اكتشاف كتاب للوثر أب البروتستانتينية
-----------------------------------------
الصورة المرفقة------
تمثال مارتن لوثر في وسط برلين
-----------------------------------------------------
هل سيؤدي ذلك إلى «إضاءات جديدة» حول البروتستانتينية، وبالتالي حول بعض المفاهيم الدينية الخاصة بهذا المذهب؟ قد يكون السؤال سابقا لأوانه في هذه اللحظات، على الرغم من أن «الاكتشاف» يشكل حدثا ما، في المشهدين «الثقافي» و «الديني»، إذا جاز التعبير.
الحدث: اكتشاف كتاب لمارتن لوثر (أب البروتستانتينية ومؤسسها)، يتضمن ـ على هوامشه ـ تعليقات وملاحظات وأفكار بخط لوثر، (ما يزيد عن خمسين مقطعا)، غير معروفة من قبل، وفق ما أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية»، التي قالت إن الكتاب تمّ اكتشافه «في مكتبة سيليستا الإنسانوية» (منطقة الألزاس)، ضمن سلسلة كتب مختصة كان يصدرها «بيتوس رينانوس» (1485 ـ 1547)، أحد النافذين في عصره وأحد كبار المتحمسين لعصر النهضة، والاصلاح الكنسي على الرغم من بقائه كاثوليكيا).
والكتاب، نسخة من «بحث في الحرية المسيحية» كتبه المؤلف باللاتينية في العام 1520، إلا أن النسخة المكتشفة تحوي «خمسين مقطعا بالقلم الأحمر وبخط يد المصلح الديني الألماني»، وفق العديد من الخبراء الذين تمّ عرض الكتاب عليهم.
هذه اللقيا، تشكل «حلقة حقيقية مفقودة» وفق ما أعلنه جيمس هيرستن، باحث جامعي من ستراسبورغ إخصائي في «بيتوس رينانوس»، وقد وجدها بينما كان يحضر لمؤتمر دولي حول «رينانوس» ـ (سيقام في 5 و6 حزيران المقبل).
وقد أضاف هيرستن: «بما أننا كنّا نجهل وجود هذه التصحيحات والتعديلات التي كتبها لوثر، لا يمكننا أن نؤكد حاليا إن كانت تعبر عن رغبته في إصدار نسخة نهائية من هذا الكتاب». وبحسب الجامعي الفرنسي فإننا نجد في هذه الملاحظات المكتوبة «تلك العلاقة الواضحة والقوية والفردية (للوثر) تجاه الله».
نسخة الكتاب المكتشفة تبدو «على شكل نسخة مهيأة لطبعة ثانية»، كان مارتن لوثر قد أرسلها إلى رينانوس بواسطة أحد أساقفة اوغسبورغ (جنوب ألمانيا)، قبل ان تطبع لاحقا في مدينة بال السويسرية العام 1521. وقد حملت الكثير من التغييرات التي قام بها المسؤولون عن الطباعة في «بال» كما رينانوس نفسه. وعلى مر السنين والطبعات المتعاقبة، جاءت لتضاف العديد من التعديلات إذ تم إقصاء ما يقرب من الـ 15 ملاحظة للوثر «لأننا لم نكن نعرف أنه هو نفسه من كتبها» على قول جيمس هيرستن.
في أي حال، الكتاب لن يعرض قريبا إذ يجب أن تتم معالجته «بمواد حافظة احتياطية» قبل أن يصبح متاحا للجميع مشاهدته في هذه المكتبة «الفرنسية» التي اعلنتها الأونيسكو جزءا من التراث الإنساني في العام 2011.