بقلم خالد منتصر ٢٥/ ٣/ ٢٠٠٩
عرض شريط الأخبار منذ يومين خبرين لهما دلالة مرعبة، الأول «روسيا تشترى طائرات بلا طيار من إسرائيل»،
والثانى «الهند تشترى قمراً صناعياً للتجسس من إسرائيل»!!، يا مثبت العقل، روسيا ثانى أكبر ترسانة عسكرية فى العالم تلجأ إلى إسرائيل التى أمدت جورجيا المنشقة بالسلاح، بلعت روسيا الإهانة الإسرائيلية والدعم الصهيونى لجورجيا، وقال رئيس أركانها نيكولاى ماكاروف: «منظومات الطائرات بلا طيار عندنا لا تلبى احتياجات العصر ونحتاج إلى إسرائيل»!،
والهند أم برمجيات الكمبيوتر فى العالم التى اشتكى رئيس أمريكا من غزوهم لشركات الكمبيوتر الأمريكية، واستثناهم مستشار ألمانيا من شروط الهجرة القاسية، تستورد القمر ريسات -٢ بعد أحداث مومباى الإرهابية لأنه أدق الأقمار العالمية فى المراقبة الليلية.
السؤال كيف حدث التقدم الإسرائيلى؟، ليس بالمساعدات الأمريكية فقط، فنحن ودول النفط غرقنا «فلوس» ومساعدات ونفطا ودخلا قوميًا يعتمد على الريع لا على الصناعة، لكن أين ذهبت هذه الفلوس وكيف استغلت؟، العلم هو سر تقدم إسرائيل، وليس صدفة أن أول رئيس لها كان أستاذ كيمياء فى مانشيستر، هم اقتنعوا بأن التقدم فيزياء ونحن اقتنعنا بأنه فقهاء!، واقرأوا معى تلك الأرقام لندرك أين وكيف وصلوا إلى فرض تكنولوجيتهم على أكبر وأقوى دول العالم؟.
إسرائيل تصرف ٢٥٠٠ دولار على تعليم الفرد مقابل ٣٤٠ دولارًا عند العرب، وحجم الإنفاق على التعليم عند إسرائيل حوالى ٧% من الناتج القومى مقابل ٥% فى أمريكا و٤% فى اليابان، وهناك ١٣٩٥ عالمًا وباحثًا لكل مليون من السكان مقابل ١٣٦ لكل مليون فى الوطن العربى، وتخصص إسرائيل أكثر من ستة مليارات دولار للبحث العلمى بما يوازى أربعة ونصفا فى المائة من الناتج القومى، أما الوطن العربى مجتمعاً فيخصص مليارًا ونصف المليار تقريباً أى أقل من ثلاثة من عشرة فى المائة من ناتجه القومى!،
وإسرائيل هى الدولة الأولى فى العالم فى مجال النشر العلمى نسبة لعدد السكان، فعدد العلماء الناشرين للبحوث ٧١١% لكل عشرة آلاف نسمه ونسبة أمريكا ١٠%، فى رياض الأطفال الإسرائيلية كمبيوتر لكل طفل، أما عدد مستخدمى الإنترنت فهم خمسون ضعفاً بالنسبة لمستخدميه العرب، ونسبة الكتب المترجمة إلى العبرية ١٠٠ كتاب لكل مليون إسرائيلى، وفى العالم العربى ثلاثة كتب فقط لكل مليون عربى!!....... إلخ.
أرقام مرعبة ليس غرضها الانبهار أو الترويج للعقيدة الصهيونية حتى لا يتهمنى أحد بالتطبيع أو التسويق، ولكنه إقرار واقع وحقيقة، ولن ننتصر علمياً أو عسكرياً أو اقتصادياً عليهم بالدعاء من على المنابر، ولا بوصفهم بأحفاد القردة والخنازير، ولا بإنتاج داعية لكل مواطن وفقيه لكل بيت، ولكن بالعلم، الفريضة الغائبة يا أمة اقرأ التى كرر لها الرب نداءه أفلا تعقلون وتتدبرون وتفكرون، أتمنى أن نلبى النداء.