نَسَجْـــتُ البـيــتَ من دُرِّي
يُزَيِنــــُهُ نـــــدى طُهــــْرِي
أُشَيِّــــدُ حِصْنــــــهُ العالــي
فيحفـــظُ جَـــوْفـــهُ سِـــرِّي
عَبيــــرِي فـــي خَمَــائِلـــهِ
أرِيــــجٌ فـــاحَ من زَهْـري
ويَشْـــدو الطيــــرُ ألْحانــي
فَيُـطــرِبُ نسْمَـــةَ الفجْـــرِ
أنا مُـهْـــــــرٌ بـــوادِيــــهِ
يُسابِقُ مُـــزْنــةَ السِحْـــرِ
أنا مَـــرْسـى لشاطئـــــهِ
أنا حُــــوريَّــــةُ البحْــــرِ
أنا سحْــــر النُهـــــى فيــهِ
أنا وجــــهُ الغــــــدِ الحـُــرِّ
وهلْ بَــــدْرٌ بأنْصَـــــعَ منْ
سَنائِــي إنْ بــَدا بــــدْرِي
ولي كـل الغصــــــون دَنتْ
يُهَــدْهِــدُ قلْبهـــا طَيْــري؟!
سَقيْتُ الشِّعرَ من رُوحِي
فَأمْطَــرَ بالشَّـــذا ثغْــرِي
طَرَقْــتُ بكَفِـــهِ حُلُــــمِي
فبـاتَ بأضْلُــعِي يَسْـري
وهذي الأرضُ لي رَوْضٌ
نَثـــرْتُ بأيْكهـــا شَـــذْرِي
جمعْتُ الغيمَ في طيفي
ليهطــل أرْوعَ القطــــرِ
رَفعـــْتُ بكــل قافيــــــــةٍ
رَواسِيَ من جَنَـى فكـْري
وكلُّ شــواطئِ الأحــــلا
م يصْــفو عندها بحـري
فلا مــدٌ ســـوى مـــدي
ولا جزرٌ ســوى جزْري
وشمسُ الشعرِ إن بَزَغتْ
تسافرُ في رُبى عُمْــــري
سيبقى الشعـرُ عنـــواني
ونبض قصيــدهِ فَخْـــري
وصَوْبَ شِراعِه ملْكي
يجوبُ الكــونَ كالنسرِ
سفـــائِنــــهُ مُحمّــَلــــةٌ
بما أخفيتُ من ذُخْري
لسوفَ أَصـــوغُ أغْنيـــةً
تُردِّدُ في الورى ذِكْــري
سأكْتُبُـــها بأوْصــــــالي
وأجعلُ من دَمي حبْــري
وأغــــزلُ مــن معانيهــا
خيـــوطَ الحـــقِ والخيــرِ
أُخَضِّــبُ لــون طالعهــا
بلـــونِ النــورِ والبشْـــر
وأرْسُمُ من شُعــــاعِ الشمـ
سِ نجماً حَسْبُهُ قصـــري
هنا يخْتــالُ بـــي حَرْفـــي
عَروســاً زفنـــي دهـــري
ورصـــعَ فــوق تِيجــانــي
جُمـــانَ الأنْجـــــمِ الزُّهْـــرِ
وسلطانُ المنى شعــــري
تَغــزَلَ خاطبــاً فجـــري
فَصرْنـا اثنيـنِ في الدنيــا
أنا والعاشِــــقُ العُـــذْري
هَداني عَــــرْشَ مملكـــتي
وفيض بهـــائِهُ مَهْــــرِي
فكيف ألــــوذُ من حِــــبٍ
جَرى في القلــبِ كالنهـــرِ
كلانا في الهــوى عَجـــبٌ
غـدا أسْطـــــورةَ العصْــرِ
كـتبـتُ بكــــلِ أحْــــرفِهــا
أنا أنشــــــــودةُ الشـعــــرِ
هبة الفقي
12-5-2014