والامفيتامين الذي يؤخذ لزيادة النشاط الفكري فيؤخذ منه جرعة زائدة فيصاب المتسمم بأرق وفرط توتر وحمّى.
ويحدث أيضاً تسمم غير متعمد بالساليسيلات التي تؤخذ كمسكنات عامة (الأسبرين) وعندئذ يصاب المريض بطنين بالإذن وتنفس زائد وحمّى وتعرق.
معالجة التسمم الدوائي:
إن الطريقة الشعبية المستخدمة لتخفيض امتصاص الدواء /السم/ بدلاً من غسيل المعدة هو عن طريق استخدام الفحم النباتي الذي يمتص الدواء من الأحشاء ومن أجل أن يكون فعالاً فإن كميات كبيرة من الفحم النباتي مطلوبة على نحو عشرة أضعاف كمية السم التي تناولها المريض وإن ارتباط الفحم النباتي بالعقار عن طريق الامتصاص غير محدود ويمكن أن يقوم الفحم النباتي بإخماد أي ترياق فموي تم إعطائه لمعالجة التسمم.
ويعطى في حالة التسمم بالساليسيلات و الكاربامازيبين و الباربيتورات والتيوفيللين..إلخ لأنه من المعروف أن هذه الأدوية تنتشر بشكل غير فعال في مجرى الدم إذا كان الفحم النباتي موجوداً بكمية كافية في الأحشاء، كما أن غسيل الأحشاء باستخدام محاليل الكترونية ربما تكون نافعة عند تناول كميات كبيرة من المستحضرات الطبية/ حديد- مخدرات- أقراص ليثيوم.. إلخ).
ومن الممكن استخدام الملينات أيضاً
أخبار عرب نت