ازدهرت الحركة الشعرية في الاردن خلال السنوات 1990-2006، إلى درجة لم تعد معها وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية قادرة على استيعاب معطياتها، ولم تتمكن الحركة النقدية من تقييم انتاجها، وما زال الشعراء يتكاثرون، وقصائدهم ودواوينهم تزداد، والمكتبة الأردنية والعربية، تزداد بها غنى وثراء، وقد ترتب على تلك الكثرة والغزارة، تجاوز للمجال الحيوي الشعري لدينا، واعادة اصدار بعض الدواوين عن دور نشر عربية أو أجنبية.
ولتبرير غزارة الانتاج الشعري في الأردن، والتي أصبحت ملفتة للنظر، يقال ان المناخ العام، وخاصة بعد حرب الخليج، هو مناخ سلبي على المستويين الذاتي والموضوعي، وأن هذا المناخ هو أحد العوامل الضاغطة على الكاتب الذي يلجأ للتعبير عن تلك المعاناة بالشعر الذي لا يخلو من روح رومانسية ذات طابع شاك ورافض، ويقال أيضا ان الشعر هو الفن «ذي الحيط الواطىء» الذي يمتطيه الجميع، علما بأننا رغم كثرة عدد شعرائنا، لم نرتق بعد إلى مستوى بعض الأقطار، التي تشتهر نسبة عالية من سكان بعض مدنها بكتابة الشعر، ونؤكد هنا ان لدينا كما هائلا من الأسماء والقصائد والدواوين، التي ما يكاد يختفي بعضها، حتى تولد أسماء جديدة، وأن هناك تجاوزا للأجيال والاتجاهات الشعرية على خارطة التواصل من الرواد إلى الشعراء الجدد، ونضيف أيضا : ان الحالة الشعرية الجديدة في الاردن، شهدت حساسيات أدبية ضاغطة على الأنا الشعرية، «بدأت تترك أثرها على جبهة حوار الأشكال الشعرية، المتمثلة في قصيدة الشطرين الخليلية، وفي قصيدة التفعيلة التي نقلت الحداثة الشعرية الى نهايتها منذ الأربعينيات واوائل الخمسينيات، وفي قصيدة النثر التي أخذت تتبلور بل وتفرض وجودها الخاص على الخارطة الشعرية في المملكة»، هذا بالاضافة إلى تنوع الأشكال الشعرية، وتعبيراتها الفنية، وحضور الاتجاهات والتيارات الشعرية المتعددة والمختلفة على خارطة الحركة الشعرية المتواصلة من حيث الرؤيا والأنساق الشعرية، والوصول إلى موقع وسط بين المتحمسين لرؤيا الحداثة الشعرية ومطالبها الشكلية والنصية المبالغ فيها، وبين المتحمسين للروح الكلاسيكية المعتمدة على ايقاع وموضوع واضحين ومعروفين سلفا.
وثمة من يغادر كل ما هو متعارف عليه في عالم الشعر، ليتحرر من القيود الفكرية والفنية التي طوقت حياته، معتمدا على النضج والتميز الفني الذي يمتلكه، والذي يؤهله لتجاوز البدايات، وقد تمكن عدد من شعرائنا من إلصاق سمة الخلود بالكثير من النصوص الشعرية المرتبطة بقدرتهم على بسط السلطة الزمنية المطلقة على الواقع الانساني عبر تشكله المادي والمعنوي في الزمان المحدد، والمكان المحدد لسلطة قراءته.
قراءة ببلوغرافية
وهنا نؤكد أن هذه القراءة الببليوغرافية في سلالة الشعر الأردني، وفي تعاقب الأجيال الشعرية، عبر حقب زمانية متتالية، ستبقى قاصرة عن الاحاطة بأسماء كل شعرائنا، أو عناوين دواوينهم، وذلك بالنظر إلى كثرتها، ومؤكدين منذ البداية أيضا، على رفعة ومكانة الشعر المعاصر في الأردن، بدليل أن الشعراء الأردنيين، من أكثر الشعراء العرب تفوقا في المهرجانات الشعرية العربية، ومن أكثرهم حصولا على الجوائز المرموقة، وأن معطيات حركتنا الشعرية كبيرة في الواقع، لكنها إعلاميا تعاني من التهميش والغياب، أي انه توجد لدينا حركة شعرية متألقة ومشتعلة على أرض الواقع، غير انها تعاني إلى حد ما - من الدفع نحو الظل والظلام، الأمر الذي دفع د.وليد سيف، إلى أن يطلب في إحدى محاضراته في قسم اللغة العربية في الجامعة الأردنية، من شعرائنا المحليين، أن ينشروا خارج الاردن، وبعد أن يشتهروا هناك، يتوجهون للإعلام الداخلي، الذي سيتلقفهم، وينشر لهم، ويشيد بتجربتهم.
وفيما يلي بعض الظواهر والدلالات المرتبطة بمسيرة الحركة الشعرية الأردنية:
1. فقدت الساحة المحلية عددا كبيرا من الشعراء المحليين منهم: ابراهيم عياد، ابراهيم المبيضين، أحمد ابوعرقوب، احمد المصلح، أحمد يوسف المقدادي،ادوارد حداد، أديب نفاع، الياس جريس، أيوب طه، تيسير سبول، جميل ذياب، حسن بكر العزيزي، حسني زيد الكيلاني، حسني فريز، خليل زقطان، راضي عبدالهادي، رجاء ابوغزالة، رفعت الصليبي، سعيد العيسى، سلامه شطناوي، سليمان عويس، شكري شعشاعه، شمس الدين عبدالرزاق الشيشاني، صبحي القطب، ضياء الدين الرفاعي، عبدالحميد الانشاصي، عبدالرحمن الكيالي، عبدالرحيم عمر، عبدالفتاح حياصات، عبدالفتاح كواملة، عبدالله أبو وردة، عبدالله بن الحسين، عبدالمنعم الرفاعي، عفيف النوباني، علي الدلاهمة، علي فودة، عيسى الناعوري، فتحي الكواملة، فؤاد الخطيب، ماهر الأعرابي، محمد ابوغربية، محمد القيسي، منور قبلاوي، ويوسف الرفاعي.
ويلاحظ عبر مسيرة الشعر الأردني، أن بعض العائلات، تعتبر انجاز الآباء الشعري ملكا خاصا، يسعون إلى إخفائه وعدم تسليط الأضواء عليه، وهنا نذكر بالخير، كل من يعملون على طبع ما لم يطبع من إنتاج آبائهم، ومنهم د. سلطان القسوس الذي يعمل على إصدار شعر والده «نجيب القسوس»، بالتعاون مع أسرته، كما نذكر بالخير كل الذين لم يقوموا ببيع مكتبات الآباء، او إحراق ما فيها من إبداعهم، أو من مؤلفات لهم ولغيرهم.
ونشير هنا إلى قيام المؤسسات الرسمية والأكاديمية، وبعض مؤسسات المجتمع المدني، باقامة احتفالات لتكريم الشعراء الأحياء، الأمر الذي فعلته جامعة مؤتة مؤخرا حين كرمت الشاعر يوسف العظم.. والراحلين، الأمر الذي فعلته رابطة الكتاب الأردنيين حين أقامت غير ندوة علمية عن شعراء راحلين.
2- ان بعض الشعراء المحليين كانوا وما زالوا يكتوون بنار الغربة في أرجاء متفرقة من المعمورة، وقد بدت الغربة في قصائدهم، وأثرت في شعرهم، منهم: أمجد ناصر، محمد عرموش، د.راشد عيسى، يوسف الديك، عمر شبانه، جميل ابوصبيح، مأمون حسن، رياض عبدالفتاح، جمال إخميس، د.عبدالله الشحام، راضي صدوق، عدنان عيسى، قصي اللبدي، أحمد غطاشه، محمود رقبان، فيصل جرادات، حيدر البستنجي، خالد أبو خالد، غسان زقطان، رياض سيف، عاطف الفراية، علي العامري، محمد شلال الحناحنة، عيسى بطارسة، عمر أبوسالم، يوسف عزالدين صلاح.. وذلك بعد أن عاد للملكة : غازي الذيبة، يوسف أبولوز، وغيرهما.
3- شهدت المملكة في السنوات الأخيرة نقلة حضارية على صعيد الشعر، تمثلت في قيام أمانة عمان الكبرى بتأسيس الدائرة الثقافية وتعيين الشاعر عبدالله رضوان مديرا لها، وإقامة الامانة أيضا «بيت الشعر الأردني» وتعيين الشاعر حبيب الزيودي مديرا له، ثم قيام بلدية اربد بتأسيس دائرة ثقافية، وتعيين الأديب هاشم غرايبة مديرا لها، وقد علمنا أن شعراء الشمال يحظون بجل اهتمامه، ثم قيام نقابة الأطباء، بتأسيس جمعية الأطباء الشعراء، وقيام نقابة المهندسين بإصدار ديوان «شعراء مهندسون»، وفي السياق نفسه أصدرت مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري معجما في طبعتين، كان للشعراء الأردنيين الحظ الأوفر فيه، وقريبا ستصدر المؤسسة نفسها، معجما للشعراء الراحلين، سيكون لشعراء الأردن الراحلين مكانة مرموقة فيه ايضا، كما أصدر الشاعر راضي صدوق موسوعته الشخصية للشعراء العرب، كان للشعراء الأردنيين فيها أيضا مكانة خاصة. وعدا عن دور الجامعات في إنجاب الشعراء، وفي رعايتهم ومواكبة انتاجهم، فقد أنجبت الحياة الأكاديمية شعراء كثر من مثل: د. ناصرالدين الأسد، د.احسان عباس، د.ابراهيم السعافين، د.محمد عصفور، والراحل د.محمود ابراهيم.
الرسائل العلمية
كما اتجهت بعض الجامعات الأردنية في السنوات الأخيرة، لتكليف بعض الطلبة بإعداد رسائل ماجستير أو دكتوراه عن شعراء بعينهم، وهنا نشير إلى أن الشعر الأردني حظي (إلى جانب غيره من الأجناس الأدبية والفكر) باهتمام مركز الدراسات الأردنية في جامعة اليرموك، الذي أصدر عدة كتب تتضمن أسماء الشعراء الأردنيين، وعناوين قصائدهم المنشورة في الصحافة المحلية، مع التوثيق اليومي، غير ان المركز توقف عن ذلك، منذ سنوات، الأمر الذي ألقى عبئا على عاتق الدارسين ليعودوا بأنفسهم للصحف.
كما دأبت وزارة الثقافة، والدائرة الثقافية في أمانة عمان، على إعادة نشر بعض الدواوين الشعرية التي أصدرها رواد الحركة الشعرية المحلية قبل الربع الثالث من القرن الماضي.
وفي السياق نفسه أيضا، بدأت رابطة الكتاب الأردنيين، عدا عن اهتمامها شبه اليومي بالشعر وغيره من الأنواع الأدبية، بالاهتمام باليوم العالمي الذي خصصته اليونسكو للشعر، فصارت تصدر من خلال مقررها طارق مكاوي، والشاعر حسين جلعاد، بيانات حول أهمية ذلك اليوم، وفي الوقت نفسه، تقيم فيه احتفالات.
كما ان المهرجانات الشعرية التي تقام سنويا، وتحمل أسماء عدد من المدن الأردنية من مثل : مهرجان جرش، مهرجان الفحيص، مهرجان الأزرق، مهرجان «شبيب»، مهرجان مؤتة «مجمع النقابات»، جميعها تتكىء على الشعر، وتستضيف كبار الشعراء المحليين والعرب.
4- ان في عناوين بعض القصائد والدواوين التي تصدر بشكل شبه يومي، وفي الاهداءات التي تتصدر معظمها، قدرا من الفنية العالية حينا، وقدرا من الغموض والابهام في أحيان أخرى، وخاصة حين يحشر بعض الشعراء أنفسهم في غياهب بعض الألفاظ المعوجة، والفرقعة اللغوية، ليثبتوا لقرائهم انهم يستطيعون أن يقدموا لهم تراكيب غريبة وعجيبة تحت طائلة التجديد والحداثة، والجدير ذكره ان بعض القصائد تنشر دونما عنوان، أو على رأي راشد عيسى الذي عنون أحد دواوينه: «في عينيك عنواني». وفي بعض القصائد والدواوين، تكثر النقاط، أو مساحة البياض، التي تبحث عمن يأتي ليملأ الفراغ فيها، وليكمل المشهد كما يشتهي.
5- ان بعض النصوص والاسماء الشعرية استأثرت بعناية وانتباه نقدي أكثر من بعضها الآخر، كما ان ثمة شعراء اعتادوا على كتابة «البحث» الشعري، فهم يأخذون مقطعا شعريا من هنا، ومقطعا آخر من هناك، ثم يدمجونها، ويقدمونها للقراء على اعتبار انها من شعرهم، وقد تم وصفهم بأنهم مدعون، و يتكلمون بغير ألسنتهم.
شعراء ونقاد
بعض الشعراء لا يكتفون بإجراء حوار مع الواقع بشكل مباشر في قصائدهم، وانما عن طريق الواسطة، أي من خلال نصوص أخرى، فيظهر وقوعهم في ظل بعض الصروح الشعرية العالية، والتبرير السريع لذلك هو ما يسمونه بالتناص، أو التلاص، كما لن ثمة شعراء عملوا على اصدار أكثر من كتاب نقدي عن مجمل شعرهم، بل ان الشاعر محمد سمحان، اعتاد حين يكتب عن ديوان لشاعر، أن يكون عدد الصفحات التي يكتبها، أكثر من عدد صفحات الديوان. كما لجأ بعض الشعراء في السنوات الأخيرة لكتابة ونشر شهاداتهم الشعرية في كتب مستقلة مثلما فعل د.عزالدين المناصرة،وشهلا الكيالي، أو في كتب مشتركة، الأمر الذي تبدى في كتاب وزارة الثقافة «الشعر المعاصر في الأردن» المتضمن 4 شهادات للشعراء: أمجد ناصر، طاهر رياض، د.محمد مقدادي، أحمد دحبور.
6- وفي سياق التداول اليومي للشعر، يتضح ان الصحافة سرقت الكثير من الشعراء المحليين من مثل: حازم مبيضين، د.محمد ناجي عمايرة، جعفر العقيلي، باسل رفايعة، يوسف غيشان، مؤيد ابوصبيح، هشام عودة. كما أن بعض الأمسيات الشعرية، تشير الى علاقة مرتبكة الجمهور، بعض الجماهير تحب الشعر المباشر، وتصفق له، أما الشعر الأقوى جماليا وفنيا، فقد لا يجد من يستوعبه.
وفي السياق ذاته، نقول ان الجمهور المحلي يحظى بين آونة وأخرى بزيارة بعض الشعراء العرب للمملكة، والملاحظ أن لهؤلاء الشعراء العرب جمهورهم، وان كانت مؤسسة عبدالحميد شومان، ودارة الفنون رائدتين على هذا الصعيد، فإن الجمهور الكثيف الذي أصغى للشاعر العراقي عبدالرزاق عبدالواحد في مجمع النقابات مؤخرا، يقدم دليلا آخر على أن للشعر، ولبعض الشعراء، جمهورهم.
ونؤكد هنا أن بعض الشعراء أمضوا عشرات السنوات في ميدان الشعر، دون أن يتمكنوا من تكوين قاعدة شعبية لهم، كالتي كونها شاعر شعبي مثل عمر الفرا على سبيل المثال من خلال قصيدته «حمدة». وفي السياق ذاته يعتقد بعضهم أن الشاعر لا يبدع إلا إذا كان له طقوسه، فلا بأس من شرب القهوة، وتعاطي السجائر، وإطالة شعر الرأس والشوارب واللحى، وإلحاق بعض الزخرفة والزركشة حول العنق، أما الشعراء الذين لا يفعلون ذلك، فمشكوك في قدراتهم الشعرية، وهنا أورد ما رواه شاعر محلي، عن نفسه، حين سافر لليمن، ودعي إلى جلسة لتخزين القات، قال لي: بعد التخزين، وقبل أن أقترب من الصحو، اكتشفت أنني كنت أتحدث للجالسين عن الاقتصاد في أندونيسيا!
الشعر والترجمة
ويشار هنا إلى ان بعض الشعراء المحليين تأثروا بشعراء أجانب، ويمكن معرفة الأسماء والتفاصيل من خلال الكتاب الذي أعده وحرره فخري صالح تحت عنوان «المؤثرات الأجنبية في الشعر العربي المعاصر». ونضيف هنا انه لوحظ في العقود الأخيرة أن العامة لم تعد تستطيع حفظ أي من قصائد الشعراء الجدد، بل إن الشعراء أنفسهم لم يعودوا يحفظون شعرهم، أو شعر غيرهم، وأن شعراء آخرين تبرأوا من دواوينهم الأولى.
ونلحظ في بعض المدارس، والجمعيات، وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني، تواجد بعض الشعراء الذين يطلقون على أنفسهم أسماء أكبر منهم، مثل: شاعر الأردن، شاعر الضفتين، شاعر الشباب، شاعر الشيوخ، الشاعر الغضنفر، كما ان بعض الشعراء الذين لم تنضج تجاربهم، ظلوا ينشرون منذ عشرات السنوات، في بريد القراء، وفي الصفحات الخاصة بالقضايا العامة، دون أن يتمكنوا من اختراق الملاحق الثقافية في الصحف للنشر بها، فقد بات من الصعب على أي شاعر أن يثبت وجوده في الساحة خلال مدة وجيزة، وذلك بالنظر لكثرة الشعراء العمالقة الذين أثبتوا وجودهم عبر العقود الماضية.
7- ما زال بعض الشعراء دونما دواوين، منهم على سبيل المثال : محمد ناجي عمايرة، جمعة السالم، مصطفى الجعيدي، وما زال بعض الشعراء والباحثين المحليين مشغولين بعلم العروض، يتبحرون فيه، ويقلبون ايقاعاته ومواجعه، على أمل أن ينجحوا في استحداث بحور أو تفاعيل جديدة، وقد نجح بعضهم في ذلك، من مثل : عبدالرزاق السعيد، غالب الغول، صالح الجيتاوي، يضاف إلى ذلك أن بعض الشعراء لم يكتفوا بتطليق الشعر والانتقال إلى الرواية، أو الجمع بينهما، مثلما فعل ابراهيم نصرالله، ومؤيد العتيلي، وسعدالدين شاهين، بل صرنا نلحظ تداخلا بين الشعر والأجناس الأدبية الأخرى، وقام بعض الشعراء في الآونة الأخيرة، بمواكبة الثورة التكنولوجية ومعطياتها، فأنشأوا لأنفسهم مواقع الكترونية، منهم على سبيل المثال الشاعرة أمينة العدوان، والشاعر مازن شديد.
8- وللشعر أيضا في المملكة، صالوناته الخاصة، منها على سبيل المثال صالون الشاعرة مريم الصيفي، وصالون الشاعرة هند التونسي، وصالون «العوتبي» سابقا، وصالون أحمد ابوحليوة.
القصيدة والاغنية
كما ان للشعر أيضا جوائزه الخاصة بالمملكة، لا نعني بذلك جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية فحسب، بل نتجاوز ذلك لجائزة عبدالرحيم عمر لأفضل ديوان شعر عربي، التي تمنحها رابطة الكتاب الأردنيين. أما الشعراء الذين فازوا بجوائز «شعرية» في الآونة الأخيرة فهم: حبيب الزيودي، د.ابراهيم الخطيب( فاز كل منهما بجائزة أفضل نص من مهرجان الأغنية العربية)، حيدر محمود(فاز بجائزة الملك عبدالله الثاني في مجال الشعر)، حسن ناجي(فاز بثماني جوائز من مهرجان أغنية الطفل)، زهير توفيق (فاز بجائزة مؤسسة نعمان الثقافية للابداع)، سعدالدين شاهين (فاز بجائزة المهرجان الأردني الثامن لأغنية الطفل، ودرع سيناريو الفيلم الوثائقي «الحلم الوردي»)، سليم أحمد حسن (فاز بجائزة المهرجان الأردني الثامن لأغنية الطفل) سليمان عويس (درع وتكريم بلدية السلط)، شهلا الكيالي (فازت بالجائزة الأولى بمسابقة وزارة التربية والتعليم في الموسيقى والأناشيد للعام 2005 عن العاصمة عمان، والثانية على مستوى المملكة، وجائزة اديب عباسي للشعر)، علي البتيري(فاز بجائزة المهرجان الأردني الثامن لأغنية الطفل )، علي العامري( جائزة الجمعية الأميركية الدولية للشعر)، د.عمر حيدرأمين (جائزة شرحبيل بن حسنة للابداع)، د.محمد مقدادي (جائزة شرحبيل بن حسنة للإبداع).
ونشير هنا إلى بعض الشعراء المتخصصين بكتابة القصائد، التي تتحول لأغان، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: حيدر محمود، سليمان المشيني، حبيب الزيودي، د.ابراهيم الخطيب، راشد عيسى، د.عزالدين المناصرة، علي البتيري، محمد ضمرة، حكمت النوايسة، مريم الصيفي، كما ان فرقة «بلدنا»، وفرقة «الطريق»، وغيرهما تغني بعض القصائد لنخبة من شعرائنا المحليين، ونذكر أيضا بعض شعراء المهرجانات الخطابية الحماسية في المناسبات الوطنية والقومية، ومنهم: حيدر محمود، ابراهيم نصرالله، ماجد المجالي، شهلا الكيالي، ويوسف عبدالعزيز.
كما اتجه عدد من الشعراء لاصدار أعمالهم الشعرية الكاملة في مجلدات منهم: أمينة العدوان، ابراهيم نصرالله، د.عزالدين المناصرة، علي الفزاع، عبدالله رضوان، أحمد الخطيب، د.عبدالله منصور، نادر هدى، عائشة الرازم، عطاالله أبوزياد، و(الراحلون): محمد القيسي، وسليمان عويس، عبدالرحيم عمر.
علاقات لغوية
وولج بعض الأدباء، للشعر من باب الغرابة والادهاش، فكتبوا نصوصا جديدة ذات تراكيب غير مألوفة، تستند على ألفاظ يحدث صفها إلى جانب بعضها بعضا علاقات لغوية مدهشة، هذا دون التقليل من أهميتها الجمالية، الامر الذي تفنن فيه محمود عيسى موسى في نثره، و شعره، وخاصة قصيدته التي حملت عنوان (فاكهة الفضاء).
وفي هذا السياق نشير إلى ان قراءة القصائد جزء من فنيتها العالية، وهنا لا أريد تشبيه القصيدة بالنكتة التي إن رواها غير مبدعها تصبح «بائخة»، فالقصيدة نفسها فيما لو قرأها مائة شخص بصوت عال، فلا شك أن كثيرين من المائة، سيذبحون القصيدة من وريدها، لكثرة ما سيحدثون فيها من أخطاء نحوية وصوتية، وبعضهم الآخر، سيحدث بها همسا أو جلجلة تتوازى مع ايقاعها الداخلي، فيحيلون العثرات الموجودة فيها ان وجدت إلى عناصر ايجابية ترفع من شأنها. ونؤكد هنا انه من الصعب أن تشهد المرحلة التاريخية الواحدة ذات المعطيات المتشابهة ظهور شاعر كبير قادر، أكثر من غيره، على التعبير عن ضرورات تلك المرحلة، وان كان كل شاعر في جوهره صاحب قضية يحملها بين جنبيه حيثما رحل، ومع ذلك، ثمة شعراء لديهم فترات انقطاع عن الكتابة الشعرية، وشعراء أوصلتهم لقمة الشهرة، الرافعة الحزبية والاعلامية.
وقد أطلت على ساحتنا الشعرية خمس مجموعات شعرية ببيانات نظرية تحدد مفهومها للشعر والشعرية منذ بداية التسعينيات، هي جماعة أجراس الشعرية، وأصدرت بيانها يوم 21/7/1993، وجماعة سين، وجماعة طريق، ثم جماعة النوارس الشعرية، وجماعة أقلام. وذلك دون أن ننسى ما كرسته أسرة الأدباء الشباب «الفرسان» وأسرة أدباء المستقبل من تجارب شابة. موضحين ان لدينا الكثير من هواة الشعر، الذين لا يجدون من يوجههم، أو يقوم أعمالهم الشعرية.
ولدينا شعراء، يسيل الشعر على لسانهم كالجدول الرقراق حينا، وكالشلال الهادر في أحيان أخرى. ويلعب شعر المناسبات دورا في تحديد الحالة. وللدلالة على حالة عدم الاستقرار في التسميات، فإننا نجد إشارات هنا وهناك، لإضفاء صفة ما على بعض أصناف الشعر، فيقال : شعر نبطي، وشعر فصيح، شعر برقية، وشعر ملحمي، الشعر الاسلامي، وشعراء الدعوة الاسلامية، شعر المرأة.. الخ.
ورغم الشهرة التي حققتها دور النشر المحلية، إلا أن كثيرين من الشعراء يستهويهم النشر لدى دور نشر عربية، وتوازي مسيرة الشعر المعاصر في الأردن، الكتب النقدية التي تصدر بين فينة وأخرى حول الشعر الأردني بشكل عام، وحول واحد، أو أكثر من واحد، من أعلام حركتنا الشعرية.
* كاتب اردني