الشاعر الشهيد عبد القادر الحسيني
قصيدة " صوني دموعك " والتي يخاطب فيها ابنته " هيفاء " وزوجته " وجيهة "
رقـراقُ دمعكِ هـزّ قـلـبـي الـبـاكـــــــي __
كُفّي الـبكـا نفســـــــــــــي تُراق فداكِ
«هـيفـاءُ» لا تبكـي بحقّ أبـوّتــــــــــي _
هـيفـاءُ قـد هدّ الـبكـاءُ أبـــــــــــاك
صـونـي دمـوعَكِ إنهـا مـن مهجتــــــــــي __
ذوبُ الفؤاد ذرفتِه ببكـــــــــــــــــاك
إن عـادنـي تـرجـاجُ صـوتِك بـاكــــــــيًا __
أشفقتُ أن لا أحتـيـــــــــــــــي لأراك
يـا أمَّ هـيفـاءَ اصــــــــــــبري وتجلّدي __
اللهُ والـوطن العزيـز عـنـــــــــــــاك
النـاسُ تـنعـم بـالرجـال بُعــــــــــولةً __
وغرقتِ بـيـن دمـائهـا وشقـــــــــــــاك
مـا بـيـن آسـيةِ الجـروحِ قضـيـــــــــتِه __
عـيشًا وبـيـن طريـدةٍ لعــــــــــــــداك
مـا جئتُ بـيـتَكِ غـيرَ مـنـتجعٍ شِفــــــــا __
دامـي الجـوانـب أو مُعَلاً شـاكــــــــــي
لا تعـلـمـيـن أمـيّتٌ بـدمــــــــــــائهِ __
أم فـيـه أنفـاسٌ بـهـنَّ رجــــــــــــاك؟
أسمـى وأَثْوَبُ دمعِ عـيـنك ســـــــــــائلاً __
مـن كلّ جـرحٍ فـي دمـائه بـاكـــــــــــي
قـد نلـتِ مـن شـرف الجهـاد مـــــــراتبًا __
مـا نـالهـا رجلُ القتـال الشـاكــــــــي
أعـلاكِ صـبرُكِ فـوق كلّ جلـــــــــــــيلةٍ __
وعـلى النجـوم يـطـول أفقُ سَمــــــــــاك
سِيري وربُّكِ لا يريـد بنـــــــــــــا أذًى__
إلا وربُّ الـبـيـتِ مـنه حـمــــــــــــاك
سـيري فقـلـبـي يـا «وجـيـهةُ» ســــــائرٌ __
أنّى رحـلـتِ يـطـوف حـول حـمـــــــــــاك
واللهُ يعـلـم أن هِجْرَتَنــــــــــــــا له __
واللهُ يرعى مـا حـيـيـتِ خُطــــــــــــاك
عبد القادر الحسيني