رسالة لن تصل أبدا!




إنك يا معمر القذافي هيكل على شكل إنسان، امتلأ قلبك بالباطل والظلم والطغيان.. وتظن أن ذلك قوة وحق.. وميزة عن العالمين؛ وأنك هبة من السماء لأرض ليبيا بعد أن زين لك الشيطان كبرياءك... وتتميز بوجه فيه طول، ووجوه الذئاب فيها طول، إلا أنه زاد عليها شيئا من أوصاف أوجه الثعالب والكلاب؛ كما تتميز بعينين سالبتين، يحسب المتفحص بعد دقة النظر أن الأفاعي والدّببة والنمور كل سرق من روعتهما كيف يشاءون، إلا أنهما زادتا شيئا من أوصاف أعين الضباع، لكن أنفك بعد تمحيص تبين لي أنك سرقته من أحد الجرذان، وما أذهلني فمك الذي وفم سمك القرش سيّان...
ذو قامة طويلة ولست بالطويل لكنك تتطاول.. لا غليظا ولا نحيفا، مما جعلك تكون بين المنزلتين خشينا.. وقل لي ما علاقتك بأبي نواس؟
تتلوّن كما تتلوّن الحرباء، ولها شأن في ذلك.. إلا أن تلونك رياء لا محل له من الإعراب...

سيماك في وجهك من أثر الجرائم، كأن كل الحيوانات المفترسة مرسومة في وجهك، حتى الانكماش تحت أعينك يشبه انكماش أعين اللبؤة.. إلا أن هناك مفارقة بينك وبين هذه الحيوانات التي تحسن الجنس، وأنت تعانق الموميات بغطرسة وكبرياء، كأنك على منبر تخطب عليهن...

زعمت أنك عقيدا اخترعت انقلابا على الملك السنوسي... هيهات! هيهات! أتحسب أن الحقيقة غامضة؟ أم لا يعرفها أحد؟
بلى! وأنت الخبير بما فعلت.. فهل تعرف دعاء النوم لدى النمل؟ ربي اغفري لي ولوالديّ ولجميع الناس إلا فرعون والقذافي وأمثالهما...
الملك السنوسي رجل ذو همّة عالية، لقد كان صوفيا كما كان عمر المختار – أسكنهما الله فسيح جنانه، وأسكنك وذريتك ومن تبعك في الدرك الأسفل من الجحيم مقيدا بسلسلة طولها سبعون ذراعا- وعندما دبّرت غدرك ومكيدتك.. زهد الملك السنوسي في المملكة تفاديا لإراقة الدماء.. وانظر ماذا فعلت؟ وماذا تفعل؟ وماذا ستفعل؟ إلى أن يقف عليك يوما الملك عزرائيل ويقول لك: هذا ما كنت منه تحيد أيها الظالم المستبد...

وأراك تقف في المنابر كأنك تريد أن تخرق السماء.. ولبلاهتك لقبت نفسك ملك ملوك إفريقيا! فمن أين ومتى كانت لك الملكية؟ من هو أبوك؟ كل الناس تُعرف آباءهم إلا أنت كل البشر يعرفون أمّك! ولبلاهتك تلقب نفسك بأمير المسلمين! هل ورثتها عن أحد الخلفاء الراشدين؟...

والله! والله! إن أخاك فرعون كان أعقل منك، يعمل بمشورة وزرائه.. أما أنت فأراك تعمل باصطبلات "أوجياس" لابنك سيف الدكتاتورية والاستبداد والآخرين...

"زنكة زنكة" هي لغتك الزنديقية أيها العقيد الزنيم.. لو كان الخير فيك لمشى أهل ليبيا فوق الزرابي في الطرقات.. لكنك جمعت وأبناءك وحاشيتك ما ستكوى به جباهكم وجنوبكم.. ولا تسمعون بعد طهي جلودكم سوى: ذوقوا ما كنتم تكنزون...
كل هذا الجبروت والطغيان والاستعلاء... لن تصل أبدا فرعون الذي سيقدم قومه يوم القيامة وستجد نفسك غدا من قومه فقط! وستتجول بين شجر الزقوم وماء كالمُهل يشوي الوجوه... ولن تجد في متنزهك سوى فرعون وجنوده، وهامان وأبناءك، وهتلر وحاشيتك...

لهذا أنصحك أن تستسلم كما فعل أزين العباد وأحسن المباركين؛ ودع ليبيا لأهلها وابحث عن وطنك!.. إنك لن تفوق فرعون ولو بلغت الجبال طولها، وكان القمر في يمينك، والشمس في شمالك.. وأعرف أنك لن تعمل بنصيحتي لأنك صم عمي أنت وقومك كما ستحشرون، ولن تصلك رسالتي أبدا!

بقلم: محمد معمري