سبحان الله العظيم

[مصطفى إنشاصي]

سبحان الله العظيم قبل أن أقرأ هذا الموقف الأصيل من فضيلة الشيخ محمد الغزالي الذي كثيراً ما ساءني بعض مواقفه وألفاظه في ثمانينات القرن الماضي ضد مخالفيه من الجماعات الجهادية؛ مر بخاطري نقل كثير من معارفي وأصدقائي لبعض آرائه من كتبه أو خطبه في تلك الفترة محاولين بها الإساءة وتشويه صورة وسمعة بعض الجماعات التي يخالفونها وهم لا يعلمون أن فضيلته ختم حياته قبل مماته بأشهر قليلة بشهادة حق لصالح تلك الجماعات، وفكرت عدة مرات في نشره ولكني على قدر حبي للحوار والنقاش إلا أني أصبحت في الفترة ألخيرة لإعجاب كل ذي رأي برأيه وعدم تقدير النصيحة وتعمق الفجوة في الاختلاف في الآراء بين المتابعين أصرف نظر، ولكن أرى أن ذكر ذلك الموقف مهم لمن يلمزون ببعض آراء فضيلة الشيخ ضد الجماعات المخالفة لهم:
في تسعينيات القرن الماضي كنت أقضي مدة خمس سنوات سجن في مصر وكانت البداية في سجن استقبال طرة الي كان المحطة الأولى للمعتقلين السياسيين وخاصة ذوي القضايا ومحطة دائمة للمعتقلين على لا شيء، وقد كنت في زنزانة في العنبر (أ) تطل على العنبر العنبر (ب) وعلى عنبر السجناء المحكومين في قضايا كبرى وكان فيها الشيخ صفوت عبد الغني قيادي في الجماعة الإسلامية كام مسجون في قضية اغتيال رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب المصري وكل أبناء جماعته الصغار يتمنون التحدث معه.
المهم في يوم طرق باب زنزانتي أخ لا أعرفه وطلب مني أن يبيت عندي كم يوم لأنه يرغب في التحدث بالليل مع الشيخ صفوت وقد كنا عادة نصعد إلى الشبابيك بعد صلاة العشاء ونقضي بعض الساعات في الحديث والحوار معه ومع البعض في العنبر الآخر وقد ربطت بيننا علاقة أحسبها حسنة وطيبة، فرحبت بذلك الخ الذي تمنيت لو بقي معي أكثر من تلك العشرة أيام تقريباً فقد كانت روحه مرحة وخفيف الظل ومزوح كثيراً ومستمع على خلاف الآخرين للرأي الآخر.
كا نذلك الشخص هو الأخ عبد الشافي رمضان الذي اغتال فرج فودة بعد سنتين من ذلك التاريخ وقد طلبت هيئة الدفاع عنه شهادة فضيلة الشيخ محمد الغزالي والشيخ محمد المزروعي إن لم تخني الذاكرة لاسم الأول للمزروعي، والجميع كان يخشى ألا تكون شهادة الشيخ محمد الغزالي لصالح المتهمين من شدة مواقفه السابقة من تلك الجماعات، إلا أنه عندما سأله القاضي:
هل يجوز لأحد من المسلمين تنفيذ حكم شرعي ضد مرتد من وجهة نظره دون موافقة أولي الأمر؟ وألا يعتبر ذلك افتئات على السلطة من الشخص المنفذ؟ هذا كان نص أو مضمون الأسئلة تقريباً، وكان يتوقع القاضي أن تكون إجابة الشيخ الغزالي أنه لا يجوز وان ذلك يعتبر افتئات على سلطة ولي الأمر وأنه يجب محاسبتهم بالقتل لأن جزاء القاتل القتل! ولكن إجابته كما علقت عليها يومها أنه ختم حياته بعمل خير وتصحيح موقفه من تلك الجماعات وإن اختلف معهاح فقال:
يجوز للمسلم أن ينفذ حكم الإسلام على المرتد ولم اقرأ أو أسمع أن ذلك يعتبر افتئات على سلطة ولي الأمر.
لكل الذين يستحضرون آراء فضيلة الشيخ محمد الغزالي ويستهينون باتهام تلك الجماعات التي أنا أيضاً أخالفها في كثير من آرائها مثل الشيخ الغزالي مثلكم وقد قضيت الخمس سنوات سجن معهم وكلها نقد لهم ولم يكن بيننا إلا شعرة معاوية، إلى أولئك الذين يستسهلون اتهام تلك الجماعات وتكفيرها وتشويه صورتها عليهم أن يتعلموا من موقف فضيلة الشيخ محمد الغزالي لأن أي تهمة أو كلمة يترتب عليها حكم شرعي خطير ضد مسلم تختلف معه في كثير أو قليل من آرائه أنت لست الله تعالى لتحاكمه وتحدد موقعه من الجنة أو النار، وعلمت الغيب وعرفت مكانه في الجنة أو النار ولا أنت نبي أو رسول أطلعك الله تعالى على موقعك أو موقعهم من الجنة أو النار! إن كانوا من وجهة نظرك على خطأ لا يتم تقويم خطأهم بتكفيرهم واتهامهم أنهم قتلة وإرهابيين ومجرمين وتخرجهم من رحمة الله فذلك سيزيد من تمسكهم بما هم عليه ولكن عليك أن تلتمس لهم العذر وذلك أدب رسولنا الكريم وان تدعو لهم بالهداية وأن تحاورهم بالتي هي أحسن إن استطعت أو تكتب لهم ناصحاً لعلهم يعدلوا عن بعض أخطائهم من وجهة نظرك إن كانت حجتك أقوى ....
ارحموا أنفسكم فمن كفر مسلماً فقد كفر وابن تيمية الذي ناله منكم ما لم يناله من أشد أعدائه وتتهمونه باطلاً أنه تكفيري أنه أصل كل تلك الأفكار كان يقول:
لأن ألقى اللعتعالى بألف كافر أقول عنهم مسلمين خير لي أن ألقاه بمسلم أقول عنه كافر!
ومعظم الذين يتهمونه جهلاء لم يطلعوا على آرائه وفقط هم نقليون ويسقطون آراء وأحكام غيرهم عليه، فكم اختلفت مع تلك الجماعات في فهمها الخاطئ لفتاويه وآرائه وكنت اضع الفتوى أمامهم ونناقشها حرف حرف وكلمة كلمة ولكنهم كانوا يصرون على فهمهم الخاطئ لها أهمها أنه كان يعذر بالجهل حتى في مسائل العقيدة وأنه قبل إصدار الحكم على الجاهل لا بد من مراجعته وتوضيح الحكم والفهم الصحيح له ولكن للأسف يصر البعض منهم انه لا يعذر بالجهل
والحديث يطول فقط كتبت ذلك مخلصاً في النصيحة والدين النصيحة ومشفقاً على أولئك الإخوة الذين لا يلقون بالاً لكلمة قد تخر بصاحبها في جهنم والعياذ بالله سبعين خريفاً كما أخبر نبي الرحمة!
*********************
عصام تليمة:

يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله في مذكراته: طُلبت إلى الإذاعة سنة 1965 وقت إعلان عبد الناصر الحرب على الإخوان في محنتهم، فلما ذهبت وجدت عدداً من الشيوخ والإخوان الأقدمين. وكانت التعليقات محددة: إن الرئيس أمر بنشر مساوئ الإرهابيين، وتحذير الأمة من الثقة بهم أو التعاون معهم، ويجب أن تقوم بهذا الواجب الوطني على عجل!
تَمَلْمَلتُ فوق كرسيَّ ضائقاً، ولاحظ ذلك المشرفون على البرنامج فتجاهلوني، ثم كلفوني –بوصفي مفصولاً من الإخوان- أن أبدأ التسجيل!
كان جوابي حاسماً: أنا على استعداد للحديث عن الإسلام، وضرورة إحياء ما مات من أحكامه! ومستعد لإرشاد المخطئين، حكاماً كانوا أو محكومين، لإصلاح ما يكون قد بدر منهم من خطأ، أمّا شتم الإخوان وحدهم، فليس من خلقي أن أجهز على جريح...!
قيل: إنهم فصلوك من جماعتهم؟ فلماذا تُبقي عليهم؟ قلتُ: إذا استضعفوني أيام قوتهم، فلن أستضعفهم أيام حريتي...!
وما هي إلا ساعات حتى كانت القيود في يدي!
لعل في الشيخ الغزالي العبرة والعظة.

[ريمه الخاني]

السلام عليكم
هناك تطرف في آرائنا كمسلمين ,وهذا بات محط نقد شديد ممن يتصيدون الإسلام,فنحن ندين بدين:من لم يكن معي فهو ضدي,ونسيوا ان النقد والنصيحة برهان محبة لا مجال إعدام كامل للإنسان عقيدة وفكرا ...
وهناك فرق مابين نقد سلوك جماعة ما ومابين إخراجها من الملة,حتى الآيات والاحاديث باتت محط تداول بحسب الغاية منها وتوجيهها للهدف الشخصي.
دمتم بخير.

[راما علي]

لم يشوه الدين إلا قادته , لأن من يدعون هم الأولى بالإفتاء لا يقومون إلا لصالح حكامهم , فالمرأ على دين خليله , رحمنا الله برحمته .