لا أفق لأيِّ حلٍّ يمكن لهذا النظام أن يقدِّمَه لإنقاذ الدولة وتحرير الشعب والوطن من كوارثه الحالية والقادمة..
إن ما يفعله هذا النظام ليست فيه نكهة لأيِّ حلٍّ، بل هو تعميق للأزمات، وجرٌّ لها رغم أنفها وأنفه وأنفنا إلى خندق "الثورة"، وليس الإصلاح..
في ظل ما فعله ويفعله هذا النظام..
...
فإن الحلَّ هو صورة طبق الأصل عما تفعله الأفعى عندما تنزع جلدها بالكامل كي تبدأ من جديد..
لا حلَّ سوى بنزع النظام من أعناقنا كما تنزع الأفعى جلدها كي تبقى وتستمر وتعيش..
أتحدى أيِّ خبير اقتصادي أن يثبت أن ما يفعله النظام في الاقتصاد يعني شيئا آخر غير الدمار والارتهان والتجويع والهلاك والإفقار..
أتحدى أيّ خبير سياسي أن يثبت أن ما يمارسه النظام في السياسة يعني شيئا آخر غير بيع الأردن ورهنه للصهيونية والإمبريالية وللوظيفية الخليجية..
أتحدى أيَّ خبير اجتماعي أن يثبت أن ما يرسِّخه النظام في الثقافة المجتمعية يعني شيئا آخر غير دعوة الأردنيين علنا، جهارا نهارا، إلى الاقتتال والتحارب، كي يقتات على دمائهم ونزاعاتهم..
أتحدى أيا كان على وجه الأرض أن يثبت لأيٍّ كان أن الأردن تحت إدارة هذا النظام تنطبق عليها أيٌّ من مواصفات "الدولة" الحديثة..
إلا إذا افترضنا أن الحداثة في مفهوم الدولة هو برك السباحة داخل قصور وفلَلٍ مقامة في عمان الغربية على أشلاء طوابير الجياع والعاطلين..
مهما كنا مختلفين اليوم على طريقة التعامل مع هذا النظام للخروج من المآزق المتلاحقة التي أوقعَنا فيها فساده المتراكم، ثقافيا واقتصاديا وسياسيا ومجتمعيا..
فسوف نكتشف جميعنا غدا، أننا متفقون على هدف واحد لا ثاني له..
هو أنه نظام لا يصلح لشيء، غير تقديم استقالته القسرية لحكومة إنقاذ وطني، واعتكاف كلِّ رجالاته في بيوتهم تحت الحراسة المشدَّدة حتى يحكم الشعب في أمرهم..
أيها الأردنيون..
صحيح أنكم تسيرون اليوم في تعاملكم مع النظام في أكثر من طريق..
لكنها ليست متوازية، وسوف تتقاطع حتما وقريبا في نقطة الذروة..
فهل من منتبهٍ أو مقدِّرٍ أو عاقل يتدارك الكارثةَ قبل وقوعها بسبب نظام لا يشعر بأيِّ مسؤولية تجاه الدولة والشعب والوطن؟!