غزي يخترع جهازاً يساعد المعاقين على تقليب قنوات التلفزيون
2011-05-12 11:11:37غزة – وكالة قدس نت للأنباء
تمكن الشاب الفلسطيني منذر القصاص(30عاماً) من تحدي الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أكثر من أربع سنوات على التوالي، وصنع جهاز إلكتروني يساعد المصابين بالشلل الكامل من مشاهدة جهاز التلفزيون وتقليب قنواته بدون مساعدة أشخاص آخرين.
يقول القصاص لمراسلة "وكالة قدس نت للأنباء "إسراء عادل، الذي يسكن في حي الرمال وسط مدينة غزة أن جهازه الإلكتروني صنعه بإمكانيات بسيطة وينقسم إلى قسمين الأول يحتوي على آلة التحكم الخاصة بالتلفزيون، والثاني يلبسه المعاق في رأسه ويتحكم من خلاله بتقليب القنوات باستخدام الدقن أو اللسان، مشيراً إلى أنه يمكنه تصميم الجهاز حسب نوعية الإصابة.
ويوضح المخترع القصاص الذي درس العلوم السياسية أن الحصار الإسرائيلي يقف عائقاً أمامه، ليتقدم في مخترعاته لا سيما في ظل وجود نقص بالمواد التي يستخدمها في صناعة أجهزة طبية تساعد المعاقين على ممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي.
وكانت أول اختراعات القصاص جهازاً أسماه (منذر القارئ) هو جهاز يساعد المصابين بالشلل على تقليب صفحات الكتب، قائلاً :" بدأت في البحث عن حل للأشخاص الذين لا يتمكنون من القراءة نتيجة إصابتهم بالشلل فصنعت لهم جهازاً يمكنهم من تقليب الصفحات بشكل إلكتروني وأسميته منذر القارئ".
ويؤكد القصاص أن جهازه ساهم في إحداث تغير إيجابي لدي الأشخاص المصابين بالشلل، وجعلها أكثر تفاعلاً مع الحياة اليومية، منبها أنه يعمل بتكاليف بسيطة وعلى حسابه الشخصي ولا يتلقي أي دعماً من أي جهة.
هواية الأجهزة
وبين القصاص أنه منذ طفولتة كان يميل لهواية فك وتركيب وتصليح الأجهزة الإلكترونية الموجودة في بيته، وأنه كان يفضل في دراسته المواد العملية على النظرية، قائلاً :" دوماً كنت مولعاً بالتجارب العملية والعمل بالمختبرات، لذلك تلقيت الدراسة في فرع العلوم في الثانوية العامة، ولكني كرهت في وقتها الدراسة النظرية والأسلوب التقليدي في التعليم، لذا رسبت فيها".
ويوضح أنه رغم انزعاج أهله من رسوبه في الثانوية العامة إلا أنه قرر تحدى واقعه الصعب وعمل على تطوير قدراته في مجال الاختراعات، فحصل على المركز الأول في جائزة فلسطين الدولية للتميز والإبداع عام 2008 إلى جانب حصوله على براءة اختراع من وزارة الاقتصاد الوطني في غزة.
طموحه لم يري النور
ويطمح القصاص في تطوير أجهزة طبية لمكافحة الأورام السرطانية، للتخفيف عن المرضي الفلسطينيين مطالباً جهات الاختصاص والحكومة الفلسطينية والمؤسسات بضرورة الاهتمام بشريحة المخترعين في غزة ليتمكنوا من مواصلة اختراعاتهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، داعياً لضرورة تشكيل فريق من المخترعين توفر لهم الإمكانيات، مؤكداً فكرة خروجه لأي دولة أجنبية للعمل فيها كمخترع.
تغيرت حياته..
يؤكد المواطن عرفات عبد الدايم، من مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة أن حياته تغيرت بشكل كبير بعد استخدامه الجهاز، مشيراً إلى أنه منذ أصابته بالشلل الجزئي نتيجة تعرضه لإصابة في قصف إسرائيلي خلال الحرب قبل عامين أثناء وجوده في بيت عزاء لعائلته أستشهد خلاله ستة من أقاربه.
ويبين الدايم الذي يحرك يده فقط ولا يمكنه استخدامها أنه كان يشعر بالملل نتيجة جلوسه اليومي داخل البيت، وعدم تحركه، لكن الجهاز سهل عليه عملية مشاهدة التلفزيون بشكل مريح، و متابعة ما يحدث من حوله، قائلا:" الحياة تغيرت بالنسبة لي إلى الأفضل ونوعا ما لم أعد أشعر بالعجز".