السلام عليكم
تغيير الأنماط الغذائية سبب رئيسي للسمنة في السعودية
يؤكد الدكتور خالد مدني أهـمّيّةالحفاظ على غذاء مناسب.
18 سبتمبر -- يؤكد مختصون في علم التغذية في السعودية على ظهور تغييرات في الأنماط الغذائية في المجتمع السعودي خلال الثلاثين سنة الماضية بشكليها الكمي والنوعي، الأمر الذي أدى بدوره إلى زيادة معدلات السمنة عند الفرد السعودي.
وزادت السعرات الحرارية التي يستهلكها الفرد السعودي يومياً من 1807 سعر حراري في 1972، لتصل إلى 3064 سعر حراري في 1990، وهذه الكمية الأخيرة تزيد بما نسبته 13.2 في المائة عن السعرات الحرارية التي يحتاجها الفرد يومياً.
كما أن هناك مؤشر حقيقي لزيادة تناول الدهون والشحوم في الوقت الحاضر بنحو أربعة أضعاف ما كانت عله في الماضي.
وحسب الدراسات التي ركزت على موضوع صحة الجسم ومستوى البدانة عند الأفراد، فإن معدل السمنة بين السعوديين قد يصل إلى 83 في المائة عند بعض الفئات، وذلك استناداً على عدة عوامل من أهمها الفئة العمرية والجنس والمستوى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للفرد. كما أن متوسط السمنة عند السعوديين بلغت 66 في المائة حسب آخر الدراسات النوعية التي شملت عينات من جميع أنحاء السعودية.
ويؤكد الدكتور خالد علي المدني استشاري التغذية والمشرف العام على إدارة التغذية التابعة لوزارة الصحة السعودية في منطقة مكة المكرمة، على أن صحة الفرد وتغذيته تؤثر تأثيراً مباشراً على إنتاحيته ونمط حياته، كما انها تعد دليلاً غير مباشر على مدى التطور الاجتماعي والاقتصادي في المجتمع.
ويشير المدني إلى أن هناك ستة من أصل عشرة أسباب تؤدي إلى الوفاة ترتبط ارتباطاً مباشراً بالتغذية، وهي: أمراض القلب والأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم، والسرطان، وداء السكري، والسكتة الدماغية، وتليف الكبد.
ويوضح المدني أن هناك مواصفات أساسية للغذاء المتوازن تنحصر في كونه مشتملاً على عناصر رئيسية مهمة هي: البروتينات والكربوهيدرات والدهنيات والفيتامينات والعناصر المعدنية والماء حتى يحقق الفائدة المتحصلة من تنويع مصادر الغذاء. ويمكن من خلال التعرف على الهرم الغذائي واتباع الحصص الغذائية حسب تقسيمها فيه، الوصول إلى المعادلة الغذائية الصحية المثلى.
كما يبيّن المدني أن الغذاء لا بد أن يكون كافياً بدون إفراط، أي أن يكون بالكمية المناسبة اللازمة لاحتياج الفرد اليومي وما يبذله من طاقة. وأخيراً أن يكون نظيفاً، إذ أن العديد من الأمراض يمكن أن تنتقل عن طريق الطعام الملوث.
وعادة ما ينصح خبراء التغذية الأفراد بتقليل تناول الأطعمة الغنية بالدهون والكوليسترول كوسيلة من وسائل الوقاية من سوء التغذية. إلا أن ذلك لا يعني الامتناع عن تناول الأطعمة الت يتحتوي على الدهون، إذ يقول الدكتور خالد المدني إن نسبة تواجد الدهون في الطعام لا يجب أن تزيد عن نحو 30 في المائة من إجمالي السعرات الحرارية اليومية.
ويؤكد المدني أيضاً على وجوب الإكثار من تناول الكربوهيدرات المركبة مثل النشويات المصحوبة بالألياف والمتواجدة في الحبوب الكاملة والبقوليات.
ويرى المدني أن المحافظة على الوزن المثالي بالنسبة إلى الطول عن طريق معادلة الطاقة المستهلكة أو المتناولة بالطاقة المصروفة أو المبذولة، هي من أهم العوامل التي تقي الفرد من السمنة ومن بقية الأمراض المرتبطة بسوء التغذية.
وهناك عوامل أخرى مفيدة للابتعاد عن أمراض العصر المختلفة مثل السمنة ومشاكل القلب والسكري وهشاشة العظام وغيرها، وهذه يمكن حصرها في: الانتظام في ممارسة الرياضة المناسبة، والفحص الطبي الدوري الشامل، والامتناع عن التدخين، وعدم تناول المشروبات الكحولية، إضافة إلى ضرورة الاهتمام بتناول السوائل بأنواعها والإكثار منها في حال زيادة المجهود الحركي.
وأخيراً، يوضح الدكتور المدني على أنه لا توجد أطعمة جيدة وأخرى سيئة، بل هناك أنظمة غذائية جيدة وأخرى سيئة، الأمر الذي يؤكد أهمية الاعتدال والتوازن في تناول الطعام وفي جميع أمور حياتنا اليومية المختلفة.