الهجرة
بسم الله الرحمان الرحيم
{ إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ
إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا }
صدق الله العظيم
*
عـمّ بالأرجاء نورٌ..
واحتواها..موكب الإشراق من رب رحيمْ ..
فإذا الصادق يسعى..
نحو بيت الصاحب الصدّيق بالإذن الكريمْ ..
أيها الصدّيق حل الإذن للترحال بالدرب القويمْ ..
هللت أعماق ذاك المجتبىَ..
وهفا للوصل وجدًا ..
و شموخًا..
باصطحاب اليُمن..بالفضل العميمْ ..
وتهــــادى..
يغمر الأنحاء دأبـًا ..
فإذا العارف بالبيداء في حلف حميمْ ..
وإذا الميعاد قبل الفجر..عند الطود..
....بالصوب السليمْ ..
* * *
في قريــش ٍ..
جال عسف الشرك يرتاد الرحابْ ..
فإذا القفر تنادى..
بين دور ٍ..
رجفت في عمقها الريحُ وحيّـاها السرابْ ..
أي صمت جال بالأنحاء كالموت الرهيبْ ..
أي جدبٍ ..فـرّق الأتراب واجتاح الصحابْ ..
......فوعى الشرك المآل..
و تداعــى..
قرر الغدر بسفك واغتيالْ ..
جمع من كل حلفٍ ..
من ينوب الأهل..من عزّ الشبابْ ..
وسعى بالجمع نحو البيت ليلا ً..
فإذا جبريل بالميقات يفضي..
لرسول الله..أن الأهل قد أمّوا الضبابْ ..
فاستعن بالله واسلكْ ..
درب مجدٍ ..
نوره بالأفق قد زان الشعاب ْ..
و تهادى السيد المختار بين الجمع يحثو ..
فوق رأس الشرك تاجا من ترابْ..
وصحا من غفلة الإغفاء جمع القائمينْ..
فإذا الشبل عليّ ٌ..
فوق مهد المصطفى..بالبردة الغراء يعلي..
راية ً في البذل..و الذود المهابْ ..
وهوى الشرك..تــردّى ..
في ثنايا الوادي يجتاز الهضابْ ..
أي بحث يُرتجى..
أي كسب..
وضفاف النور تشدو..
بانعتاق البدر من طوق السحابْ ..
* * *
أيها الطود الذي من حوله ترنو الجبالْ ..
قد حواك اليمن والصدق..و حياك الوصالْ ..
هذه من حولك عبر الثنايا..
من فلول الشرك أشباح الضلالْ ..
غلســتْ..
في هزيع الحقد تحبو..
ترقب البيداءَ ...تستف الرمالْ..
وسرى بالليل عبدالله نحو الطود يسمو..
ينشر البذل شراعاً ..
في سماء الذود يرتاد النوالْ ..
يحمل الأنباء للبدر وأحداثَ النهارْ ..
وسعت أسماء تروي الأرض عزمًا..
قد علت متن الوعارْ ..
تجلب الزاد بدأبٍ ..
و تلفّ الدرب تجتاز المجالْ ..
و تأنىّ راعي الأغنام حول الغار يمسي..
يملأ الأرجاء ..يهفو للجوارْ..
فإذا الألبان نحو الغار تعلو كالدررْ..
وإذا الآثار تعفــى ..
في عباب الرمل من وقع الأثرْ..
....وانقضت بضع ليالْ ..
ثم جاء العارف بالبيد يقتاد الجمالْ..
و توارى الركب يسعى..
في أمان الله قد شدّ الرحالْ ..
و تلظى الشرك يكبو..
في سعير الحقد..في نار الخبالْ ..

عبـدالله المـؤدب البدروشـي
{ من ديواني : مواكب النور}