((إثارة وشطارة في تحريات المحقق أبو شرارة))
كان يتفحص الأنابيب النازلة من الخزّان..وأثناء نزوله على سلم معلق على الجدران سمع في الـمَنْوًر ضحكات و أصوات تشمئز منها الأذان و الأبدان ...وكانت تزداد بنزوله حتى وصوله نافذة حمّام الجيران...فكانت له خلسة من نظر فسعلة مفتعلة ليهز المكان فيفزع الاثنان و ركضا ً يهربان ..يا ساتر استر فالـمَنْوًر لا يتسع لأربعة شهود فليبقى الأمر في طي الكتمان ..حتى لو اتسع فلا فائدة في هذا الزمان...
هذا موضوع أثاره (قنب أبو شرارة) ممدد التمديدات الصحية في الحارة...خاصة بعد تأكيد زوجته الواقفة دوما ً خلف العين الساحرة للباب تراقب الصاعد والنازل أن فتاة بكراريس جامعية تأتي بين الحين و الحين ...
سأل أبو شرارة عالم دين عن وضع هذه الدراسة قال له((استر......ادعوا لهم بالهداية.....و لا تجسسوا..))لكن كلمة و لا تجسسوا ما راقت للسيد أبو شرارة فهو صاحب عيال يخاف عليهم أن ينجرفوا في الهاوية دون أن يدركوا ما هي..فقرر أن يتتبع أسباب هذا الأمر فأصبح أبو شرارة شارلوك هومز فتبين له أن الشاب هو ابن هذه المدينة و أباه وأمه سافرا في عقد عمل ليتركاه وحيدا ً لفريسة الجدران و مغريات الزمان و أفكار لأحلام الفسوق والعصيان ...و تتبع المحقق (شارلوك أبو شرارة) الفتاة الجامعية المغتربة عن مدينتها و عن أهلها فعلم أنها ابنة (منتوفة الريش) و هو لقب لأسرتها الطيبة و لكنها ليست منتوفة الريش فحالها المادي متوسط و زيادة فاستنتج أبو شرارة أن الفقر ليس دافعا لهذه الحالة بل المسألة أكبر بكثير إنها تربية خاطئة في زمن تفككت فيه الأسرة و المجتمع...وأن هذه الفتاة الذي اعوجّ لسانها بالهاي و الباي و تعيش على أحلام الفارس الممتطي بغلة الهونداي بنظارته عدساتها مرايا و بيده سوني أريكسون يطرب الحي هذه الفتاة ما عرفت طبيعة الشاب في استدراجها فكان طيش منها أن صدقت كذبته الماما تود التعرف و تكون الماما عند البابا لقد صدقت كلماته المعسولة لتدخل كمين العشق ليدمرها بعلكة إثارة بروجسترونية مهيجة هرمونية ليكون الغرام في لقاء و لقاء ليُجْهـِز هذا الأفعوان بلدغته الخسيسة عند استخدامه التقنية العجيبة في حفظ مفسدته على شكل بيانات في كميرة رقمية لتكون في إصبعه خاتما ً نقش عليه اسم الضحية..و كم بلغت شدة وقاحته بجهره لمعصيته أمام ثلة من رفاقه و سخريته من سذاجة المغرمة بحديثه ..مسكينان كلاهما في ضياع و شتات...
أبو شرارة كفى تـَتـَبْع و كفى تعاطي كبسولات التفكير في مستقبل أبنائك و مضغوطات مسكنة للآلام فقرات مجتمعك أبو شرارة أرجوك افتح الباب بسرعة علّ اللذان يتسللان أن يتذكرا من مراقبتك أن هنالك رقيب أعلى سينطق جوارحهم يوم الفزع الأكبر..
أبو شرارة كفى تـَتـَبْع فالوضع بحاجة لحقنة وريدية إسعافية تنعش ما ضاق به زماننا من سماع قصص التمدن و التحرر من قيود العفة و من سماع قصص الخيانة و ضياع الأمانة
و دمتم لأماناتكم حافظين
بقلم فادي شعار